تجري أوبك محادثات مع منتجي النفط غير الأعضاء يوم الأربعاء في محاولة لوضع تفاصيل اتفاق عالمي لكبح الإنتاج لستة أشهر على الأقل بعدما أبدت روسيا دعمها للخطة.
وأجرى وزراء من الدول الأعضاء في أوبك محادثات خلال مؤتمر الطاقة العالمي بإسطنبول لكسب الدعم لاتفاق المنظمة الذي توصل إليه في الجزائر الشهر الماضي آملين تبنيه في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني.
ومن المتوقع أن تضم مبادرة "أوبك" لخفض أو تثبيت الإنتاج، منتجين جددا لم يجر التفاوض معهم مسبقا، حيث أكد باتريك بويان الرئيس التنفيذي لشركة توتال الفرنسية، أمام مؤتمر الطاقة العالمي في إسطنبول أمس، أن شركته ستخفض إنتاجها النفطي في الدول التي تعمل بها إذا اتفقت الحكومات على حصص.
وقال بويان: "ما يحركني كشركة هو تعظيم الإنتاج... إذا قررت حكومة ما سياسة فسنلتزم بهذه السياسة. وإذا اتفقت أوبك على حصة فسنلتزم بهذه الحصة".
وترتبط توتال بعقود تطوير حقول مع منتجين في أوبك من بينهم الإمارات العربية المتحدة والعراق.
وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، أمس في إسطنبول: "من واقع اجتماعاتي على هامش هذا المؤتمر اليوم وأمس... يتضح تماما أن الكثير من البلدان لا تدعم فقط قرار أوبك في الجزائر لكنها أيضا متحمسة للانضمام".
وأضاف، "لا نتحدث عن تأييد بل عن إسهام في الاتجاه الذي نصبو إليه وهو في الأساس أننا سنحاول الإسراع في عملية تحقيق التوازن الجارية بالفعل".
ويعقد ممثلون لبعض دول أوبك ودول منتجة أخرى من بينها روسيا وأذربيجان وربما المكسيك اجتماع مائدة مستديرة الساعة 1100 بتوقيت غرينتش يوم الأربعاء على هامش مؤتمر الطاقة العالمي حسبما قال وزراء بأوبك.
وقال الأمين العام لأوبك محمد باركيندو، إن أي اتفاق سيجري التوصل إليه سيستمر لمدة ستة أشهر في البداية ثم يخضع للمراجعة بعد ذلك.
وتابع: "نحن واثقون من أن المنتجين الآخرين سينضمون لهذا الاتفاق لأنه في صالح جميع المنتجين... والمستهلكين أيضا".
وقال إيولوخيو ديل بينو، وزير النفط في فنزويلا التي تعاني من أزمة سيولة، إنه يفضل اتفاقا يستمر عاما كاملا بحيث يغطي فترات ذروة الإنتاج لشتى المنتجين.
وفي الشهر الماضي، اتفقت دول أوبك في الجزائر على خفض بسيط في الإنتاج إلى نطاق بين 32.5 مليونا و33 مليون برميل يوميا. ويبلغ إنتاج أوبك حاليا مستوى قياسيا مرتفعا عند 33.6 مليون برميل يوميا.
وقالت وكالة الطاقة الدولية أمس، إن إمدادات النفط العالمية ربما تنخفض بموازاة الطلب بشكل أسرع إذا اتفقت أوبك وروسيا على خفض كاف في الإنتاج، لكن من غير الواضح مدى سرعة حدوث ذلك.
وقالت إيران، ثالث أكبر منتج في أوبك، إنها لن تخفض إنتاجها قبل أن يصل إلى أربعة ملايين برميل يوميا وهو المستوى الذي كانت تنتجه قبل فرض العقوبات الدولية عليها في 2012 والتي تم رفعها في يناير/ كانون الثاني الماضي.
أما روسيا، أكبر منتج للنفط في العالم، فقد أكد وزير طاقتها ألكسندر نوفاك، متحدثا في مؤتمر إسطنبول، أن بلاده ستبقى على إنتاجها الحالي دون تغيير في إطار أي اتفاق. وضخت روسيا 11.1 مليون برميل يوميا في سبتمبر/أيلول.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الإثنين، إن موسكو مستعدة للانضمام إلى خفض الإنتاج المقترح من جانب أعضاء أوبك.
لكن إيغور سيتشين، رئيس روسنفت، قال إن أكبر شركة نفط في روسيا لن تخفض إنتاجها من الخام.
وقال الفالح إنه لن يحضر اجتماع اليوم، نظرا لارتباطات سابقة، لكنه اجتمع مع نوفاك في اسطنبول أمس.
ومن المنتظر أن يجتمع الفالح مع نظيره الروسي لإجراء محادثات في وقت لاحق هذا الشهر في الرياض، بحسب بيان من وزارة الطاقة السعودية.