إبراهيم القحطاني يكشف لـ"العربي الجديد" حقيقة "مؤامرة سناب تشات"

21 ديسمبر 2015
من كواليس تصوير الحلقة (العربي الجديد)
+ الخط -
 
حقق برنامج "مؤامرة" منذ انطلاقه، مشاهدات مليونية. البرنامج، الذي تنتجه "قناة سين" على "يوتيوب"، وهو ومن فكرة وكتابة عصام الزامل وابراهيم القحطاني، وإخراج محمد الملا، يحاول إقناع المشاهد بوجود مؤامرات في كل ما حوله، من كثرة العمالة الأجنبية في قلب العاصمة السعودية بسبب "نفق سري يربط الرياض بدبي" وحتى انتشار الحفر في الشوارع بسبب "دودة خارقة تأكلها". 

وعلى الرغم من وجود تنبيه في آخر الحلقات يذكر المشاهد بأن البرنامج ساخر، وكل أحداثه من وحي الخيال، إلا أن هناك من يصدق، ويبدأ يتحدث عن المسلسل بشكل جدي، لاسيما في الحلقة الخيرة "مؤامرة سناب تشات" والتي أشعلت "تويتر". إذ كانت مؤامرتهم الأخيرة حول تفجير مالك ومؤسس تطبيق سناب تشات لـ "قنبلة نووية اجتماعية" بسبب "حقده على المجتمع" وذلك بنشر كل صور المشتركين في التطبيق على شبكة الإنترنت مع بدء 2016. 

وعن الهدف من البرنامج، يقول القحطاني في حديث لـ"العربي الجديد" إنّ "إخراج المادة الإعلامية لا يحتاج إلى خبرة أو موارد في هذا العصر، فالتقنيات الحالية جعلت من الهاتف المتنقل استديو متنقلا، يمكنك عن طريقة إنتاج المادة ونشرها وتسويقها. هذه السهولة المتاحة للجميع جعلتنا نسبح في بحر من المعلومات المغلوطة، والمقاطع المكذوبة، وحملات التضليل المقصودة، والتي تجد لها آذانا صاغية وعيونا (فاغرة) تصدقها دون التأكد من مصداقيتها".

وبرأي القحطاني، يعود ذلك إلى "ثقة المشاهد بكل ما يشاهده، ونحن في مؤامرة نحاول أن نسخر من نظرية المؤامرة وحقيقتها، لنثبت للمشاهد بأننا قادرون على إقناعك بما هو مزيف،  فقط عن طريق إعداد الحبكة الدرامية والصورة السينمائية والصوت والتأثيرات الموسيقية، واختيارنا للمواضيع يعتمد على هذه النقطة، حيث نركز على أمور يعلمها الناس ولكن يجهلون تفاصيلها، وغياب التفاصيل هي الأرض الخصبة التي ينشط فيها صانعو الإشاعات والأكاذيب".

ويضيف القحطاني: "ما يميزنا عن باقي صانعي الإشاعات والأكاذيب هو أننا نخبرهم في آخر المقطع أننا من قام بإخراج وتأليف وكتابة تفاصيل الحادثة، بالإضافة إلى إبلاغنا إياهم بأن المقطع وما صاحبه من معلومات يعتبر من نسج الخيال وغير حقيقي.. ومع هذا هناك من يصر على تصديق المشهد، ففي بعض الأحيان تصديق الأمور المثيرة يعتبر غاية".


ويشير القحطاني إلى أنّ "لدينا رسالة نتمنى أن تصل للجميع، إذا كان مجموعة من الهواة وبموارد محدودة استطاعوا أن يقنعوك بمعلومات مغلوطة، فما بالك بوسائل الإعلام التي تمتلك المال والسلطة! يجب علينا أن نكون أكثر وعياً وألا نصدق كل ما يبث في سماء الإعلام، فالتدقيق والتحليل لما نشاهده في وسائل الإعلام أصبح مطلباً رئيسياً، فليس كل ما (ينشر) ذهباً".

اقرأ أيضاً: مالك نجر: من "يوتيوب" بدأ... وإلى "يوتيوب" يعود

كان البرنامج في حلقاته السابقة، يركز على إقناع المشاهد بشيء غير معقول، كوجود نفق سري يربط الرياض بمدينة دبي. في الحلقة الأخيرة، حاول إقناع المشاهدين بأن صورهم في برنامج "سناب تشات" ستتسرب على الإنترنت بداية 2016.

وبسبب القرصنة، قد يحدث هذا الأمر فعلاً، وعن ذلك، يقول القحطاني: "لم يكن تركيزنا على احتمالية تسريب الصور، فهذا الأمر حقيقي وقد حصل بالفعل، ولكننا لعبنا على وتر المؤامرة في الفكرة من وراء البرنامج وهدف مالكه، ونسجنا تفاصيل خيالية حول حياة المؤسس وشريكة لرفع مستوى الإثارة في الحلقة".

إبراهيم القحطاني (يوتيوب)


لكنّ نشر حلقة "كوميدية ساخرة" تحمل تأكيداً بأن كل صور المشتركين في "سناب تشات"، ستتسرب على الإنترنت، قد يكون لها نتائج اجتماعية مؤذية، خاصةً وأن هناك من اقتنع بالفيلم ولم يأخذه بسخرية.

ورداً على سؤال عن التفكير بالضرر النفسي الذي قد يصيب مراهقين قد يقتنعون بمؤامرتكم الأخيرة، وعن السؤال الأخلاقي الذي يتعلق باحتمال أن يقدم أحد هؤلاء على الانتحار مثلا، بسبب تصديقه للبرنامج، يقول القحطاني: "نقطة احتمالية انتشار الصور هي أمر حاصل بالفعل ولم نختلقها، فالبرنامج بالفعل يحتفظ بالصور وهذا الأمر موضح في الأذونات التي يطلبها البرنامج منك وقت تحميله، كما أنه الآن يتيح لك إعادة مشاهدة الصور التي تصلك على موقعك الخاص بمقابل مادي، وهذا يثبت أن الصور لا تحذف، كما أن هناك حوادث اختراق حصلت للبرنامج وتم تسريب بعض الصور والمقاطع بسبب هذا الاختراق، وهذه نصيحة للجميع بأن لا يستخدموا أي برنامج بطريقة قد تتسبب بأذى مستقبلي لهم".

كما يعتبر أن "سناب تشات لم يصنع لكي تستخدمه في نشر صور قد تتأذى بسببها لو وصلت إلى العامة، وهذا الكلام ينطبق على سناب تشات وغيره من البرامج، فكما حصل اختراقات لبرنامج (آي كلاود) نتج بسببها تسريب صور العديد من المستخدمين، قد يحدث نفس الأمر لمستخدمي سناب تشات. فعلى أي شخص يستخدم برامج التواصل بطريقة خاطئة قد تضره لو انفضح أمرها أن يهلع، سواء شاهد حلقة "مؤامرة سناب" أم لم يشاهدها".


وعن ردود الأفعال (الشخصية تجاههم كطاقم عمل على حلقة "مؤامرة سناب تشات"، خاصةً أنها كسرت حاجز المليون مشاهد على "يوتيوب" خلال 24 ساعة، ووصلت إلى 5 ملايين مشاهد، وتم التعامل مع فكرته باعتبارها حقيقة، يُشير القحطاني إلى أنّ "ردود الأفعال كانت كبيرة جداً وهذا ما توقعناه في البداية كفريق، فبرنامج السناب يعتبر من أشهر البرامج وأكثرها جاذبية في وقت نشر الحلقة، وبالتالي من الطبيعي أن يتم التفاعل مع أي أمر يمس البرنامج، فما بالك بحلقة تحذرهم منه؟! ولكن المفاجأة أن الأرقام التي وصلنا إليها فاقت توقعاتنا، فكسرنا لحاجز الثلاثة ملايين مشاهدة خلال 48 ساعة لم يكن في البال".

ويُضيف: "سعيدون جداً بارتفاع مستوى الوعي لدى المتابعين خصوصا أولئك الذين راسلونا بالثغرات والأخطاء التي احتوت عليها الحلقة، وهذا يدل على وعي مرتفع وحس ناقد، وهذا ما نحتاج إليه في زماننا هذا".
المساهمون