أوزيل والمسيري... البحث عن المتعة

محمد الأنصاري

avata
محمد الأنصاري
06 نوفمبر 2016
101CE456-8334-482D-8CF6-77C1DB153816
+ الخط -


شاهدت منذ أيام هدفاً لمسعود أوزيل، كررت الفيديو أكثر من مرة، على الرغم من كوني شخصاً ليس له دراية بكرة القدم، حتى إنني كنت بحاجة للبحث عن اسم اللاعب، كيف يكتب على محرك البحث "غوغل".

في أول مرة شاهدت الفيديو، جال بخاطري العديد من الأسئلة. لماذا لم يسدد الكرة في المرمى مباشرة؟ لماذا بعدما نجح في تجاوز الحارس قرر مراوغة المدافعين؟ كررت الفيديو ما يزيد على 20 مرة لمحاولة إيجاد إجابة عن هذا السؤال.

هذا السؤال كان بالنسبة لي سؤالاً عن نظرة للحياة وليس سؤالاً كروياً، وهو لماذا عندما يجد شخص ما شكلاً مباشراً وسهلاً ومضموناً لتحقيق هدفه؛ يقرر أن يقوم بذلك بشكل آخر يحمل درجة مخاطرة أكبر بكثير!

تجولت في مواقع التواصل الاجتماعي للبحث عن إجابة لهذا السؤال من المعجبين بالهدف الذين يرون أن هذا الهدف هو الأفضل في هذه البطولة، لكني لم أجد الإجابة.

وجدت إجابة السؤال الذي أثار حيرتي كثيراً بعد إعادة الهدف للمرة الخمسين على ما أتذكر، الإجابة هي أن هذا الهدف لم يكن بهذه المتعة لو سدد الكرة مباشرة في المرمى. البحث عن المتعة هو سبب المخاطرة.. البحث عن درجة متعة أعلى.

أوزيل لم يكتف بمراوغة الحارس بشكل ممتع بالنسبة لي، لكنه قرر أن يستمتع أكثر ويمتع الجمهور أكثر حتى الجمهور غير المهتم بالكرة.

تذكرت وقتها قصة قد قرأتها عن الدكتور عبد الوهاب المسيري يحكي فيها أنه بعدما أنهى دراسته في أميركا وكان عائداً وقتها إلى مصر مدخراً الكثير من الأموال، وكان أمامه خياران، الأول هو العودة إلى بلاده بهذه الأموال، والثاني هو السفر إلى أوروبا، ووقتها سيعود إلى مصر بدون هذه الأموال، وكان قراره هو السفر إلى أوروبا مع المخاطرة بعودته من دون هذه الأموال.

فكرة المخاطرة من أجل المتعة تقوم على أنه ليس من الضروري القيام بالعمل بشكل مباشر مقابل المال، وهذه الأفكار سيطرت عليّ طوال هذا اليوم.

حاولت بعدها أن أتذكر آخر مرة قررت فيها المخاطرة حتى أكون سعيداً في عملي، وكانت في عام 2012 أي منذ 4 أعوام، ومنذ ذلك الوقت أصبحت بعدها أتحرى أكثر الطرق والوسائل أماناً ومباشرةً للوصول إلى الهدف، اهتمامي أصبح منصباً على إنهاء العمل، وهو ما يعيبه فقدان جزء كبير من المتعة التي إذا أراد شخص الوصول إليها، عليه المخاطرة بشكل أكبر.

كان من الممكن أن يندم أوزيل لو لم يسجل الهدف بعد هذه المراوغات على الرغم من جهلي بأهمية المباراة وأهمية الهدف، ومن المحتمل أنه لم يفكر في المخاطرة مقابل الاستمتاع، ومن المحتمل أنني أُحمّل هذا الهدف أكثر مما يحتمل. ومن الوارد أيضاً أنه إذا عاد الزمن بالمسيري لم يكن ليأخذ هذه المخاطرة ويغير قراره ويذهب إلى مصر مباشرة.

أظن أنني حالياً من حقي أن أخاطر في العمل وفي الحياة في سبيل السعي للاستمتاع. لا أعلم إذا كنت قادراً على فعل ذلك أو لا، لكني أتمنى أن أكتب بعد فترة أنني خاطرت واستمتعت بالمخاطرة حتى لو خسرت جزءاً من تحقيق الأهداف، فالمتعة تستحق المخاطرة.

ملاحظة أخيرة:

هذه ليست دعوة لأي شخص لترك عمله، وعلى المستوى الشخصي لا أفكر بترك عملي على قدر ما أفكر في المخاطرة إلى جانب عملي، عندما خاطر أوزيل كان لديه رصيد كاف لدى الجماهير يسمح له بالمخاطرة حتى لو لم يسجل، والدكتور المسيري عندما كان عائداً إلى مصر كان لديه من الرصيد (دكتوراه وعائد للعمل أستاذاً جامعياً) ما يكفي للمخاطرة.


ذات صلة

الصورة
مالودا من أفضل اللاعبين في تاريخ تشلسي (العربي الجديد/Getty)

رياضة

أكد الفرنسي فلوران مالودا (43 عاماً)، أن الصعوبات التي تجدها الفرق الفرنسية للتتويج مجدداً بدوري أبطال أوروبا، تُعتبر منطقية بالنظر إلى قوة المسابقة.

الصورة
بيريز يتمنى نجاح أرسنال في الدوري اإنكليزي (العربي الجديد/Getty)

رياضة

حلّ نجم أرسنال السابق ومنتخب فرنسا، روبير بيريز، ضيفاً على "العربي الجديد" في مقابلة، تحدث فيها عن نادي أرسنال وعودته لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم

الصورة
سانيا خاض الكثير من التجارب (العربي الجديد/Getty)

رياضة

أكد الفرنسي، باكاري سانيا، أن فريقه السابق أرسنال يقدم مستويات رائعة مع بداية الدوري الإنكليزي لكرة القدم، وهو سعيد بمشاهدة الفريق يلعب بشكل جيد ويحقق نتائج إيجابية مع انطلاق الموسم.

الصورة
جمهور سلتيك يدعم القضية الفلسطينية (العربي الجديد/Getty)

رياضة

كتبت جماهير فريق سيلتك الاسكتلندي، الأربعاء، صفحة جديدة من صفحات الانتصار للقضية الفلسطينية العادلة، ونجحت في جلب الاهتمام إلى ما يُعاني منه الشعب الفلسطيني من حرب إبادة منذ أكثر من أسبوعين من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

المساهمون