أوساط إسرائيلية لترامب: اترك قضية القدس للمفاوضات

06 ديسمبر 2017
ترامب يتبنى موقفاً أحادي الجانب لصالح إسرائيل(رونين زفولون/فرانس برس)
+ الخط -

يعكس عزم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، اليوم الأربعاء، مفارقة مفادها أنه في الوقت الذي تدفع فيه مصر والسعودية نحو هذا القرار، تتخوف مستويات أمنية ودبلوماسية وإعلامية إسرائيلية من مغبة هذه الخطوة، بل وتعارضها، رغم مساندة اليمين الإسرائيلي.

ووقّع 25 دبلوماسيا سابقا وأكاديميا إسرائيليا على عريضة تطالب ترامب بعدم إحداث أي تغيير على الموقف الأميركي التقليدي من القدس.

وذكرت صحيفة "هآرتس"، اليوم الأربعاء، أن العريضة تطالب ترامب بترك قضية القدس للمفاوضات، وعدم تبني موقف مسبق منها، على اعتبار أن مثل هذه الخطوة تقلص فرص التوصل إلى تسوية سياسية للصراع.




كما استهجنت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها، أن يقدم ترامب على قرار "أحادي الجانب" بشأن القدس، محذرة من أن هذه الخطوة ستسدل الستار على أي تحرك أميركي بشأن حل الصراع.

وتساءلت الصحيفة: "إن كان ترامب مصرّ على الاعتراف بحق اليهود في القدس، لماذا لا يعترف، في المقابل، بحقوق الفلسطينيين في المدينة؟".

إلى ذلك، أكّد المعلق العسكري لموقع "وللا" الإخباري، أمير أورن، أنّ قيادات في جهاز الأمن الإسرائيلي بعثوا برسائل إلى نظرائهم الأميركيين، محذرين من التداعيات السلبية لأي قرار أميركي يسهم في تغيير مكانة القدس.

وفي تقرير نشره الموقع، اليوم الأربعاء، نقل أورن عن قادة الأمن الإسرائيلي قولهم إن قرار ترامب سيفضي إلى "إشعال" المنطقة بأسرها، وعلى الأخص في الضفة الغربية والقدس، وفي أوساط فلسطينيي الداخل.

وأوضح أورن أن قيادات الجيش الإسرائيلي وجهاز المخابرات الداخلية "الشاباك" والشرطة قد وجهت تحذيرات أيضاً للمستوى السياسي في تل أبيب من تداعيات القرار الأميركي، لافتاً إلى أن التقديرات الأمنية والاستخبارية التي اطلعت عليها حكومة بنيامين نتنياهو تؤكّد أن انفجار الأوضاع الأمنية في أعقاب قرار ترامب بات مؤكداً.

وأشار إلى أن قائد الشرطة في القدس، يورام هليفي، كان الأكثر وضوحاً في تحذيره من تداعيات القرار الأميركي.

وفي سياقٍ متصل، ذكرت صحيفة "معاريف" في عددها الصادر، اليوم، أن قادة اليهود الأميركيين لا يبدون حماساً لقرار ترامب المتوقع بشأن القدس.

ولفتت الصحيفة إلى أن التقدير السائد في أوساط القادة اليهود الأميركيين بأن ترامب يقدم على هذه الخطوة من أجل اعتبارات سياسية داخلية.

ونقلت الصحيفة عن الرئيس السابق لمنظمة "أيباك"، أقوى مؤسسات اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة؛ سيمور رايخ، قوله إن قرار ترامب المرتقب سيضر بإسرائيل "لأنه سيضعف مكانة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وسيعزز مكانة حركة حماس".

كما قال معلّق الشؤون العربية في قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة، تسفي يحزكيلي، إنه لا يمكن، بأي حال من الأحوال، أن يقدم ترامب على قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل من دون الحصول على موافقة كل من مصر والسعودية.

وفي تعليق بثته القناة، الليلة الماضية، أضاف يحزكيلي: "الفلسطينيون يدفعون ثمن التحولات الإقليمية الدراماتيكية المتلاحقة"، لافتاً إلى أن "القضية الفلسطينية لم تعد ضمن أولويات التحالف العربي السني".

ورأى أن لهجة التنديدات التي صدرت عن الدول العربية لا تدلل على أن حكومتها ترى في إعلان ترامب المرتقب خطراً كبيراً.

من ناحيته، وجّه سكرتير حركة "السلام الآن" الإسرائيلية، يريف أوفنهايمر، انتقادات مبطنة لمبادرة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والتي نسبتها إليه صحيفة "نيويورك تايمز".

وفي تغريدات على حسابه "تويتر"، استهجن أوفنهايمر بشكل خاص أن تدعو خطة بن سلمان (من دون أن يسمها) إلى الإعلان عن البلدات المحيطة في القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية.

وأضاف: "القدس هي أيضاً العاصمة المستقبلية للدولة الفلسطينية، شعفاط، صور باهر، رأس العمود، ليست القدس"، معتبراً أن طرح هذه الأفكار يعد تبنياً لمواقف اليمين الإسرائيلي.

في المقابل، عبّرت نخب اليمين الإسرائيلي عن ارتياحها الشديد لقرار ترامب المتوقع، إذ اعتبر كبير المعلقين في صحيفة "يسرائيل هيوم"، أوسع الصحف الإسرائيلية انتشاراً، حاييم شاين، أن القرار يكتسب أهمية كبيرة.

وتوقع شاين، في مقال نشرته اليوم الصحيفة، التي تعبر عن مواقف حكومة نتنياهو؛ أن تفضي الخطوة التي سيقدم عليها ترامب إلى إقناع المزيد من الدول باتخاذ قرارات مماثلة.