فوج أوّل من خريجي معهد الدوحة للدراسات العليا

13 يونيو 2017
قبيل تسلّمهم شهاداتهم (معهد الدوحة للدراسات العليا)
+ الخط -

تسلّم 101 طالب وطالبة ماجستير شهاداتهم من معهد الدوحة للدراسات العليا، في حفل أقامه للدفعة الأولى من خرّيجيه الذين كانوا قد توزّعوا على عشرة برامج أكاديمية.

احتفل معهد الدوحة للدراسات العليا أمس الاثنين، بتخريج الفوج الأول من طلبة الماجستير، برعاية رئيس مجلس الوزراء القطري وزير الداخلية الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني، وحضور كل من نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء أحمد بن عبد الله بن زيد آل محمود، ورئيس الديوان الأميري الشيخ خالد بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني، ووزير التعليم والتعليم العالي اﻟدﻛﺘور محمد بن عبد الواحد الحمادي، ووزير التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية الدكتور عيسى بن سعد الجفالي النعيمي، ووزير التخطيط التنموي والإحصاء الدكتور صالح بن محمد النابت، ورئيس مجلس الأمناء الدكتور عزمي بشارة، إلى جانب أعضاء من مجلس الأمناء وجمع من كبار الشخصيات والضيوف. كذلك حضر رئيس المعهد بالوكالة الدكتور ياسر سليمان معالي والدكتورة هند المفتاح نائبة الرئيس للشؤون الإدارية والمالية، إلى جانب عمداء الكليات وأهالي الخريجين.

في مقرّ المعهد، أقيم الحفل الذي شهد تخريج 101 طالب وطالبة. خلاله، قال وزير التعليم والتعليم العالي القطري محمد الحمادي في كلمته إنّ "معهد الدوحة للدراسات العليا بما يقوم به من جهد للارتقاء بمجال الدراسات العليا يؤكد تفرّده بين مؤسسات التعليم العالي في عالمنا العربي، ومن ثمّ فإنّه يقدّم خدمة كبيرة للتعليم العالي، سواء على المستوى المحلي أو العربي، خصوصاً في ضوء ما يقوم به المعهد من تدقيق شديد في اختيار طلبته من بين الأعداد الكبيرة من المتقدمين للدراسة فيه، ما يؤكد حرصه على تخريج أفضل الكفاءات". أضاف: "نهنئ أنفسنا بوجود معهد الدوحة للدراسات العليا في قطر، خصوصاً في ظل تنامي أعداد الطلبة القطريين المقبولين بالمعهد والخريجين ضمن الفوج الأول من كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية وكلية الإدارة العامة واقتصاديات التنمية".

من جهته، عبّر رئيس مجلس أمناء المعهد الدكتور عزمي بشارة، خلال كلمته، عن سعادته وفرحته بتخريج أول فوج من حملة شهادة الماجستير من أكثر من اثني عشر قطراً عربياً بالإضافة إلى دولة قطر، بعد تأهيلهم لحمل لواء العلم في قضايا الاجتماع والإنسانيات والإدارة. وقال: "إننا نشهد باكورة ثمار معهد الدوحة للدراسات العليا الذي بدأ المركز العربي للأبحاث تأسيسه منذ خمس سنوات، بدعم مثابر ومنهجي من صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر وحكومته". وأضاف أنّ المعهد "بذل جهداً لاجتذاب أفضل الكفاءات من الأساتذة الذين رأوا في معهد الدوحة فرصة للإسهام في تنشئة جيل من الباحثين في مجالات أُهملت طويلاً في الوطن العربي".




مركز إشعاع حضاري

وتابع بشارة: "أنشأنا هنا في هذا الحرم الجامعي، والذي بناه ورعاه هذا البلد الكبير القلب والعقل والدور، مركز إشعاع حضاري وفضاء لتفاعلٍ ضروري بين التخصصات والمناهج. وتمتّع هذا الحرم الجامعي بحريّة أكاديميّة يستحيل من دونها الإبداع، وتمتنع في غيابها الموضوعيّة العلميّة، وأقول كما تعلمون، الموضوعيّة وليس الحياد. ومهمتنا الرئيسة أن نخرِّج باحثاً/ة يتّبع حياداً منهجياً في البحث، وخبيراً/ة متمكناً من أدوات تخصصه. ولكن يحدونا أيضاً أمل أن ينشأ في بيئتنا مثقفٌ غير محايد بين الخير والشر، والحق والباطل، والحرية والعبودية، والعدل والظلم، وتعنيه قضايا شعبه ومجتمعه".

وختم كلمته بقوله إنّ "مشروعنا عربي وإنساني كما هو معلن، بيد أنّ مكانَه وموقعَه في هذا البلد الذي احتضنه وتفاعل معه يحتّم عليه أن يسعى إلى استفادة المجتمع والدولة في قطر بأقصى درجة من وجوده هنا، وليس فقط بالمعنى الذي يسميه السياسيون القوّة الناعمة والمتعلقة في حالتنا بسمعة الحريّة الأكاديميّة التي تستحقها البلد، والتي لا تمتاز بها منطقتنا للأسف، وإنما أيضاً بالفائدة المباشرة في مجالاتٍ تحتاج إلى تطويرٍ، وذلك ضمن خطة التنمية البشرية القطرية التي نلتزم بها. وأعتقد أنّنا نحققُ تقدماً متواتراً في هذا الموضوع بنسب تواجد الطلبة القطريين، ولا سيما في مجال الإدارة العامة، لكنّنا نبذل جهداً حثيثاً في إقناع أعدادٍ أكبر من الشباب القطري للانخراط في المسار البحثي في العلوم الاجتماعيّة والإنسانيّة. وثمّة تقدّم مثير ملحوظ بالأرقام من سنة إلى أخرى".




معهد عربي بامتياز

وألقى رئيس المعهد بالوكالة الدكتور ياسر سليمان معالي، كلمة عرض فيها رسالة المعهد القائمة على تخريج طلبة متميزين ومؤهلين علمياً وعملياً، قائلًا: "حضورُكم اليوم هذا الحفلَ البهيج نعدُّه دعماً وطيداً لمواصلة المعهد رسالتَه الأساسية والمتمثّلة بتكوين جيل جديد من الباحثين الشبان في العلوم الاجتماعية والإنسانية والإدارية والاقتصادية، والمساهمةِ في خدمة دولة قطر والمحيط الإقليمي والعربي، من حيث تكوين الكفاءات وصقل المهارات. حضورُكم أيها الحفل الكريم هو تحفيز لنا على المضي في تفعيل خطط المعهد، من أجل تحقيق أهدافه النبيلة: خدمة العلم والمعرفة والمساهمة، إلى جانب المؤسسات الأكاديمية النظيرة، في بناء منارة الدوحة المشعة في كل الآفاق توافقاً مع موقف قطر التنموي إقليمياً وعربياً ودولياً". أضاف: "تشاركوننا اليوم في قطف أولى ثمار المعهد وجني باكورة إنتاجه. اليوم نعلن عن تخرّج الفوج الأول في كلّيَتَيْ العلوم الاجتماعية والإنسانية، والإدارة العامة واقتصاديات التنمية. لقد ترشح لمتابعة الدراسة بمعهد الدوحة في أول سنة دراسية له 903 طلاب، لم يحالف النجاح منهم سوى 155 طالباً، التحق منهم 134 طالباً، ومن أصل هذا الرقم الأخير تخرّج 101 طالب وطالبة. ينتمي هؤلاء الطلبة إلى قطر ومعظم البلاد العربية من المحيط إلى الخليج. وبذلك يكرّس المعهد واحداً من عناوينه الكبرى: (معهد الدوحة معهد عربي بامتياز)".

وأكد معالي أنّ المعهد "كرّس جهده لضمان تكوين رصين لفائدة الطلبة، من خلال العمل على استقطاب أساتذة باحثين متميزين لتعزيز التأطير الأكاديمي الجيّد. التحق هؤلاء الأساتذة بالمعهد من جامعات عربية ودولية مرموقة، إيماناً منهم بمشروع معهد الدوحة ونظرته النهضوية والتنويرية، وسعيه إلى خدمة المجتمع القطري والخليجي والعربي".

صورة تذكارية في نهاية حفل التخرّج (معهد الدوحة للدراسات العليا)


في السياق، ألقت الطالبة فرح علي، من برنامج الإعلام والدراسات الثقافية، كلمة الخريجين، قالت فيها إنّ "هذا الصرح العلمي الذي يحمل اسم معهد الدوحة للدراسات العليا اجتاز بداية تاريخية في سفر التطور المنشود، لن يغفل عن ذكرها مستقبلاً تاريخ قطر، وتاريخ المنطقة العربية ككل، لا بوصفه جامعة جديدة تضاف إلى جامعات تُعدَ بالمئات في هذه المنطقة من العالم، وإنما بصفته مشروعاً نهضوياً غير مسبوق".

وكانت كلمة كذلك للطالب حمد المهندي، من برنامج العلوم السياسية والعلاقات الدولية، خاطب فيها الخريجين قائلاً إنّ "قطر اليوم، ومن خلال تخرجكم، تثبت بحق أنّها أصبحت مصدراً ملهماً لكل من يبحث عن العلم الجاد والمعرفة الرصينة والفكر المستنير، وأنّها توفّر مناخاً أكاديمياً وفكرياً تزدهر فيه العقول الشابة الفتية الطموحة لغد مشرق لنا ولأمتنا العربية، وأنّها تحرص على دعم العلم والمعرفة بكل ما تملك، وذلك من أجل رفعة شباب أمتنا العربية والإسلامية". أضاف "اكتسبنا في هذا المعهد خبرات علمية وعملية وتبادلنا تجارب ثريّة مع زملاء لنا، خصوصاً أنّ المعهد يمثّل معظم الدول العربية، ما أكسبه بُعداً عربياً ودولياً، وجعلنا في الوقت ذاته نفاخر بانتمائنا إلى هذه المؤسسة".