في معرضه الأخير "النيل" الذي يُفتتح عند السابعة من مساء اليوم الأحد في "قاعة الزمالك للفن" في القاهرة، ويتواصل حتى الثاني من الشهر المقبل، والذي يضمّ ثلاثة عشر عملاً "تعظّم من شأن نهر النيل ليس فقط كموقع تاريخي ولكن أيضاً كمصدر للحياة"، بحسب البيان الصحافي.
يقول السعداوي في حديثه لـ "العربي الجديد" إن هذه التجربة تسّجل الحياة اليومية على ضفاف النيل والمخزون البصري حولها لدي، إذ قمت باسترجاع حياتي منذ الطفولة محاولاً ربطها مع الحاضر وقيمة النيل عند قدماء المصريين".
يشير الفنان إلى أن "المعرض يشكّل امتداداً لسابقه والذي أقيم العام الماضي بعنوان "بر مصر"، واحتوى على منحوتات تحاكي الألعاب الشعبية، بدأ العمل عليها منذ عام 2011؛ تلك الألعاب التي كانت موجودة لكنها اختفت وسط زحمة الحداثة والتكنولوجيا اختفت الآن، فالأطفال في الريف أو المدينة يقضون معظم أوقاتهم أمام شاشات الكمبيوتر، حتى الحديث بين الأصدقاء بات إلكترونياً أيضاً".
"جميع الأعمال صنعت من مادة البرونز باستثناء عملين مزج استخدم في الأول الرخام الاخضر المصري وفي الثاني الغرانيت الأسود الأسواني مع البرونز"، يضيف السعداوي لافتاً إلى أنها حملت العناوين التالية: "صيد العصاري"، و"المجداف"، و"الشراع"، و"عروس النيل"، و"المراكبي"، و"ساعة العصرية"، و"بائعة السمك"، و"الصنارة والقطط"، و"خير النيل"، و"العودة"، و"غفوة"، و"أنوبيس".
يوضّح أن هذه "المجموعة تختلف بعض الشيء عن سابقاتها حيث تركز على الطبقة الكادحة من المصريين الذين يعتمد قوت يومهم على النهر، حيث يصور الرجال والنساء على حد سواء في تماثيله ويربط شخوصه بالنيل بأشكال متعددة".
تظهر الأعمال أنواعاً عديدة من المراكب التي كان يستخدمها الفراعنة، وتجسّد أيضاً مشاهدة مختلفة، منها امرأة تحمل سلّة سمك، وصياد يرمي بشباكه في النيل، وإله الموتى "أنوبيس" الذي يحرس الراحلين عند نقلهم إلى المقابر، والمراكبي الذي يغوص بمجدافيه في المياه العميقة.
تبدو القوارب كأنها مصنوعة من ورق البردي الملكي، كما تحضر رموز واستعارات من الثقافة المصرية القديمة التي تصوّر الناس بأذرع طويلة نحيفة وجذع عريض، والكلاب التي تتشابه في تجسيدها مع الإله أنوبيس.