مشاعر ألم وقهر يعيشها أهالي ريف حمص الشمالي، وهم ينتظرون تهجيرهم باتجاه الشمال السوري. يعانون قسوة ترك الأرض والأهل، مع ترقّب مصير مجهول، وبحث عن وطن بديل لمناطقهم الأصلية، والتي قد لا يستطيعون العودة إليها مجددا.
يتحدث محمد أبو العلاء، الثلاثيني، من ريف حمص الشمالي، لـ"العربي الجديد"، عن اختلاط مشاعره، وهو ينوي الخروج من منطقة الحولة بريف حمص باتجاه الشمال السوري، قائلا: "شعور الحزن يختلط بالقهر على ما حلّ بنا في المنطقة، فأنا عاجز عن وصف شعور ترك أرضي وبيتي، وسنوات من التعب في بنائه، لأرميها خلف ظهري وأجعلها طي النسيان ومن الماضي، مع معرفتي أني قد لا أراها مجدداً ما حييت".
وبالنسبة لأثاث منزله أو ما تبقى له من ممتلكات، قال أبو العلاء: "أنا مضطر إلى بيع ما أملك مثل مضخة ماء تعمل بالديزل لدي ولو بثمن بخس، لأنها قد تعينني بكسب القليل من المال، وباقي ما أملك من أغراض سأتركه لبعض الأقارب".
ويصف محسن حميد، وهو من سكان ريف حمص الشمالي، ما يمر به خلال استعداده للرحيل إلى جرابلس، ويوضح لـ"العربي الجديد" أنه بدأ ببيع بعض ممتلكاته، وأنه يشعر بالأسى والحزن لمفارقته منطقة سكنه الأصلية. ويقول: "نحن على يقين أننا قد لا نرى هذه الأرض التي تربينا على ترابها وشربنا ماءها مجددا، وهذا ما يثير غصة في القلب لدي عند الحديث عن أرضي وبيتي".
وعن تصوراته لما يمكن أن يحلّ به مع عائلته بعد التهجير، يقول لـ"العربي الجديد": "تنتظرني خيمة ربما أتشاركها مع عشرة أو عشرين شخصا، كما يقولون في ريف حلب، ما يزيد ألم التهجير ألماً آخر، فنحن اليوم نكاد نجنّ لمجرد أننا سنترك كل ما جنيناه طوال سنين عمرنا ونرحل، وقد يكون الرحيل بلا رجعة ويصبح حالنا كحال عرب 48، أو من هجر من فلسطين ولم يعد إليها".
وتقول شيرين الخلف، التي تستعد لمغادرة مدينة الرستن، بعد غد الإثنين، "مشاعرنا هنا لا يمكن وصفها، نحن نستعد لترك مدينتنا إلى الأبد. هنا وُلدنا وهنا نشأنا، ودرسنا وتعلّمنا وبدأنا الثورة من أجل الحرية والكرامة. مرَّت علينا في هذه المدينة أيام عصيبة جدا تحت القصف والغارات، ولكن أيام التهجير هذه هي أصعب ما مر علينا حتى الآن"، مشيرة إلى أن "ما يؤلم أكثر هو أننا ماضون نحو مصير مجهول في ريف حلب، حيث سنقيم بداية في مخيمات بعد أن كنا نعيش في أجمل منازل مدينتنا".