ولاحقت القوات العراقية خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مرتكبي ما يعرف بـ"الدكة العشائرية" بعد أن اعتبرها مجلس القضاء الأعلى في البلاد "أعمالاً إرهابية" في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2018، وتمكنت القوات خلال حملاتها الأمنية من رصد واعتقال مئات المدانين بالتهمة.
و"الدكة العشائرية"، هي هجمات مسلحة على المنازل لإرغام الخصوم على الرضوخ للحكم العشائري، تتم عبر عملية إطلاق نار بمختلف الأسلحة بما فيها الثقيلة أو إلقاء قنابل يدوية أحياناً، وقد شاعت بصورة لافتة عقب الاحتلال الأميركي للبلاد في عام 2003، في ظل انهيار مؤسسات الدولة العراقية الأمنية والقانونية.
وأكد مجلس القضاء الأعلى، أمس الإثنين، أنّ "محكمة جنايات محافظة واسط، أصدرت، حكماً بالسجن المؤبد بحق مدان ارتكب الدكة العشائرية".
وبيّن في بيان صحافي أن "الهيئة الأولى في محكمة جنايات واسط نظرت قضية مدان ارتكب جريمة الدكة العشائرية واستهدف خلالها منزل أحد المواطنين بإطلاق العيارات النارية من بندقيته في مدينة الكوت، وأن المحكمة وجدت الأدلة المتحصلة والمضبوطات كافية لإدانة المتهم وفق أحكام المادة الرابعة وبدلالة المادة الثانية من قانون مكافحة الإرهاب رقم 13 لسنة 2005".
وفي السياق، قال الخبير القانوني كاظم التميمي، إن "قرار مجلس القضاء أمر مهم لردع الحالات السلبية في المجتمع العراقي، ومنها الدكة العشائرية"، موضحاً لـ"العربي الجديد"، أن "الحكم المؤبد على مدان في واسط سيخفف من ممارسة الدكة، التي تحوّلت إلى ظاهرة لابتزاز المواطنين، وسيقلل من التهديد الذي يهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس أياً كانت بواعثه، والذي يعد من الأعمال الإرهابية".
شعبياً، استقبل الشارع العراقي خاصة في مدن جنوب البلاد الحكم بارتياح كبير، معتبرين أن من شأنه أن يقلل عدد ضحايا الدكة العشائرية.
وقالت هند عبد الله (43 عاما)، لـ"العربي الجديد"، "رغم مدى الألم الذي يسببه سجن أحدهم مدى الحياة، لكن يجب أن يفهم الجميع أن حياة الآخرين مقدسة وأن إطلاق النار وإرهابهم هم وأطفالهم جريمة توجب العقاب"، وأضافت "أتمنى أن تكون هناك أحكام أخرى لوقف الظاهرة، وتعزيز الجانب الأمني في العراق".
بينما اعتبر ماجد المنصوري (33 عاما) ويسكن محافظة ذي قار، القرار مهما لحياة مدنية بلا تسلط سلاح العشائر، مبينا أن استمرار الحزم في مثل تلك الجرائم يمنح القضاء احتراما داخل نفوس المواطنين ويستشعرون أنهم داخل بلد لا تسوده الفوضى".