وبحسب مصادر أمنية تابعة لـ"البنيان المرصوص"، فإن "فلول داعش لا تزال تنتقل جنوب وجنوب غرب وشرق مدينة سرت بحرية تامة، مستفيدة من الامتداد الصحراوي وأحزمة جبلية في المنطقة كستار لتنقلاتها، كما أن مناطق في الجنوب الليبي تعد معقلا جديدا لداعش، ربما لتنظيم صفوفها مجددا".
وفي السياق، اتهم العقيد محمد شرف الدين، ضابط بفرع جهاز الاستخبارات العسكرية في سرت، "قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، بربط صلات مع بقايا داعش جنوب وجنوب شرق سرت".
وقال العقيد شرف الدين إنه "لا يفصل بين معسكرات قوات حفتر وداعش سوى بضع كيلومترات، لماذا لا يستهدفهم ولديه الطيران؟ بالإضافة لتفوق قواته على الأرض على قوات داعش"، مضيفا أنه "قبل أسبوعين هاجم مسلحو داعش قوة لنا جنوب المدينة، وإثر ملاحقتنا لها اضطلعت قوات حفتر بالدفاع عنها وقطع طريق ملاحقتنا"، مشيرا إلى "وجود شبهات تحوم حول علاقة حفتر بداعش".
وتابع الضابط "رصدنا وتوثيقنا للمنطقة يثبت أن داعش ينتقل بين مشروع اللود ومنطقة العامرية جنوب شرق سرت، وهي مناطق تقع تحت سيطرة قوات حفتر، وقد طالبنا تلك القوات مراراً بتوضيح موقفها من مسلحي داعش، لكن لا رد منهم".
وعن أماكن أخرى يتمركز فيها تنظيم "داعش" قال إن "هناك طريق آخر يربط منطقة بني وليد (230 كيلومتراً جنوب شرقي العاصمة) بالجفرة (وسط الجنوب)، التي سيطر عليها حفتر"، مبيناً أن "المسح الجوي أثبت أن جماعة لداعش يصل عددها مائة عنصر تتخفى في منطقة المكمكم، وهي منطقة صعبة التضاريس، وفيها لفائف من سلاسل الجبال توفر لهم الحماية".
وأشار إلى أن "ضربة جوية أميركية وجهت لهذا الموقع خلال الأشهر الماضية، هربت على إثرها هذه المجموعات إلى منطقة نسمة، التي تقع تحت سيطرة حفتر، قبل أن ترجع لذات الموقع مجددا".
وتابع "نتائج حرب قواتنا على داعش في سرت كانت بالاشتراك مع قوات دولية، وقتلنا منهم المئات، وبقاياهم لا تزال محيطة بسرت جنوب وشرق وغرب المدينة".
وتساءل المصدر ذاته "إلى أين ذهب مقاتلو داعش في الشرق الليبي؟" مستدركاً بالإجابة "لقد وفرت للتنظيم ممرات آمنة لتصل إلى الجنوب، الذي أصبح يعج بالسلاح والمرتزقة وتجار البشر".
وقال "لقد كان الوضع مشبوها في السابق، ولكن الآن الجنوب تحت سيطرة قوات حفتر، فلمن توجه تهمة استمرار هذه الفوضى، ولا سيما الاتجار بالبشر والإرهاب".
ولفت إلى أن "مسلحي داعش لديهم معسكرات تدريب في منطقة الهروج الجبلية القريبة من الكفرة (أقصى الجنوب)، ولها صلات قوية بقبائل التبو الموالية لحفتر"، مبيناً أن "معلوماتهم المخابراتية لا تستبعد وجود صلات بين موالي حفتر وداعش في تنظيم عمليات الهجرة غير الشرعية المتجهة إلى الشمال".
وأكد شرف الدين أن "تقاريرهم تصل إلى دول كبرى تباعا، عبر عملية تنسيق مخابراتي مع هذه الدول"، لكنه لم يخف امتعاضه من مواقف هذه الدول التي أكد أن لديها أدلة أقوى "تثبت تورط الموالين لحفتر، في الاستفادة من المجموعات الإرهابية والمرتزقة وعصابات الاتجار بالبشر".