أوروبا تتخوف من أزمة غاز في الشتاء المقبل

03 مايو 2014
شتاء أوروبا المقبل قد يكون قارساً (ديميتار دلكوف/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

حتى الآن المناخ معتدل في أوروبا وهي مقبلة على فترة الصيف الذي تقل فيه التدفئة، ولكن المسؤولين الاوروبيين يتخوفون من أزمة غاز في فترة الشتاء المقبل.

وفي المؤتمر الذي نظمه معهد "اتلانتك كاونسيل"في واشنطن خلال الاسبوع الجاري وليومين، قال بافول حامزيك، مسؤول أمن الطاقة في وزارة الخارجية والشؤون الاوروبية في سلوفاكيا، "إنها أزمة وإنها حرب، روسيا ترغب في زرع الاضطراب في أوكرانيا، ويجب علينا أن نكون مستعدين". وأشار الى أن "دول أوروبا الشرقية أمام قرار صعب وليس أمامها خيارات كثيرة".

وأضاف حامزيك، أن الخيارات أمام دول أوروبا الشرقية، هي إما أن تساوم على أسعار العقود الجديدة مع شركة "غاز بروم" أو أن تضغط المجموعة الاوروبية من أجل سعر موحد للغاز الروسي في كل أوروبا.

يذكر أن شركة "غازبروم" الروسية تساوم على أسعار متباينة للغاز الطبيعي في أوروبا تتراوح بين 10 الى 12 دولاراً وتستخدم هذه المساومة كسلاح سياسي مع المجموعة الاوروبية.
ومع تدهور الاوضاع الامنية في شرقي أوكرانيا يشتد القلق الاوروبي من احتمال أن تصبح أزمة أوكرانيا مثل أزمة سوريا قبل حلها.

من جانبه، قال خبير الغاز البريطاني في المعهد الملكي البريطاني "تشاتهام هاوس"، انتوني فروكات: إن الخيارات المتاحة في اوروبا لتقليل الاعتماد على الغاز الروسي تتمثل على المدى القصير في استخدام شحنات الغاز المسيّل التي تصلها من الخارج وزيادة استخدام الغاز النرويجي.

وأضاف فروكات، لـ"العربي الجديد"، أن زيادة شحنات الغاز المسيّل من قطر أحد الخيارات. وأشار في هذا الصدد الى أن قطر صدرت حوالي 31 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي الى أوروبا في عام 2012 وأن هذا الحجم سيرتفع. ولكنه قال "يجب الاخذ في الاعتبار أن الغاز القطري يصدر الى آسيا حيث الاسعار هنالك أعلى"، وهو ما يعني أن كميات الغاز القطري المتاحة للاسواق الاوروبية على المدى القصير ستكون محدودة.

يذكر، أن أوروبا استفادت خلال موسم الشتاء الماضي معتدل برودة، ورفعت كمية مخزوناتها من الغاز الطبيعي. ولكن هذه المخزونات غير كافية ولا تزال أمام معضلة استخدام روسيا للغاز كسلاح في موسم الشتاء المقبل.  

الى ذلك، توقعت مؤسسة "اي تي كيرني" الاستشارية التي يوجد مقرها في شيكاغو، أن يرتفع استهلاك الغاز في أوروبا بين 20 الى 40 مليار متر مكعب سنوياً خلال السنوات المقبلة. وأشارت في دراسة بعنوان"مستقبل الغاز في أوروبا" الى أن التحول الجاري في توليد الطاقة في أوروبا عقب حادثة المفاعل النووي في فوكوشيما تشير الى أن استخدام الطبيعي سيتزايد في أوروبا.

ويتجه العديد من الدول الاوروبية عقب حادثة فوكوشيما المروعة في اليابان الى توليد الطاقة من مصادر أخرى غير المفاعلات النووية.
وأغلقت ألمانيا أحد مفاعلاتها في عام 2011، وتتجه نحو الاغلاق الكامل للمحطات النووية خلال العشر سنوات المقبلة.

وتقول الدراسة: إن هذا التحول سيقود الى زيادة استخدام الغاز الطبيعي في التدفئة والكهرباء. كما لاحظت أن هنالك زيادة كبيرة في واردات الغاز الطبيعي المسيّل في أوروبا ونشاطاً كبيراً في السوق الفورية للغاز على حساب العقود طويلة الاجل التي كانت تعتمد عليها أوروبا في توريد الغاز.

وذكرت، في هذا الصدد، أن انخفاض إنتاج الغاز الطبيعي في كل من بريطانيا وهولندا سيرفع واردات الغاز الطبيعي بنسبة 27% في أوروبا، لترتفع الواردات من مستوياتها الحالية البالغة 327 مليار متر مكعب الى 413 مليار متر مكعب في عام 2020.

ومع تدهور الاوضاع الامنية في شرقي أوكرانيا يشتد القلق الاوروبي من احتمال أن تصبح أزمة أوكرانيا مثل أزمة سوريا، وخصوصاً أن اللهجة السياسية بين واشنطن وحلفائها الاوروبيين مع موسكو أصبحت أكثر حدة.

 

 

 

المساهمون