سجلت تونس عودة عدوى فيروس كورونا بعد أشهر من قطع سلاسل العدوى المحلية، واقتصار الإصابات الجديدة على الوافدين من الخارج، إذ سجلت مدينة جرجيس، في محافظة مدنين، أول إصابة محلية بعد شهرين من تعافي كل المصابين.
وتم الكشف عن الإصابة الجديدة في إطار المسح الميداني الذي تجريه السلطات الصحية على المخالطين للمصابين بالفيروس الذين عادوا مؤخرا من الخارج. وقال مدير صحة مدنين، جمال الدين حمدي، إن امرأة في العقد الخامس أصيبت بفيروس كورونا، وهي أول إصابة محلية يتم الكشف عنها في المحافظة بعد 8 أسابيع من انقطاع الحالات المحلية.
وأفاد حمدي بأنه "تم الكشف عن الإصابة الجديدة بعد إخضاع عدد من المخالطين لمصابين عادوا من الخارج للتحاليل، إذ تبين انتقال العدوى إلى إحدى المخالطات لفتاة عادت من فرنسا وهي تحمل العدوى، ولم يتم اخضاعها للحجر الصحي الوجوبي بسبب ظروف خاصة". لكنه قلل من المخاطر، مؤكدا أن الوضع الوبائي تحت السيطرة، وأن "جل الحالات التي تم اكتشافها وافدة، وتمت محاصرتها بالحجر الصحي الوجوبي".
وسجلت محافظة مدنين في الموجة الأولى رقما قياسيا من المصابين مقارنة بالمحافظات التونسية الأخرى، وتم تصنيفها بؤرةَ وباء، وإغلاقها لمدة شهر ونصف.
وتتوقع السلطات الصحية ارتفاع عدد المصابين الوافدين بعد تلقيها إشعارا عن إصابات بين مسافرين على متن باخرة فرنسية، وأكدت مديرة المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة نصاف بن علية، الثلاثاء، للإذاعة الرسمية، ثبوت إصابة 8 من بين طاقم الباخرة الفرنسية القادمة من مرسيليا، والتي توقفت في منطقة الانتظار قبالة ميناء حلق الوادي للحصول على إذن بالتحرك نحو الرصيف للرسو، موضحة أنه سيتم السماح بدخول 1200 تونسي على متنها بعد توفير أماكن لهم بمراكز الحجر الصحي الإجباري.
ولا تخفي السلطات الصحية في تونس مخاوفها من زيادة أعداد المصابين بين العائدين من الخارج في إطار رحلات منظمة، أو ممن يعبرون الحدود خلسة، ولا سيما الأجانب.
وسجلت وزارة الصحة، أمس الاثنين، أعلى عدد إصابات يومي في صفوف الوافدين، بلغ 39 إصابة، وقالت في بيانها اليومي إنه "تم إخضاع 577 شخصا للتحاليل، وتبيّنت إصابة 39 وافدا، ليصبح العدد الإجمالي 1302 مصابا، تعافى من بينهم 1082، فيما لا يزال 170 مصابا داخل مراكز مخصصة لمتابعتهم وعلاجهم.