لم يظن أيهم أحمد (26 عاماً) أن حصار مخيم اليرموك سيتيح له فرصة العزف من جديد. الشاب الفلسطيني المقيم في مخيم اليرموك السوري منذ سنوات وجد لنفسه ولأبناء المخيم فسحةً جديدة تتيح لهم التعبير موسيقياً عن همومهم اليومية. وفي حين أن العالم أدار آذانه الصماء لسورية، يعتقد أيهم بأن للموسيقى فرصة لتحسين الأمور ولفت أنظار الخارج لما يحصل في المخيم المحاصر.
اختص أيهم بعزف البيانو الكلاسيكي وهو مدرس للآلات الموسيقية، أحب أن يعزف في الشارع فسعى لتحقيق رغبته.
إقرأ أيضاً: عازف اليرموك
أكثر من ثلاث عشرة حفلةً أحياها أيهم مع فرقته الصغيرة مباشرةً من اليرموك، استعانوا بما تيسّر من آلات واستغلوا بعض مولدات الكهرباء والأضواء الخافتة ليشعلوا في قلوب المشاهدين والمستمعين الكثير من المشاعر التي اختلطت بين الشوق والحنين والحزن على المخيم.
أحكم النظام السوري حصاره على مخيم اليرموك في أواخر عام 2012 ومع بداية عام 2013 بدأ الكلام عن حصار محكم يطال المخيم الذي بلغ عدد سكانه من فلسطينيين وسوريين إبان انطلاق الحراك الثوري السوري ما يقارب الـ300 ألف نسمة.
عزف أيهم لليرموك فنقلت الشاشات موسيقاه لعدة بلدان عربية وأوروبية ومنها السويد وهولندا وبلغاريا وغزة ورام الله وكان البث مباشراً بعيداً عن الصعوبات والمخاطر التي تعرّض لها العازف وفرقته.
وعلى الرغم من التهديدات المتكررة التي وصلت لعازف اليرموك، لم يتوقف يوماً عن حمل ثقل آلاته والتنقل للعزف، فخلال الأشهر الماضية تناولت الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي عدة أخبار عن تعرض أيهم لمضايقات في المخيم وعن تكسير عدد من الآلات الموسيقية التي تستخدمها فرقته، وخصوصاً بعد دخول مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية ـ "داعش" إلى المخيم وعن تلك الأخبار يقول أيهم لـ"العربي الجديد" : "الله بيعوّض"، ويستمرّ بالعزف.
وكانت شهرة فرقة اليرموك قد بدأت بشكل خاص في مختلف أنحاء العالم العربي مع اغنية "اليرموك بحبك يا خّيا" التي صورت وسط شارع مدمر ومهجرو في اليرموك، وفي وسطه جلس أيهم أحمد وعدد من الاطفال والشباب حول بيانو، يغنون لمن رحل عن اليرموك.
تتكوّن فرقة أيهم الموسيقية اليوم من أيهم نفسه مع عدد من أطفال اليرموك، أبرزهم محمد وشهد اللذان يشاركان الشاب الغناء بروحٍ متلهّفة للحرية. هو يعزف على البيانو، آلته المفضلة ومحبوبته، وهما يغنيان معه أغاني للمخيم عن الحصار والظلم.
اختيار أيهم للبيانو لم يكن سهلاً، فبعد أن أطبق النظام الحصار على المخيم كان البيانو التقليدي خيار أيهم الوحيد مع انخفاض ساعات التغذية الكهربائية وتراجع الخدمات الانمائية بعدما كان اليرموك يشتهر بكونه مدينةً سورية مصغرة.
يروي أيهم بدايات فرقته الموسيقية ويقول لـ"العربي الجديد": "وزن البيانو 400 كيلوغرام تقريباً ، ولطالما احتجت مساعدة لنقله، طرحت الفكرة في بداية الحصار على عدد من الشبان وعندما وافقوا على مساعدتي بنقل تلك القطعة الموسيقية الكبيرة، قررت عندها التمسك بفكرتي والعزف".
تلقى أيهم مساعدة من أصدقاء لا خبرة موسيقية لديهم ولكنهم سوية شكلوا يومها فرقة اليرموك لتتطور بعدها وتشمل الاطفال وتمتد عروضها لتتوزع أيضاً في المدارس البديلة الموجودة في المخيم. نقلوا البيانو على العربة التقليدية من شارع لشارع، في الصيف والشتاء، بدت الفكرة صعبة ولكنه حوّلها لواقع.
حياة أيهم وعائلته ككثر في اليرموك ليست سهلة، فالتنقل شبه اليومي بين منطقة يلدا التي باتت "ملاذ نازحي اليرموك" واليرموك صعب، ولكنه ضروري لإحضار الحاجيات المفقودة في المخيم المحاصر.
يعزف أيهم اليوم على الكيبورد ويستعين بعجلة شحن البطاريات ليحصل على الطاقة الكهربائية اللازمة، وهي تكفي لعزف ثلاثة أو أربع أغنيات، وعلى الرغم من الصعوبات، لم يغب أيهم منذ سنتين عن مواقع التواصل الاجتماعي. تنوّعت آلاته ولكن موسيقاه كانت واحدة، ويقول بأنه سيستمر بالعزف قدر المستطاع لأنه يحارب الظلم بالموسيقى. "الموسيقى تعطينا النفس الكافي لنصمد، فوجود طفل واحد كافٍ لدفعي للاستمرار بالعزف".
إقرأ أيضاً: "لاجئو الراب" تثور على "زمن الصمت"
اختص أيهم بعزف البيانو الكلاسيكي وهو مدرس للآلات الموسيقية، أحب أن يعزف في الشارع فسعى لتحقيق رغبته.
إقرأ أيضاً: عازف اليرموك
أكثر من ثلاث عشرة حفلةً أحياها أيهم مع فرقته الصغيرة مباشرةً من اليرموك، استعانوا بما تيسّر من آلات واستغلوا بعض مولدات الكهرباء والأضواء الخافتة ليشعلوا في قلوب المشاهدين والمستمعين الكثير من المشاعر التي اختلطت بين الشوق والحنين والحزن على المخيم.
أحكم النظام السوري حصاره على مخيم اليرموك في أواخر عام 2012 ومع بداية عام 2013 بدأ الكلام عن حصار محكم يطال المخيم الذي بلغ عدد سكانه من فلسطينيين وسوريين إبان انطلاق الحراك الثوري السوري ما يقارب الـ300 ألف نسمة.
عزف أيهم لليرموك فنقلت الشاشات موسيقاه لعدة بلدان عربية وأوروبية ومنها السويد وهولندا وبلغاريا وغزة ورام الله وكان البث مباشراً بعيداً عن الصعوبات والمخاطر التي تعرّض لها العازف وفرقته.
وعلى الرغم من التهديدات المتكررة التي وصلت لعازف اليرموك، لم يتوقف يوماً عن حمل ثقل آلاته والتنقل للعزف، فخلال الأشهر الماضية تناولت الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي عدة أخبار عن تعرض أيهم لمضايقات في المخيم وعن تكسير عدد من الآلات الموسيقية التي تستخدمها فرقته، وخصوصاً بعد دخول مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية ـ "داعش" إلى المخيم وعن تلك الأخبار يقول أيهم لـ"العربي الجديد" : "الله بيعوّض"، ويستمرّ بالعزف.
وكانت شهرة فرقة اليرموك قد بدأت بشكل خاص في مختلف أنحاء العالم العربي مع اغنية "اليرموك بحبك يا خّيا" التي صورت وسط شارع مدمر ومهجرو في اليرموك، وفي وسطه جلس أيهم أحمد وعدد من الاطفال والشباب حول بيانو، يغنون لمن رحل عن اليرموك.
تتكوّن فرقة أيهم الموسيقية اليوم من أيهم نفسه مع عدد من أطفال اليرموك، أبرزهم محمد وشهد اللذان يشاركان الشاب الغناء بروحٍ متلهّفة للحرية. هو يعزف على البيانو، آلته المفضلة ومحبوبته، وهما يغنيان معه أغاني للمخيم عن الحصار والظلم.
اختيار أيهم للبيانو لم يكن سهلاً، فبعد أن أطبق النظام الحصار على المخيم كان البيانو التقليدي خيار أيهم الوحيد مع انخفاض ساعات التغذية الكهربائية وتراجع الخدمات الانمائية بعدما كان اليرموك يشتهر بكونه مدينةً سورية مصغرة.
يروي أيهم بدايات فرقته الموسيقية ويقول لـ"العربي الجديد": "وزن البيانو 400 كيلوغرام تقريباً ، ولطالما احتجت مساعدة لنقله، طرحت الفكرة في بداية الحصار على عدد من الشبان وعندما وافقوا على مساعدتي بنقل تلك القطعة الموسيقية الكبيرة، قررت عندها التمسك بفكرتي والعزف".
تلقى أيهم مساعدة من أصدقاء لا خبرة موسيقية لديهم ولكنهم سوية شكلوا يومها فرقة اليرموك لتتطور بعدها وتشمل الاطفال وتمتد عروضها لتتوزع أيضاً في المدارس البديلة الموجودة في المخيم. نقلوا البيانو على العربة التقليدية من شارع لشارع، في الصيف والشتاء، بدت الفكرة صعبة ولكنه حوّلها لواقع.
حياة أيهم وعائلته ككثر في اليرموك ليست سهلة، فالتنقل شبه اليومي بين منطقة يلدا التي باتت "ملاذ نازحي اليرموك" واليرموك صعب، ولكنه ضروري لإحضار الحاجيات المفقودة في المخيم المحاصر.
يعزف أيهم اليوم على الكيبورد ويستعين بعجلة شحن البطاريات ليحصل على الطاقة الكهربائية اللازمة، وهي تكفي لعزف ثلاثة أو أربع أغنيات، وعلى الرغم من الصعوبات، لم يغب أيهم منذ سنتين عن مواقع التواصل الاجتماعي. تنوّعت آلاته ولكن موسيقاه كانت واحدة، ويقول بأنه سيستمر بالعزف قدر المستطاع لأنه يحارب الظلم بالموسيقى. "الموسيقى تعطينا النفس الكافي لنصمد، فوجود طفل واحد كافٍ لدفعي للاستمرار بالعزف".
إقرأ أيضاً: "لاجئو الراب" تثور على "زمن الصمت"