أوكرانيا تتهم روسيا بالعدوان ويانوكوفيتش يتمسّك بشرعيته

01 مارس 2014
يانوكوفيتش يتمسّك بشرعيته
+ الخط -

اتهم القائم بأعمال الرئيس الأوكراني، ألكسندر تيرتشينوف، روسيا، الجمعة، بشن عدوان على بلاده، مشيراً إلى أن موسكو تقوم بنشر قواتها في القرم في محاولة لدفع كييف إلى الدخول في "صراع مسلح"، وذلك بعد ساعات على أول ظهور للرئيس الاوكراني المعزول، فيكتور يانوكوفيتش، منذ الإطاحة به.
وحثّ تيرتشينوف، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على وقف "الاستفزازات" في منطقة شبه جزيرة القرم الأوكرانية. وقال في تصريحات تلفزيونية "أرسلت روسيا قوات إلى القرم، يعملون على سيناريوهات مماثلة تماماً لما حدث في أبخازيا عندما بدأوا في ضم الإقليم بعدما بدأوا صراعاً عسكرياً".
وجاءت هذه التصريحات بعدما أفادت تقارير أن طائرات روسية قامت بنقل المئات من الجنود إلى القرم، كما سيطر مسلحون يعتقد انهم روس على تقاطعات ومواقع مهمة في شبه الجزيرة.
كما تزامنت هذه التصريحات مع عقد مجلس الأمن الدولي لجلسة مغلقة خاصة خصصها لمناقشة الازمة في أوكرانيا، وذلك بطلب من الحكومة الأوكرانية الجديدة، فيما أعلنت وزارة الخارجية الروسية أنها اصدرت تعليماتها لقنصليتها العامة في سيمفروبول الاوكرانية ببدء منح الجنسية الروسية لأفراد قوات الشرطة الخاصة الاوكرانية "بيركوت".
ونقلت وسائل إعلام روسية عن الخارجية قولها على صفحتها على موقع "فيسبوك" اليوم الجمعة، إن "القنصلية العامة لروسيا في سيمفيروبل كُُلفت باتخاذ كافة الاجراءات الضرورية لبدء منح الجوازات الروسية لمقاتلي وحدة "بيركوت".

وأتت هذه التطورات بعدما عقد الرئيس المعزول مؤتمراً صحافياً، في مدينة روستوف الروسيّة، قال فيه إنه لن يطلب من موسكو دعما عسكرياً للتعامل مع الأزمة في اوكرانيا، متهماً المعارضة بسرقة السلطة، وواصفاُ إياها بـ "عصابة من الراديكاليين". وصرّح بأنه لن يشارك في الانتخابات الرئاسية المقررة في 25 مايو/أيار، ولفت إلى انها غير قانونية. ونفى يانوكوفيتش أن يكون قد أصدر أوامر للشرطة بإطلاق النار على المحتجين قبل عزله، في حين حمّل المتظاهرين مسؤولية العنف.
وتعهد يانوكوفيتش باستمرار القتال من أجل مستقبل بلاده، وقال يانوكوفيتش: "أعتزم مواصلة القتال لأجل مستقبل أوكرانيا ضد الذين يستخدمون الخوف والرعب للسيطرة على البلاد". وأكّد أنّه "لم يفر إلى أي مكان"، لكنه غادر متّجها إلى خاركيف في شرق أوكرانيا. وانتقد الغرب لعدم التزامه بما نص عليه الاتفاق الذي أبرم في 21 فبراير/ شباط بين الحكومة والمعارضة، مؤكداً أن التصرفات الأخيرة من قبل المعارضة تتنافى مع الاتفاق الذي أبرم بوساطة أوروبية.
في غضون ذلك، أعلن رئيس حزب "أودار" الأوكراني، فيتالي كليتشكو، أن رئيسة حزب "باتكيفشينا"، يوليا تيموشينكو، تنوي الترشّح لرئاسة البلاد في الانتخابات المبكرة المقررة في 25 مايو/أيار المقبل. ولفت كليتشكو إلى عزمه المشاركة في الإنتخابات الرئاسية أيضاً، قائلاً "لقد أعلنت قبل أشهر من منصّة البرلمان نيتّي الترشّح". وجاء إعلان الانتخابات الرئاسية المبكرة في البلاد في جلسة عقدها البرلمان الأوكراني يوم 22 فبراير/شباط، حين صوّت غالبية النواب المشاركين فيها لصالح العودة إلى دستور عام 2004، الذي يجعل البلاد جمهورية برلمانية.
على صعيد متصل، اتخذت سويسرا والنمسا ولينششتاين، اجراءات لتجميد أصول وحسابات بنكية خاصة لحوالي 20 شخصيّة أوكرانية من بينهم الرئيس المعزول، فيكتور يانوكوفيتش، وابنه، وذلك بعدما تحدثت السلطات الجديدة في أوكرانيا عن فقد المليارات.
ولم تعلن الدول الثلاث حجم الأموال التي شملتها قرارات تجميد الأصول، وكان الاتحاد الأوروبي قد وافق على قرارات مماثلة، الأسبوع الماضي، لكنها لم تدخل حيز التنفيذ بعد.

وفي وقت سابق من صباح اليوم الجمعة، نفى الأسطول الروسي في البحر الأسود، أن تكون قواته قد سيطرت على مطار عسكري في سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم، بينما اتهم وزير الداخلية في الحكومة الانتقالية الأوكرانية، ارسين افاكوف، القوات الروسية بالقيام بـ "اجتياح مسلح" في القرم.
وقالت وكالة "انترفاكس" الروسية للأنباء، إن الأسطول الروسي في البحر الأسود نفى أن تكون قواته قد سيطرت على المطار العسكري قرب ميناء سيفاستوبول حيث يتمركز الأسطول في شبه جزيرة القرم الأوكرانية. ونقلت الوكالة عن متحدّث باسم الأسطول قوله: "لم تتحرك وحدات من الأسطول الروسي في البحر الأسود تجاه (المطار) ولا تشارك في محاصرته". وكانت الوكالة قد ذكرت، في وقت سابق من اليوم الجمعة، أن مجندين روساً، يرتدون الخوذات والدروع، تدعمهم عربات نقل أفراد مدرعة، اتخذوا مواقع حول محيط المطار العسكري في سيفاستوبول بمنطقة القرم الأوكرانية. ونقلت الوكالة عن مصادر عسكرية في المنطقة قولها إنهم اتجهوا إلى مطار بلبيك العسكري لمنع "الطائرات المقاتلة" من الهبوط.
وتأتي هذه التطورات بعيد ساعات من سيطرة مسلحين يرتدون الزي العسكري على مطار سيمفيروبول، مع إبقائه مفتوحاً أمام حركة النقل، بينما يسيّر المسلحون دوريات خارج المطار.
وذكرت أنباء أن مدنيين من الناشطين الموالين لروسيا، موجودون أيضاً داخل المطار، لكنهم لا يعرقلون سير الأعمال. وأضافت أن 50 مسلحاً استولوا ليلاً على المطار، حيث احتشدت بعد ذلك جموع وهي تلوح بأعلام الأسطول الروسي في البحر الأسود. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن شهود عيان قولهم إن المسلحين وصلوا إلى المطار على متن 3 شاحنات لا تحمل أي لوحات تسجيل.
وكان مسلحون، يُعتقد أنهم مقربون من روسيا، قد سيطروا على مقر الحكومة والبرلمان المحليين في سيمفيروبول، ورفعوا عليهما العلم الروسي. وعن هذا الموضوع، قالت مراسلة شبكة "الجزيرة"، رانيا الدريدي، إن هناك "العديد من الجنود الذين يتمركزون في محيط المطار، لا يحملون أي رمز يدل على أنهم روس أو أوكرانيون". كما أوضحت أنه لم يتم الاستيلاء على المطار وأن جميع الرحلات تتم بشكل عادي. وسبق لبرلمان الإقليم، أن صوّت، في جلسة مغلقة، على إجراء استفتاء في 25 أيار/ مايو حول مسألة الحكم الذاتي.
يُشار إلى أنّ برلمان البلاد كان قد أعلن عن إجراء الانتخابات الرئاسية في اليوم ذاته. والقرم هي المنطقة الوحيدة في أوكرانيا التي تضم غالبية سكانية روسية، وهي آخر معقل كبير للمعارضة الجديدة، بكييف بعد الإطاحة بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش منذ أيام، وفيها قاعدة لأسطول البحر الأسود الروسي.
وفي أول رد فعل من كييف، أعلن وزير الداخلية الأوكراني، ارسين افاكوف، أن القوات الروسية سيطرت على مطارين في منطقة القرم، ودان ذلك ووصفه بأنه غزو عسكري واحتلال مسلح. وذكر أنه لم تحدث إراقة دماء أو اشتباكات حين سيطر رجال مسلحون وصفهم بأنهم أفراد من البحرية الروسية على مطار عسكري قريب من ميناء سيفاستوبول، حيث يتمركز الأسطول الروسي في البحر الأسود.

المساهمون