11 اغسطس 2020
أيرضيك ذلك يا غاستون باشلار... أن يغلبنا "الفيروس" وصَحْبه؟!
تعال يا غاستون باشلار،
يا صاحب الماء والأحلام
كي تضحك معنا،
فلا الداخل داخل،
ولا الخارج.
تعال يا باشلار الخديعة،
أنت الذي قلت "كل ماء حليب"،
تعال،
انظر هنا..
تجار الرياضة يرتعدون، إذا تمدد الفيروس، وتجار البصل يدمعون، وبائعو الأمصال في الذروة..
المصحات الخاصة تعد الأسرّة. أصحاب الماركات العالمية ودور الأزياء فسدت خطوط موضتهم..
مالكو معامل السيارات ينتجون الكمامات والأقنعة وآلات الإنعاش، اقتصاد سوق المرض يملي شريعته.. دهاقنة الجو يفتحون كنوزهم المخفية حتى تحلق آلات الحديد من جديد، وأصحاب المهن "الدينية" بلا شغل، والوراقون والكتبيون أوقفوا لوالب مطابعهم وامتهنوا بيع "الورق الصحي".
المقاهي، المطاعم، الحكواتيون، مروضو الأفاعي والقردة، الساحات العامة، اللصوص، مجرمو الليل، بنات المتعة، حتى الخطوط الساخنة علقت عملها، وبوتيكات المساج كتبت "مغلق" على صفحاتها.
على بريق النِت
كل شيء معلق إلى إشعار آخر..
أحاول أن أقرأ، لا أمل
أحاول أن أتفلسف، أجد الأفكار سقيمة، وتشبه بول أطفال
أحاول أن أريض بصري، لا إغراء لما يُرى
أحاول أن أتمدد خارج حيز البيت، أكتشف ذاكراتي المصابة بمرض النسيان
أحاول أن أتسلى بنوافذ الجيران، وأعد حبال الغسيل
أحاول أن أتأمل هذه الظهيرة التي تشبه كلباً مهجوراً لا عائلة له
أحاول أن أفهم حدث منتصف ليلة البارحة، عندما حملت قفة طعام، لشباب اصطادوني بشباك الاستعطاف، وأنا أطل من النافذة. قالوا، أنقدنا من الجوع يا حارس الليل، طلبوا ببساطة، طعاماً لسد الرمق
أحاول أن أتموقع جيداً بين الصالة والمطبخ والكومبيوتر
أحاول أن أجعل كل شيء جيداً
أحاول أن لا تسوء الأيام المقبلات..
لكن البورصات، ونشرات الأخبار، وقوافل التوابيت والناس المحجورين في تلك الغرف القميئة التي تسمى كذباً "غرف الحجر الصحي".. كلها تقول إن وجهنا المقبل سيكون أكثر عبوساً، حياتنا أكثر قسوة، في عالم يحكمه البخلاء وتجار الموت.. عالم يضحك فيه الذهب المركون في الخزائن، ويصهل فيه الجوعى..
أحاول أن أجد مرتكزاً،
حقيقة أبني عليها،
حتى خيمة في عراء بها ألوذ..
...
الأصدقاء يربون الرعب في أقفاص صدورهم الضيقة،
الصديقات، نبت لهن زغب الذكورة،
والضواري استرجعت آدميتها،
طليقة في المدينة، هالها نفوق البشر..
...
يا للمصيبة، هذه الذئاب المخفية
كلها آوت إلى جحورها،
من سيخلق الشر ويعبده،
وينشد له الشعر الحماسي،
ويجعله حرباً وديناً وعقيدة
إن نفق البشر في لحود الإسمنت هذه..
...
يا صديقي باشلار، تماماً
مثل الماء والأحلام،
أنت الذي قلت "كل ماء حليب".
يا صاحب الماء والأحلام
كي تضحك معنا،
فلا الداخل داخل،
ولا الخارج.
تعال يا باشلار الخديعة،
أنت الذي قلت "كل ماء حليب"،
تعال،
انظر هنا..
تجار الرياضة يرتعدون، إذا تمدد الفيروس، وتجار البصل يدمعون، وبائعو الأمصال في الذروة..
المصحات الخاصة تعد الأسرّة. أصحاب الماركات العالمية ودور الأزياء فسدت خطوط موضتهم..
مالكو معامل السيارات ينتجون الكمامات والأقنعة وآلات الإنعاش، اقتصاد سوق المرض يملي شريعته.. دهاقنة الجو يفتحون كنوزهم المخفية حتى تحلق آلات الحديد من جديد، وأصحاب المهن "الدينية" بلا شغل، والوراقون والكتبيون أوقفوا لوالب مطابعهم وامتهنوا بيع "الورق الصحي".
المقاهي، المطاعم، الحكواتيون، مروضو الأفاعي والقردة، الساحات العامة، اللصوص، مجرمو الليل، بنات المتعة، حتى الخطوط الساخنة علقت عملها، وبوتيكات المساج كتبت "مغلق" على صفحاتها.
على بريق النِت
كل شيء معلق إلى إشعار آخر..
أحاول أن أقرأ، لا أمل
أحاول أن أتفلسف، أجد الأفكار سقيمة، وتشبه بول أطفال
أحاول أن أريض بصري، لا إغراء لما يُرى
أحاول أن أتمدد خارج حيز البيت، أكتشف ذاكراتي المصابة بمرض النسيان
أحاول أن أتسلى بنوافذ الجيران، وأعد حبال الغسيل
أحاول أن أتأمل هذه الظهيرة التي تشبه كلباً مهجوراً لا عائلة له
أحاول أن أفهم حدث منتصف ليلة البارحة، عندما حملت قفة طعام، لشباب اصطادوني بشباك الاستعطاف، وأنا أطل من النافذة. قالوا، أنقدنا من الجوع يا حارس الليل، طلبوا ببساطة، طعاماً لسد الرمق
أحاول أن أتموقع جيداً بين الصالة والمطبخ والكومبيوتر
أحاول أن أجعل كل شيء جيداً
أحاول أن لا تسوء الأيام المقبلات..
لكن البورصات، ونشرات الأخبار، وقوافل التوابيت والناس المحجورين في تلك الغرف القميئة التي تسمى كذباً "غرف الحجر الصحي".. كلها تقول إن وجهنا المقبل سيكون أكثر عبوساً، حياتنا أكثر قسوة، في عالم يحكمه البخلاء وتجار الموت.. عالم يضحك فيه الذهب المركون في الخزائن، ويصهل فيه الجوعى..
أحاول أن أجد مرتكزاً،
حقيقة أبني عليها،
حتى خيمة في عراء بها ألوذ..
...
الأصدقاء يربون الرعب في أقفاص صدورهم الضيقة،
الصديقات، نبت لهن زغب الذكورة،
والضواري استرجعت آدميتها،
طليقة في المدينة، هالها نفوق البشر..
...
يا للمصيبة، هذه الذئاب المخفية
كلها آوت إلى جحورها،
من سيخلق الشر ويعبده،
وينشد له الشعر الحماسي،
ويجعله حرباً وديناً وعقيدة
إن نفق البشر في لحود الإسمنت هذه..
...
يا صديقي باشلار، تماماً
مثل الماء والأحلام،
أنت الذي قلت "كل ماء حليب".