أيمن العتوم.. يراكم "أوسمة" المنع

23 مارس 2014
"اليرموك" لا تحب "حديث الجنود"
+ الخط -


اضطر الكاتب الأردني، أيمن العتوم، إلى توقيع روايته "حديثُ الجنود" (المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2014) في أحد شوارع عمّان، أمس السبت، بعد أن ألغت جامعة اليرموك ندوة وحفل توقيع للكتاب، كان من المفترض عقدهما يوم الخميس.

وقد لاقى المنع استياء في الوسط الثقافي الأردني، ومن منظمي الندوة الذين أكدوا أن "عميد شؤون الطلبة" في جامعة اليرموك كان قد وافق على حفل التوقيع قبل أسبوعٍ من الموعد المُقرر، ثم عاد وغيّر رأيه ربع ساعة قبل بداية الحفل. كما مُنِع، العتوم، من دخول حرم الجامعة. وقد بررت الجامعة قرارها، بحجة أن عدد الطلبة المتوقع حضورهم يفوق الـ 500، الأمر الذي "لا تحتمله القاعة".

يقدّم، العتوم، في "حديث الجنود"، عملاً توثيقيّاً عن الاحتجاجات الطلابية، التي شهدتها جامعة اليرموك في عام 1986، وكان هو شاهداً عليها. وقد أدت تلك التظاهرات، آنذاك، دوراً مفصلياً في الساحة السياسية الأردنية، التي عانت عقوداً من "الأحكام العرفية". وأبرز ما طالب به المحتجون حينها، هو التنمية السياسية، وحرية النشاط الحزبي، وإرساء مبادئ حرية الرأي والتعبير.

لكن الكاتب قال في تصريحاته: إن منع الندوة سببه الخوف من "تفجير أسئلة كبيرة حول أحداث 1986، وهو ما لا تريد الجامعة نبشه. مشيراً إلى أن "المؤسسات لا تزال محكومة بالعقلية العرفية القديمة، ما يكشف عن وجود خلل في الجامعات وبناها العلمية والتعليمية.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن الكاتب سجن لأسباب سياسية بين عامي 1996 و1997؛ وهي التجربة التي تناولها في رواية "يا صاحبيّ السجن". وحتّى اليوم، لا يزال يتعرض لـ"مضايقات أمنية" ليست بالقليلة كما ينقل لمتابعي صفحته على "فيسبوك":

أنا أُمنَع من النّدوات والمحاضرات والأمسيات الشعرية منذ أكثر من خمسةٍ وعشرين عاماً، وسُجنتُ سنةً لأشعاري. وفُصلتُ من الجامعة لفصلَين. وأنذرتُ عبر مسيرتي الأكاديميّة عشرات المرّات... ولوحِقتُ أمنيَاً لمدّة سنين. وما زال جوازي منذ أكثر من عشرة أعوام يُحجَز كلّما سافرتُ. وأوقَف في المطارات مُتّهماً، في حينَ أنّ الأمريكان والصّهاينة يمرّون عبر بوّابات المطار بالتّرحاب والتّكريم أمام ناظِريّ.

ولم أوظّف في أيّ جامعة مع أنّي الأوّل على الجامعة في البكالوريس والماجيستير والدّكتوارة... وبالطّبع أنا سعيدٌ بكلّ هذه النّياشين الّتي علّقتْها الدّولة على صدري وكتفيّ. لقد نافستُ كلّ جنرالات العصر الحديث في عدد الأوسمة الممنوحة لهم من قِبَل دُولهم وأوطانهم".

دلالات
المساهمون