أونروا: لإنقاذ غزة من كارثة إنسانية ومساعدة الجرحى

22 مايو 2018
ضرورة إنقاذ القطاع الصحي بغزة (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -


وجّه المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" بيير كرينبول، نداءً طارئاً إلى العالم لإنقاذ القطاع الصحي في غزة، ومساعدة الوكالة الأممية كي تُقدم المساعدات والعلاج اللازم للجرحى الفلسطينيين الذين أصيبوا برصاص الاحتلال خلال مسيرات العودة الكبرى، والذين تم بتر أطرافهم وحالاتهم تستدعي مساعدات طويلة وعاجلة.

واستعرض كرينبول، خلال مؤتمر صحافي عقده اليوم الثلاثاء، داخل كلية مجتمع تدريب غزة، التابعة لأونروا، في مدينة غزة، المعاناة في مستشفيات وعيادات القطاع التي زادت على إثر فعاليات مسيرة العودة الكبرى التي انطلقت في الثلاثين من مارس/ آذار الماضي، واصفاً إياها بـ"الزيارة الصادمة والمؤثرة".

وقال "بكل صراحة أعتقد بأن العالم لا يقدّر ما الذي حدث في غزة منذ بداية مسيرات العودة. نحو 117 شخصاً قتلوا بواسطة الاحتلال الإسرائيلي، منهم 13 طفلاً ونحو 13 ألف شخص أصيبوا خلال الأحداث، منهم 3500 شخص بالرصاص الحي"، كاشفاً أن "تجريد غزة من الإنسانية لا يجلب السلام إلى المنطقة".

وأضاف "دعوني أقول لكم إنه خلال 51 يوماً من الحرب الإسرائيلية عام 2014 نحو 12 ألف شخص أصيبوا بجروح، بمعنى آخر هناك أكثر من هؤلاء الأشخاص أصيبوا خلال 7 أيام من هذه الأحداث، وهم أكثر فعلاً من الذين أصيبوا في فترة الحرب التي عاشتها غزة خلال ذلك العام".

وتابع "لم أصب بالصدمة فقط من أعداد المصابين، بل من طبيعة هذه الإصابات أيضاً، فهؤلاء قد تمت إصابتهم بطريقة منتظمة، إما بالأطراف السفلية في الركبة أو الكاحل أو الظهر أو الرأس، فهذه تُشير بوضوح إلى أن الذخيرة الحية استخدمت لكي تُسبب ضرراً في الأعضاء الداخلية والعظام للمصابين".

وبيّن المفوض العام لأونروا أن "النتائج المباشرة لعدد الذين أصيبوا بجراح من الفلسطينيين وطبيعة إصاباتهم دفعت القطاع الصحي إلى لحظة الانهيار، وهو الذي يتعرض أيضاً للعديد من الضغوط والنقص الكبير في المستلزمات الطبية، حتى في الظروف الطبيعية".

وأشار كرينبول إلى أن آلاف العمليات الجراحية تم إلغاؤها بسبب التركيز على أعداد المصابين بشكل خطر خلال الأحداث الأخيرة، خصوصا يوم الإثنين 14 مايو/أيار الماضي، لافتاً إلى أن "حالة الضغط كانت كبيرة جداً، حتى أن عدداً من المرضى تم إخراجهم من المستشفيات حتى يتم السماح بإسعاف مرضى جدد في اليوم التالي من المظاهرات".

ولفت إلى أن عيادات أونروا قد قدمت مساعدات طبية لنحو 1200 شخص من الحالات التي تم إخراجها من مستشفيات غزة بسبب الازدحام الشديد في أعداد المصابين، مبيناً أن "رؤية المتظاهرين الذين أصيبوا بالأطراف السفلية وتعرضوا لعمليات بتر، هذا يدل على أن الكثيرين منهم سيعيشون إعاقات دائمة".

وقال كرينبول "إن ذلك يعني أن غزة تواجه كارثة إنسانية وصحية كبيرة، وستكون امتداداتها كبيرة جداً ونتائجها لا تحصى"، لافتاً إلى أن اللاجئين الفلسطينيين يشكلون 70 في المائة من سكان غزة، ومنهم كثير استشهدوا أو أصيبوا بجراح، كما أن سبعة طلاب من مدارس أونروا في غزة فقدوا حياتهم خلال الأحداث الأخيرة.

واستعرض المفوض العام لأونروا معاناة نحو 270 ألف طالبٍ في مدارس أونروا في غزة، 90 في المائة منهم لم يغادروا القطاع في حياتهم، وعاشوا ثلاث حروب، كما أنهم عايشوا الصدمات الناتجة من الاحتلال والحصار والعنف.

 

 

المساهمون