قبل أيام قليلة، أصدر الفريق الغنائي اللبناني "مشروع ليلى" فيديو مصوراً لأغنية "أيودي"، الصادرة في ألبومهم الجديد "ابن الليل"، وكان النّتاج مختلفاً عما نعرفه في الوطن العربي باسم "فيديو كليب"، لأن العمل المصور كان (فيلماً قصيراً) بكل ما تحمله الكلمة من معنى، مصور على خام سينما، ويحكي حكاية ممتلئة بالمشاعر، ويستغل الأغنية كجزء من "شريط الصوت" – وليست كل شريط الصوت ــ، لأنه شريط مصور من 13:09 دقيقة على أغنية تبلغ مدتها 4:32 دقيقة فقط.
يبدأ "الفيلم" بلقطة طويلة ممتدة لدقيقتين، تحكي فيها فتاة لما يبدو أنه حبيبها حكاية عن مواطن سوري في لبنان قام بسب رجل الشرطة لأنه كان سكراناً، وذهب رجل الشرطة لصديقتها يسألها عن رقم سيارته ولكنها أنكرت معرفتها به، يمكن البحث عن دلالة للحكاية، وهي الجمل الوحيدة المنطوقة طوال الـ13 دقيقة، ولكن بنظرة أخرى فالحكاية ليست هي المهمة، بقدر ما هو الشعور بمحاولة استبقاء الحبيبة لحبيبها، بينما يبدو متململاً، لتنتهي اللقطة/المشهد بجملتها: "بعرف لازم تِفِل".
لننتقل بعد ذلك للقطات أسرع، عامة جداً –على عكس قرب وحميمية اللقطة الأولى- لما يبدو أنه وتيرة حياة عملية، ويبدو "البطل"/الحبيب في المشهد الأول صغيراً بالنسبة للعالم من حوله.
يبدأ عند ذلك التراك الصوتي، الموسيقى الإلكترونية المميزة للأغنية، تبدو معبرة جداً عن صخب ولهاث وقلق الحركة السريعة، وفي نفس الوقت "وحدة البطل". اللون الأزرق يكون مسيطراً، في الأضواء، ولون البحر، ولقطات الليل، والملابس، تبدو الأمور مكتسية بالحزن، لا تهدأ ولا يصمت "تراك الموسيقى" إلا بنومِ البطل.. وبدء يوم جديد، تكون الأمور بسيطة في البداية قبل أن تبدأ الذاكرة في التلاعب والالتفاف حوله، يزداد الصخب مرة أخرى، مع عودة الأزرق من جديد بكثافة.
في اليوم التالي ننتقل مرة أخرى إلى الفتاة. اللقطة البعيدة والكراسي الفارغة هي جزء من التعبير عن الوحدة، النظر خارج الشباك وملامح الممثلة "غنى عبّود" تنتطق فعلاً بالوحشة، وفيما يبدو أنه محاولة للتعايش تذهب إلى ملهى ليلى، حيث يوجد "حامد سنو" الذي يغني بينما الصورة ترتكز عليها، وفي كلمات أغنيته رثاء لحبيب غائب: "عم برجع أناديك.. اعتقني شياطيني.. بسقي بدمها ترابك.. لعله ينمي لحني"، والأزرق لا يفارق الفتاة.
اقــرأ أيضاً
كل اللقطات ممتلئة بالوحدة والفراغ كأثر لغياب الحبيب، حتى عودتها للمنزل وصورة الزهرة الذابلة أمامها. كل شيء هو عن حبيب لم يعد موجوداً و"فَل" منذ اللحظة الأولى، والحبيب على الناحية الأخرى حين نعود إليه يكون قد وصل إلى "إسبانيا"، منكفئاً على نفسه بين بقية الحيوانات، في وضع جلوس ضعيف جداً، وفي النهاية يجري، فيما يبدو أنه محاولة رمزية للعودة. لكن يحدث قطع عنيف في النهاية، مع إيقاف شريط الصوت، ولقطة ختامية للفتاة في غرفتها، ودمعة وداعية في عينيها. هذا العمل الفني البصري من إخراج نويل بول وتصوير رامز هيبري، واحد من أفضل الفيديوهات المصورة لأغانٍ في المنطقة العربية وعودة بديعة لمشروع ليلى.
يبدأ "الفيلم" بلقطة طويلة ممتدة لدقيقتين، تحكي فيها فتاة لما يبدو أنه حبيبها حكاية عن مواطن سوري في لبنان قام بسب رجل الشرطة لأنه كان سكراناً، وذهب رجل الشرطة لصديقتها يسألها عن رقم سيارته ولكنها أنكرت معرفتها به، يمكن البحث عن دلالة للحكاية، وهي الجمل الوحيدة المنطوقة طوال الـ13 دقيقة، ولكن بنظرة أخرى فالحكاية ليست هي المهمة، بقدر ما هو الشعور بمحاولة استبقاء الحبيبة لحبيبها، بينما يبدو متململاً، لتنتهي اللقطة/المشهد بجملتها: "بعرف لازم تِفِل".
لننتقل بعد ذلك للقطات أسرع، عامة جداً –على عكس قرب وحميمية اللقطة الأولى- لما يبدو أنه وتيرة حياة عملية، ويبدو "البطل"/الحبيب في المشهد الأول صغيراً بالنسبة للعالم من حوله.
يبدأ عند ذلك التراك الصوتي، الموسيقى الإلكترونية المميزة للأغنية، تبدو معبرة جداً عن صخب ولهاث وقلق الحركة السريعة، وفي نفس الوقت "وحدة البطل". اللون الأزرق يكون مسيطراً، في الأضواء، ولون البحر، ولقطات الليل، والملابس، تبدو الأمور مكتسية بالحزن، لا تهدأ ولا يصمت "تراك الموسيقى" إلا بنومِ البطل.. وبدء يوم جديد، تكون الأمور بسيطة في البداية قبل أن تبدأ الذاكرة في التلاعب والالتفاف حوله، يزداد الصخب مرة أخرى، مع عودة الأزرق من جديد بكثافة.
في اليوم التالي ننتقل مرة أخرى إلى الفتاة. اللقطة البعيدة والكراسي الفارغة هي جزء من التعبير عن الوحدة، النظر خارج الشباك وملامح الممثلة "غنى عبّود" تنتطق فعلاً بالوحشة، وفيما يبدو أنه محاولة للتعايش تذهب إلى ملهى ليلى، حيث يوجد "حامد سنو" الذي يغني بينما الصورة ترتكز عليها، وفي كلمات أغنيته رثاء لحبيب غائب: "عم برجع أناديك.. اعتقني شياطيني.. بسقي بدمها ترابك.. لعله ينمي لحني"، والأزرق لا يفارق الفتاة.
كل اللقطات ممتلئة بالوحدة والفراغ كأثر لغياب الحبيب، حتى عودتها للمنزل وصورة الزهرة الذابلة أمامها. كل شيء هو عن حبيب لم يعد موجوداً و"فَل" منذ اللحظة الأولى، والحبيب على الناحية الأخرى حين نعود إليه يكون قد وصل إلى "إسبانيا"، منكفئاً على نفسه بين بقية الحيوانات، في وضع جلوس ضعيف جداً، وفي النهاية يجري، فيما يبدو أنه محاولة رمزية للعودة. لكن يحدث قطع عنيف في النهاية، مع إيقاف شريط الصوت، ولقطة ختامية للفتاة في غرفتها، ودمعة وداعية في عينيها. هذا العمل الفني البصري من إخراج نويل بول وتصوير رامز هيبري، واحد من أفضل الفيديوهات المصورة لأغانٍ في المنطقة العربية وعودة بديعة لمشروع ليلى.