ساعات الصيام طويلة في اسكندنافيا ترهق المسلمين، خصوصاً في رمضان الصيفي الذي يصومه البعض للمرة الأولى. وبينما يصل عدد الساعات في الدنمارك والنروج والسويد إلى 20 ساعة، ترتفع إلى أقصى حد في ايسلندا وأقصى الشمال إلى نحو 22 ساعة.
تجد سهى غضبان أنّ الساعات الطويلة مرهقة في هذه البلاد. هي جاءت صغيرة إلى الدنمارك قبل 24 عاماً، وما زالت تعتبر أنّ رمضان في البلدان العربية أجمل من رمضان هنا.
وتتفق مع هذا الرأي سلمى العيساوي؛ وهي فلسطينية من لبنان، تقول: "زينة رمضان وفرحته لا نجدها في الدنمارك مثلما هي في لبنان. هي فقط داخل البيوت. لكن يمكننا تحمل الساعات كما نتحمل 14 ساعة في فصول أخرى".
ويحصل جدل حول فتوى الإفطار بحسب مواقيت مكة التي اتبعها البعض. ويقول إمام مسجد في مدينة آرهوس الدنماركية لـ "العربي الجديد": "اعتمد البعض العام الماضي هذه الفتوى، لكنّهم اكتشفوا خطأهم وعدم جوازها. تخيل أنّهم كانوا يجلسون على الشواطئ، ومعهم أدوات الشواء ويسألون أولادهم في المنزل إن كان قد حلّ أذان المغرب في مكة. وبذلك يفطرون على الشاطئ تحت الشمس".
يفتقد الصائمون في اسكندنافيا أجواء بلدانهم الأصلية في رمضان. ولذلك، ينوي محمد كامل قضاء الأيام العشرة الأخيرة من رمضان في الأردن بين الأهل وإمضاء العيد معهم.
وتقول إيرينا دال الدنماركية التي عاشت بين العاصمة المصرية القاهرة، وبعض دول الخليج: "كلّ المجتمع هناك يعيش أجواء رمضانية تشعر الصائم بأجواء هوية جماعية، وهو أمر غير متوفر في دول ليست فيها تجمعات إسلامية كبيرة".
من جهتها، تقول الشاعرة فاطمة إغبارية: "ليست نكهة رمضان هنا مثلما هي في بلادنا. تنقصنا اللمة العائلية والأحباب فرمضان شهر الكرم والتسامح واللقاءات، ونسيان كل ما كان ينغص علاقة الناس ببعضها.. من جهة أخرى، اعتاد الدنماركيون على رمضان، والمتاجر الكبرى تقدم عروضا وتنزيلات خاصة بمناسبة الشهر. وحتى المدارس الدنماركية باتت تعرف من خلال الاحتكاك تفاصيل كثيرة عن رمضان، وتسميه باسمه".
لللاجئين السوريين الذين أتوا إلى الدنمارك في نهاية صيف العام الماضي علاقة خاصة برمضان هذا العام. يتحدث بشير وعمار وأسامة بحرقة. ويقول بشير: "لم يمض على وجودي هنا سوى 10 أشهر.. مؤلم أن تشعر نفسك منتزعا من بيئتك الدمشقية".. لا يستطيع أن يكمل من التأثر، فيتابع أسامة: "من يعرف رمضان في دمشق، سواء كان يصوم أم لا، سيفهم أي حرقة نعيشها. فما بالك بالتفكير ببلدك الذي يدمر وأهلك الذين كنت تظن بأنك قادر على إنقاذهم خلال فترة بسيطة، وها هم ما زالوا مشردين مثلنا، لكن تحت القصف والحصار في الغوطة الشرقية. مهما كانت صعوبة الصيام هنا، فهي لا تساوي شيئا أما الصيام الذي يفرض حتى الموت تجويعاً في مناطق كثيرة في الغوطة وجنوب دمشق".
وبالرغم من ذلك، يقول عمار: "سنكون مضطرين بوجود الآلاف من المسلمين في هذا البلد، وطيبة وتفهم المحيط الدنماركي أن نعيش مثل غيرنا هذا الشهر، رغم مرارة الغربة وانتظار الفرج على الصعيد الشخصي لنا ولبلدنا".
بدورهم، يصوم بعض الصغار هذا العام للمرة الأولى. ويقول محمد (9 أعوام) وهو ابن لاجئين عراقيين في كوبنهاغن: "في سورية وفلسطين لا يملكون الطعام.. نحن نصوم شهراً فقط فلنتحمله".
لكنّ الصغار ليسوا وحدهم في ذلك، فبعض المسلمين الذين دخلوا حديثاً إلى الدين سيكون صيامهم الأول هذا العام. ويقول يوسف، وهو دنماركي الأب والأم، إنّه تدرب على الصيام منذ فترة. ويضيف: "ساعدني أصدقائي في الصيام يومين أسبوعياً، وتعلمت كل ما يتعلق برمضان. أخذت قائمة لأشتري ما نصحوني به، وتذوقت شراب التمر واشتريت 3 زجاجات منه وعلبة تمر ستكفيني طوال الشهر".
تراويح اسكندنافيا
لا يختلف الأمر في الدنمارك عن الدول العربية، في ما يخص صلاة التراويح. فالصلاة تقام في مساجد ومصليات كوبنهاغن والضواحي. ويعتبر المسجد والمركز الثقافي الجديد الذي افتتح العام الماضي نقطة جذب للمسلمين وغيرهم هذا العام، من خلال نشاطات تعرّف برمضان. كما يقيم بعض المساجد والجمعيات العربية والإسلامية إفطارات جماعية تسعى للتخفيف من مرارة الغربة على الصائمين.
إقرأ أيضاً: ألمان يعينون المسلمين على صيام رمضان
تجد سهى غضبان أنّ الساعات الطويلة مرهقة في هذه البلاد. هي جاءت صغيرة إلى الدنمارك قبل 24 عاماً، وما زالت تعتبر أنّ رمضان في البلدان العربية أجمل من رمضان هنا.
وتتفق مع هذا الرأي سلمى العيساوي؛ وهي فلسطينية من لبنان، تقول: "زينة رمضان وفرحته لا نجدها في الدنمارك مثلما هي في لبنان. هي فقط داخل البيوت. لكن يمكننا تحمل الساعات كما نتحمل 14 ساعة في فصول أخرى".
ويحصل جدل حول فتوى الإفطار بحسب مواقيت مكة التي اتبعها البعض. ويقول إمام مسجد في مدينة آرهوس الدنماركية لـ "العربي الجديد": "اعتمد البعض العام الماضي هذه الفتوى، لكنّهم اكتشفوا خطأهم وعدم جوازها. تخيل أنّهم كانوا يجلسون على الشواطئ، ومعهم أدوات الشواء ويسألون أولادهم في المنزل إن كان قد حلّ أذان المغرب في مكة. وبذلك يفطرون على الشاطئ تحت الشمس".
يفتقد الصائمون في اسكندنافيا أجواء بلدانهم الأصلية في رمضان. ولذلك، ينوي محمد كامل قضاء الأيام العشرة الأخيرة من رمضان في الأردن بين الأهل وإمضاء العيد معهم.
وتقول إيرينا دال الدنماركية التي عاشت بين العاصمة المصرية القاهرة، وبعض دول الخليج: "كلّ المجتمع هناك يعيش أجواء رمضانية تشعر الصائم بأجواء هوية جماعية، وهو أمر غير متوفر في دول ليست فيها تجمعات إسلامية كبيرة".
من جهتها، تقول الشاعرة فاطمة إغبارية: "ليست نكهة رمضان هنا مثلما هي في بلادنا. تنقصنا اللمة العائلية والأحباب فرمضان شهر الكرم والتسامح واللقاءات، ونسيان كل ما كان ينغص علاقة الناس ببعضها.. من جهة أخرى، اعتاد الدنماركيون على رمضان، والمتاجر الكبرى تقدم عروضا وتنزيلات خاصة بمناسبة الشهر. وحتى المدارس الدنماركية باتت تعرف من خلال الاحتكاك تفاصيل كثيرة عن رمضان، وتسميه باسمه".
لللاجئين السوريين الذين أتوا إلى الدنمارك في نهاية صيف العام الماضي علاقة خاصة برمضان هذا العام. يتحدث بشير وعمار وأسامة بحرقة. ويقول بشير: "لم يمض على وجودي هنا سوى 10 أشهر.. مؤلم أن تشعر نفسك منتزعا من بيئتك الدمشقية".. لا يستطيع أن يكمل من التأثر، فيتابع أسامة: "من يعرف رمضان في دمشق، سواء كان يصوم أم لا، سيفهم أي حرقة نعيشها. فما بالك بالتفكير ببلدك الذي يدمر وأهلك الذين كنت تظن بأنك قادر على إنقاذهم خلال فترة بسيطة، وها هم ما زالوا مشردين مثلنا، لكن تحت القصف والحصار في الغوطة الشرقية. مهما كانت صعوبة الصيام هنا، فهي لا تساوي شيئا أما الصيام الذي يفرض حتى الموت تجويعاً في مناطق كثيرة في الغوطة وجنوب دمشق".
وبالرغم من ذلك، يقول عمار: "سنكون مضطرين بوجود الآلاف من المسلمين في هذا البلد، وطيبة وتفهم المحيط الدنماركي أن نعيش مثل غيرنا هذا الشهر، رغم مرارة الغربة وانتظار الفرج على الصعيد الشخصي لنا ولبلدنا".
بدورهم، يصوم بعض الصغار هذا العام للمرة الأولى. ويقول محمد (9 أعوام) وهو ابن لاجئين عراقيين في كوبنهاغن: "في سورية وفلسطين لا يملكون الطعام.. نحن نصوم شهراً فقط فلنتحمله".
لكنّ الصغار ليسوا وحدهم في ذلك، فبعض المسلمين الذين دخلوا حديثاً إلى الدين سيكون صيامهم الأول هذا العام. ويقول يوسف، وهو دنماركي الأب والأم، إنّه تدرب على الصيام منذ فترة. ويضيف: "ساعدني أصدقائي في الصيام يومين أسبوعياً، وتعلمت كل ما يتعلق برمضان. أخذت قائمة لأشتري ما نصحوني به، وتذوقت شراب التمر واشتريت 3 زجاجات منه وعلبة تمر ستكفيني طوال الشهر".
تراويح اسكندنافيا
لا يختلف الأمر في الدنمارك عن الدول العربية، في ما يخص صلاة التراويح. فالصلاة تقام في مساجد ومصليات كوبنهاغن والضواحي. ويعتبر المسجد والمركز الثقافي الجديد الذي افتتح العام الماضي نقطة جذب للمسلمين وغيرهم هذا العام، من خلال نشاطات تعرّف برمضان. كما يقيم بعض المساجد والجمعيات العربية والإسلامية إفطارات جماعية تسعى للتخفيف من مرارة الغربة على الصائمين.
إقرأ أيضاً: ألمان يعينون المسلمين على صيام رمضان