وقّعت شركة أبيكس الوطنية للاستثمار الإماراتية، اتفاقا مع مجموعة تيرا الإسرائيلية، للتعاون في مجال الأبحاث والتطوير المرتبط بفيروس كورونا الجديد، ليعد الأول بين شركتين من الجانبين بعد إشهار التحالف الإماراتي الإسرائيلي، والذي أثار موجة غضب في أوساط الفلسطينيين والشعوب العربية الرافضة للتطبيع مع الاحتلال.
ونقلت وكالة أنباء الإمارات، أمس السبت، عن خليفة يوسف خوري، رئيس مجلس إدارة أبيكس، قوله إن الاتفاق مع الشركة الإسرائيلية "يشكل باكورة الأعمال لفتح التجارة والاقتصاد والشراكة الفعالة بين قطاعات الأعمال الإماراتية والإسرائيلية، لما فيه المنفعة والخير وخدمة الإنسانية، عبر تعزيز الأبحاث والدراسات الخاصة بفيروس كورونا".
وجرى توقيع الاتفاق في مؤتمر صحافي في أبوظبي، ويأتي بعد إعلان إسرائيل والإمارات، يوم الخميس الماضي، عن الاتفاق على التطبيع الكامل للعلاقات بين البلدين اللذين قالا في بيان مشترك إن وفوداً من إسرائيل والإمارات ستلتقي خلال الأسابيع المقبلة للتوقيع على اتفاقيات تتعلق بالاستثمار والسياحة ورحلات الطيران المباشرة والأمن والاتصالات ومسائل أخرى.
وأثار اتفاق التطبيع ردود فعل غاضبة لدى الفلسطينيين والأوساط الشعبية العربية، فيما أصدرت لجان مقاطعة الاحتلال في لبنان وفلسطين والمغرب وتونس والأردن ومصر وعُمان، فضلاً عن أكثر من 40 مركزاً واتحاداً ونقابة وشبكة في فلسطين، بيانا أمس السبت، يندد بشدة بالخطوة التي أقدمت عليها الإمارات، واصفا إياها بأنها "خيانة تصبّ في دعم نظام الاستعمار الاستيطاني والفصل العنصري الإسرائيلي".
كما أحرق متظاهرون فلسطينيون، مساء أمس، صور ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، وولي عهد السعودية محمد بن سلمان، خلال مسيرة نظمتها في رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، القوى والفعاليات الوطنية والشعبية، تنديداً بـ"صفقة العار الإماراتية، والطعنة الغادرة الموجهة للشعب الفلسطيني وحقوقه الثابتة، ولكل محاولات التطبيع مع دولة الاحتلال".
وتوقعت صحيفة اقتصادية إسرائيلية، أمس، أن يسهم اتفاق التطبيع الكامل مع الإمارات في تحسين الأوضاع الاقتصادية لإسرائيل بشكل كبير.
وأشارت صحيفة "غلوبس" إلى أن الاتفاق مع الإمارات سيوفر لإسرائيل "جسرا رسميا وثابتا" إلى العالم العربي، وتحديدا إلى الدول الخليجية بما فيها السعودية، مشيرة إلى أن الرياض كانت على علم بالتطورات التي قادت إلى التوصل إلى الاتفاق.
ولفتت الصحيفة إلى أن الاتفاق سيمنح الشركات الإسرائيلية فرصا هائلة في الأسواق الخليجية، مما سيفضي إلى زيادة التصدير بشكل كبير إلى الإمارات وعبرها إلى الدول العربية الأخرى.
لكن تمويل الإمارات للاقتصاد الإسرائيلي لن يطول كثيراً، حيث تظهر البيانات الرسمية معاناة الاقتصاد بشدة من تراجع عائدات النفط وتداعيات جائحة كورونا.
فقد ذكرت وكالة موديز للتصنيف الائتماني العالمية في تقرير حديث، أن الإمارات ستعاني من انكماش حاد، مشيرة إلى أن ديون الكيانات المرتبطة بحكومة دبي لا تزال أكثر عرضة للمخاطر الكلية بسبب حيازتها في قطاعات العقارات والنقل والسياحة.
وتسعى شركات الطيران الإماراتية التي أصابتها خسائر هائلة في المرحلة الماضية إلى انتهاز التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، باكتساب دفق جديد من المسافرين تراهن دبي خصوصاً على أن يعوضها ذلك من فاقد الإيرادات الذي شطبه كورونا من قطاع السفر والسياحة.
في السياق، رجحت وكالة بلومبيرغ الأميركية، يوم الجمعة الماضي، أن تستفيد دبي أكثر من غيرها في مجال الطيران، من اتفاق التطبيع بما يفضي إلى فتح العلاقات بين الإمارات وكيان الاحتلال، من خلال السفر الجوي، والسياحة، والاستثمار، والأمن والاتصالات.
يأتي ذلك بعدما انهارت حركة المرور في "مطار دبي الدولي" خلال ذروة جائحة فيروس كورونا، إذ سجّل المطار، طوال مايو/أيار الماضي، نسبة حركة المرور نفسها التي كان يسجلها عادة في نحو 4 ساعات فقط.
وتأثرت "طيران الإمارات"، أكبر شركة طيران لمسافات طويلة في العالم، بشكل خاص، لأن نموذج أعمالها مبني لأكبر فئة من الطائرات (115 طائرة إيرباص SE A380، و155 طائرة بوينغ 777) التي تنقل الركاب بين جميع أنحاء العالم.