تحدّت مجموعة من أطفال المناطق العشوائية فقرها في الباراغواي، وأنشأت أول فرقة سيمفونية تعتمد على آلات صُنعت من مكبّات القمامة القريبة من حي كاتورا، حيث يقيمون في ظروف غير إنسانية.
أنشأ هذه الفرقة عام 2007 رجل يدعى فافيو شافاز، وكان يعمل مهندساً في مجال البيئة وموسيقياً في آنٍ واحد، ويحلم بتعليم الموسيقى للأطفال المعوزين، وكان العائق الوحيد جمع المال الكافي لشراء آلات موسيقية لهم.
غير أن هذه المشكلة حُلّت بطريقة سحرية، حينما لاحظ وأثناء عمله البيئي في مكبات القمامات وجود شبه بين بعض الأشياء المرمية فيها، وبين الآلات الموسيقية المعروفة، فطلب من شخص يدعى نيكولا جوماز مساعدته في صناعة الآلات، وبدأ بتحقيق حلمه.
وقد لفتت الفرقة التي تحمل اسم "أوركسترا الآلات المعاد تصنيعها"، أنظار العالم إليها منذ إنشائها، حتى إن كثيرين لم يصدقوا أن هذه الآلات التي يضاهي عزفها أجمل الآلات وأغلاها ، ما هي في الأصل سوى تجميع من مختلف النفايات المهملة، والتي تحوّلت إلى أمل تعلق به هؤلاء الاطفال، وجعلهم يحلمون بمستقبل أفضل بالتأكيد.
قدمت الفرقة عروضاً كثيرة، وعزفت أجمل السيمفونيات ببراعة في مختلف بلدان أميركا الجنوبية، حتى بلغ عدد عازفيها 35، كما حصلت في مطلع السنة الماضية على فرصة الظهور مع فرقة ميتاليكا العالمية، ورافقتها في جولة فنية لإحياء عدد من الحفلات في الولايات المتحدة الأميركية، محققة بهذه العروض نجاحاً كبيراً لتثبت للجميع أنه لا حدود للفن، وأن الإبداع الحقيقي، قد يولد حتى من حاويات القمامة.
اقرأ أيضاً: فنان سوريّ يرسم على الصواريخ حتى لا يخافها الأطفال
عازف الغيتار
عازفة الكمان
