أكّدت قيادة هيئة الأركان في "الجيش السوري الحر"، اليوم السبت، أنّها ترفض تصريح المبعوث الدولي إلى سورية، ستيفان دي مستورا، الذي قال فيه إن "الرئيس بشار الأسد جزء من الحل"، مشيرة إلى أنّها "لا تعترف بما جاء فيه".
وقال نائب رئيس هيئة الأركان في "الجيش الحر"، العميد أحمد بري، في اتصال مع "العربي الجديد"، إننا "كممثلين لقيادة الجيش السوري الحر، نرفض ما قال دي مستورا، ولا نعترف بما جاء فيه"، كاشفاً عن "اتصالات تجري الآن مع مندوبي دي مستورا في سورية، لتوضيح التصريحات التي أدلى بها المبعوث الدولي".
وأشار بري إلى "أننا أخبرنا دي مستورا، خلال اللقاءات السابقة، بأننا نرفض وقف القتال في حلب، فإذا كان ثمة أي حل يجب أن يكون شاملاً، ويجب أن يبدأ وقف القتال في المناطق المحاصرة، كحي الوعر، والغوطة الشرقية، بريف دمشق، والتي تتعرض إلى مجازر يومية على يد نظام الأسد".
وكان المبعوث الدولي الخاص إلى سورية قد أكّد، أمس الجمعة، أن "الأسد هو جزء من الحل في سورية"، وقال في ختام لقاءٍ له مع وزير الخارجية النمساوي، سيباستيان كورتس، إنّه "سيواصل إجراء المناقشات مع الأسد لحل الأزمة السورية".
وكشف مصدر مطلع من داخل "الائتلاف السوري" المعارض، لـ"العربي الجديد"، أن "دي ميستورا اتصل برئيس الائتلاف خالد خوجة، في محاولة لشرح وتوضيح التصريح الذي صدر عنه، حيث قال إن الهدف منه جر الأسد إلى دائرة الحل وتوريطه ببداية حل سياسي، وليس المقصود منه حرفية التصريح".
من جهتها، أكّدت الخارجية الفرنسية أنّه "لن يكون هناك أي تحوّل في سورية من دون رحيل بشار الأسد". كذلك، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، جينفر بساكي، إن "الأسد فقد الشرعية ويجب أن يرحل عن السلطة"، رداً على سؤال حول تصريح المبعوث الأممي، دي مستورا.
ويبدو أن علاقة المبعوث الدولي مع المعارضة السورية، ذاهبة نحو الفتور تماماً، حيث تؤكد مصادر رفيعة في "الجيش السوري الحر"، أن "مسؤولي الجيش السوري الحر رفضوا لقاءاً مع دي مستورا في آخر مرة تم الاتصال فيها بين الجانبين، وبعدما كانت هناك اجتماعات واتصالات يومية، أصبح من الملاحظ الحديث كل عشرة إلى خمسة عشر يوماً".
[إقرأ أيضاً: دي ميستورا لـ"الائتلاف": كلامي عن الأسد لتوريطه بحل سياسي]
وذكرت المصادر، التي فضّلت عدم ذكر اسمها، لـ"العربي الجديد"، أنه خلال "اللقاء الذي تم قبل نحو شهر بين دي مستورا ومندوبيه، ونائب قائد الأركان، أحمد بري، ووزير الدفاع في الحكومة المؤقتة، اللواء سليم إدريس، أخبر قياديو المعارضة المبعوث الدولي أنّهم يرفضون مبادرته، لأنه أتى بفكرة، ولم يأت بحل، كما يرفضون لقاءاته الجانبية مع الفصائل، لأنه يجب أن تكون اللقاءات مع الهيئة السياسية للائتلاف والحكومة المؤقتة، حينها لم يكن دي مستورا راضياً، ولم يتم أخذ صور شخصية مع قادة المعارضة".