أقرّت القيادة المركزية للقوات الأميركية في الشرق الأوسط، أمس الأربعاء، بأنّ العملية الخاصة لقواتها في قرية يقطنها مشتبهون بالانتماء لتنظيم "القاعدة" وسط اليمن، الأحد الماضي، أسفرت، على الأرجح، عن مقتل مدنيين، بينهم أطفال. في وقتٍ قال مسؤولون عسكريون إنّ الرئيس دونالد ترامب وافق على العملية، "في غياب معلومات المخابرات الكافية".
ونفّذت القوات الأميركية غارات جوية، فجر الأحد الماضي، في قرية يكلا، بمنطقة قيفة، في محافظة البيضاء، وسط اليمن، أعقبها إنزال جوي للعشرات من الجنود، اشتبكوا مع مسلحين ينتمون لتنظيم "القاعدة"، واستمرت الاشتباكات نحو ساعة، بحسب ما أوضحت مصادر محلية لـ"العربي الجديد".
وفي حين لقي الجندي الأميركي وليام رايان أوينز حتفه، في العملية، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنّ "العملية أسفرت عن مقتل 14 متشدداً من تنظيم "القاعدة" في جزيرة العرب".
لكن الإحصائيات غير الرسمية تشير إلى أنّ "عدد القتلى من عناصر التنظيم تراوح بين 30 و40 قتيلاً، بالإضافة إلى مدنيين بينهم نساء وأطفال". وأكدت مصادر محلية في محافظة البيضاء، لـ"العربي الجديد"، أنّ "أجانب من المتهمين بالانتماء لتنظيم القاعدة، قُتلوا خلال المواجهات والغارات الجوية التي نفذتها الطائرات الأميركية".
وفي هذا السياق، أشار مصدر يمني، لـ"فرانس برس"، إلى مقتل 41 عنصراً من تنظيم "القاعدة"، بالإضافة إلى ثماني نساء وثمانية أطفال، في العملية.
وقالت القيادة المركزية الأميركية، في بيان، أمس الأربعاء، إنّ فريقاً للتحقيق "خلص، مع الأسف، إلى أنّه من المرجح سقوط قتلى من المدنيين غير المقاتلين" في العملية. وأضافت أنه "يبدو أنّ الضحايا المدنيين المحتملين أصيبوا بطلقات طائرات أو مروحيات دعم للجنود الأميركيين الذين كانوا يقاتلون على الأرض. وكان هؤلاء يقاتلون ضد عدو عنيد، بينهم نساء"، بحسب البيان.
وتابعت، في البيان، أنّ "القوات الخاصة الأميركية استُهدفت من كل الجهات، بما في ذلك منازل ومبان"، مؤكدة أنّ تحرياتها "تسعى إلى تحديد إن كان لا يزال هناك ضحايا مدنيون لم يُكشف عنهم في هذا التبادل الشرس لإطلاق النار".
وقال المتحدث باسم البنتاغون، الكابتن جيف ديفيس، للصحافيين، إنّ "بعض النساء كن يطلقن النار على القوة الأميركية".
وألقى المتحدث باسم القيادة الأميركية، الكولونيل جون توماس، اللوم على تنظيم "القاعدة"، قائلاً إنّ "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب لديها تقليد راسخ ومرعب عبر إخفاء نساء وأطفال في مناطق عملياتها ومعسكراتها، تظهر باستمرار تجاهلها أرواح الأبرياء".
وهذه العملية كانت أول عملية يصرّح بها الرئيس ترامب، بصفته القائد الأعلى، منذ تسلّمه الرئاسة في 20 يناير/كانون الثاني، إلا أنّ البنتاغون أكدت أنّ الإعداد للعملية يتم منذ فترة طويلة بموافقة البيت الأبيض، خلال عهد باراك أوباما.
وقال مسؤولون عسكريون أميركيون، لـ"رويترز"، إنّ "ترامب وافق على أول عملية سرية لمكافحة الإرهاب في غياب معلومات المخابرات الكافية، أو الدعم البري أو الاستعدادات الاحتياطية الملائمة".
وأحالت البنتاغون الاستفسارات بشأن وصف المسؤولين للهجوم إلى القيادة الوسطى الأميركية التي اكتفت بالإشارة إلى بيانها الصادر، أمس الأربعاء.
وقال المسؤولون الأميركيون، لـ"رويترز"، إنّ الموقع التابع لـ"القاعدة"، أصبح هدفاً قبل ترك الإدارة الأميركية السابقة السلطة في 20 يناير/كانون الثاني، لكن أوباما لم يصرّح بالعملية قبل مغادرته المنصب.
وقال مسؤول في البيت الأبيض، إن الإدارة السابقة بحثت أمر العملية باستفاضة، وإن وزير الدفاع السابق وقّع عليها في يناير/كانون الثاني، لكنّها تأجلت لـ"أسباب تشغيلية".
وقال المسؤولون العسكريون الذين تحدّثوا مع "رويترز"، طالبين عدم ذكر أسمائهم، إنّ "قتالاً شرساً"ً أودى بحياة أوينز و15 على الأقل من النساء والأطفال اليمنيين. ومن بين القتلى أنوار العولقي (8 سنوات)، وهي ابنة القيادي أنور العولقي، الذي قتل في غارة أميركية بطائرة بدون طيار في 2011.