أسباب كثيرة تدفع أهالي مدينة دير الزور وريفها لمغادرة مدينة الباب في ريف حلب الشرقي باتجاه بلداتهم، الأسوأ أمنياً والواقعة تحت سيطرة مليشيا "قسد" وجيش النظام السوري، ما يمكن أن يؤدي بهم إلى السجون.
وعن الأسباب التي دفعته للعودة مع عائلته إلى بلدته الخاضعة لسيطرة مليشيا "قسد"، قال أكرم سلامة (43 عاماً) لـ"العربي الجديد" "لم نعد نحتمل ما نعانيه في مدينة الباب من إيجارات منازل مرتفعة، فضلاً عن الخلافات شبه المستمرة بين الشبان من دير الزور وشباب المنطقة، والتي تصل إلى اشتباكات بالرصاص الحي".
أما كريمة الدريري، فأوضحت لـ"العربي الجديد" أن المشكلة الأصعب لها ولأولادها عند العودة إلى ريف دير الزور هي مشكلة المدارس، مشيرة إلى أنها ستحاول إيجاد حلّ لها مع زوجها، إذ إنها ستحاول الاعتماد على قريب لهم هناك، يمكن أن يخدمها في مسألة تأمين مدرسة للأبناء.
وأوضحت الدريري "أن العودة إلى منزلهم في ريف دير الزور أفضل لها، لا سيما مع قدوم فصل الشتاء، لأنها تستطيع أن تستخدم الوقود المتوفر هناك في التدفئة بدلا من الحطب المرتفع الثمن في مدينة الباب. وقالت: "كل هذه الأمور تدفع الأهالي للعودة والاستقرار في مناطقهم، رغم القلق من مسألة الأمن"، لافتة إلى أنها مسألة جدية بالنسبة لهم كون ابنها الكبير بلغ الثامنة عشرة من عمره.
بدوره، قال الشاب أيمن العبد الله إنه سيزرع أرضه، ويرمم بيته المتضرر جراء معارك بين مليشيا "قسد" وتنظيم "داعش" في الريف الشرقي لدير الزور. وسأل: إلى متى يمكننا البقاء على هذا الحال من المعاناة في مدينة الباب؟
أما ياسر أبو عمران (43 عاما) فقد أشار إلى أن ما دفعه للعودة إلى بلدته الدبلان بريف دير الزور هو الخوف من فقدان منزله، خصوصا أن البلدة خاضعة لسيطرة مليشيات النظام، لافتاً إلى أن عناصر من القوات التابعة لحزب الله من أبناء البلدة سيطروا على منازل كثيرة هناك.