أونام: الاحتفالات الهندية بعيداً عن الاختلافات

03 اغسطس 2016
من الاحتفالات (Getty)
+ الخط -
يجتمع جميع أهالي ولاية كيرالا الهندية، في هذا الوقت من كل عام، حيث ينحون جانباً انتماءاتهم الدينية وأوضاعهم الطبقية، من أجل الاحتفاء بثقافتهم المحلية الموروثة خلال عشرة أيام مرحة، يستمتع الجميع فيها بالفنون الشعبية والطعام والمسابقات الرياضية وتبادل الهدايا، فيما يعرف باسم "مهرجان أونام".

يعتقد شعب كيرالا في الملك الأسطوري مافيلي (يشار إليه أيضا بمهابالي وأونا ثابان) وهو ملك خرافي أقام عصراً ذهبياً لولاية كيرالا بكرمه وعطفه وإحسانه، ذلك العصر الذي اختفى فيه نظام الطوائف، وانتهى الفقر، وذهب الحزن، وساد الرضا والمساواة بين الناس جميعا. ويتشبث الناس باعتقاد يرى أن الملك مافيلي يعود من العالم السفلي في كل عام خلال مهرجان أونام ليضع بركته على المجتمع الكيرالي. وعبر السنين تغير مظهر الملك مافيلي حيث يظهر الآن في الرسومات المصورة له كرجل مرح له بطن مستديرة ولحية.

يقوم الرجال في المنطقة بارتداء ما يلبسه مافيلي في الصور ويزورون عائلاتهم. ويقوم أهل كيرالا بتزيين منازلهم والأماكن العامة للترحيب بالملك مافيلي؛ ويمنح الأطفال الهدايا من لعب وملابس وحلويات. ويلتئم شمل الأسر لتكون سويا في هذا الوقت الاستثنائي من العام. ويسود شعور عام من حسن النوايا والعطف تجاه بعضهم بعضاً، حيث من السهل تشبيه بانام باحتفال الكريسماس.

في احتفالات بانام يأكل الناس أصنافا مختلفة من الأرز والخضراوات، توضع الأطعمة على ورق الموز الذي يعتقدون أنه شجرة من الجنة، كما يعتقد المشاركون في المهرجان وأهل كيرالا أن من يحضر الاحتفالات عليه أن يأكل من "غداء" المهرجان، ولو اقتضى الأمر أن يبيع كل ما لديه. وعلى الرغم من أن المجتمع وأصحاب المنازل لديهم أطعمة خاصة بهم؛ فإن المعتاد أن تقدم الوجبات النباتية حصرا لتناسب الجميع على اختلاف مذاهبهم ودياناتهم، ويجلس الجميع القرفصاء على الحصير الموضوع على الأرض ويأكلون فقط بيدهم اليمنى.

وتنقسم أيام المهرجان العشرة إلى يوم "آثام" وهو بداية الاحتفالات، ويوم "تشاثيرا" وهو الذي ينظف فيه الناس منازلهم ويزينونها بالورود الملونة، ويوم "تشودي" وينزل فيه الناس لشراء الملابس الجديدة والهدايا، ويوم "فيشاكام" وهو رابع أيام المهرجان وتقام فيه المسابقات وتوزع الهدايا، واليوم الخامس "أنيزهام" وتقام فيه مسابقات القوارب، ويوم "ثريكيتا" السادس ويحتفل فيه الحاضرون مع أقاربهم وأهليهم ويتبادلون الهدايا والورود، ثم يوم "مالوم" السابع وتقام فيه الولائم للمشاركين ويقدم الطعام على أوراق شجرة الموز، ثم يوم "بورادام" وتغسل فيه تماثيل الملك مافيلي ومباركة الأطفال الصغار، أما اليوم التاسع "يوثرادوم" فهو الوقت الذي يعتقد المحتفلون أن الملك مافيلي يصل فيه إلى الشعب، لذا يشتري الناس فيه الفواكه والخضروات الطازجة، ثم يأتي يوم "ثيروفونام" وهو خاتمة المهرجان والأشد تقديساً لدى شعب كيرالا، وفيه يلتقي الملك بشعبه السعيد بوجوده.

بغض النظر عن الاختلافات الدينية والثقافية بين الكريسماس وبانام؛ فإن أحد أهم الأمور التي تميز بانام عن الكريسماس هو ميعاد الاحتفال، فليس الأمر مقتصراً فحسب على عودة الملك مافيلي، ولكنه أيضا يتوافق مع عيد الحصاد، والذي يعد أيضا ترحيباً بالعام الجديد، واحتفالاً به حسب التقويم "المالاياليم" وهو تقويم ولاية كيرالا التراثي.

اقــرأ أيضاً
قبائل "النوماد"... التشبث بالتقاليد
المساهمون