أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس الثلاثاء، أنّه مستعدّ لتوقيع الصيغة الحالية من مشروع قانون مجلس الشيوخ بشأن الاتفاق النووي المزمع مع إيران.
موقف أوباما أتى عقب توصّل زعماء لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ أمس، إلى اتفاق بشأن الصيغة المعدلة، إذ وافقت اللجنة بإجماع 19 صوتاً، على النسخة المعدلة من مشروع القانون، الذي يعطي الكونغرس الحق في التصويت على أي اتفاق نووي نهائي، يبرم مع إيران.
وأوضح المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إيرنست، أنّ أوباما الذي كان قد صرح بأنه سيستخدم حقه في النقض (الفيتو) ضد مشروع القانون المقترح، خشية أن يحبط الاتفاق الذي يجري التفاوض بشأنه مع إيران، يمكن أن يقبل التسويات التي ظهرت، وحظيت بدعم من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في مجلس الشيوخ.
وقال "ما أوضحناه للديمقراطيين والجمهوريين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، هو أن الرئيس سيكون مستعداً لتوقيع التسوية المقترحة، التي تشق طريقها في اللجنة".
اقرأ أيضاً: إسرائيل تكثّف مساعيها لإحباط اتفاق لوزان عبر الكونغرس
بدوره، أشار رئيس اللجنة بوب كروكر، وأكبر عضو باللجنة من الحزب الديمقراطي السناتور بن كاردن، إلى أنّهما قاما بإعادة الصياغة وهو ما سيختصر الوقت الذي سيدرس فيه الكونغرس أي اتفاق نووي نهائي، ويخفف من بندٍ يطلب من أوباما التأكيد أنّ إيران لا تدعم أعمالاً إرهابية ضد الولايات المتحدة.
وكان أوباما قد حذّر من أن مشاركة الكونغرس قبل إبرام اتفاق، ستضعف ثقة إيران في التزام واشنطن باتفاقٍ يجري التفاوض عليه بين القوى العالمية الست وطهران.
وتعليقاً على الموقف الأميركي، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية، مرضية أفخم، اليوم الأربعاء، إن "إيران لن تسمح للسياسة الداخلية الأميركية بإخراج المفاوضات النووية عن مسارها".
وقالت أفخم في مؤتمر صحفي نقله التلفزيون الرسمي "تلك مسألة متعلقة بشؤونهم الداخلية. أما نحن فنتعامل مع الحكومة الأميركية".
من جهتها، أعربت إسرائيل عن رضاها عن مشروع القرار الأميركي، وقال وزير شؤون الاستخبارات الإسرائيلي، يوفال شتاينيتس، إن "مشروع القانون الذي يلزم الإدارة الأميركية بطرح أي اتفاق دائم مع إيران على الكونغرس جيدا كحل وسط وقد يشكل عقبة أخرى أمام اتفاق سيئ".
وأضاف في حديث للإذاعة الإسرائيلية العامة، صباح اليوم الأربعاء، "ستضطر الإدارة الأميركية وطواقم المفاوضات مع إيران، إلى بذل المزيد من الجهود لسد الفجوات في الاتفاق وإنجاز اتفاق أفضل أو معقول على الأقل".
واعتبر شتاينتس تمرير مشروع القانون أمس بأنه "إنجاز لسياسة إسرائيل"، وقال إن "السيناتورات الذين دفعوا به يقرون بأن خطاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لعب دورا حاسما في سن مشروع القانون".
وكانت إسرائيل قد أعربت عن معارضتها لاتفاق الإطار الذي توصلت إليه القوى الدولية مع إيران حول السلاح النووي للأخيرة.
اقرأ أيضاً: أوباما يحاول إقناع الأميركيين بنجاحه في وقف "نووي" إيران