ودعا الناشطون في المدينة المحاصرة، والتي يُمطرها النظام السوري وحلفاؤه الروس والمليشيات المدعومة من إيران، بسيل من القصف ويقيم فيها الإعدامات المدنيّة بعد حصار أدى إلى نفاد الغذاء والدواء، الأمم المتحدة والعالم الدولي إلى إنقاذهم.
وتخوّف الناشطون من اعتقالهم أو إعدامهم في حال مغادرتهم حلب الشرقيّة، في وقت سيطر النظام على أحياء تابعة للمعارضة، ما أدى إلى انحصار مئات المدنيين في رقعة صغيرة.
واتهم الناشطون العالم بـ"التعامي" عن الجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب هناك، واصفين ما يجري في المدينة بـ"شلال الدم" و"يوم القيامة".
ولوحظ توجّه الناشطين بنداءات استغاثة باللغة الإنكليزيّة، كي تصل رسائلهم إلى العالم ولا تبقى محصورةً في العالم العربي، في محاولةٍ منهم لجعلها أكثر فعالية، وسط غياب التحركات الدوليّة الفاعلة، واقتصارها على البيانات.
Twitter Post
|
وكتب الناشط أمين الحلبي: "أنا بانتظار الموت أو الأسر من قبل نظام الأسد ولكن يشرفني أن أموت منتصراً على تراب أرضي، خيراً من أن يأسروني أو أن أكون من صفوف مليشياتهم التي لا دين لها. سامحوني وادعوا لي بالمغفرة واذكروني بالخير. لعله آخر منشور أقوم بنشره بسبب تقدم قوات النظام علينا. حقاً مـا يحصل في حلب الآن شبيه بيوم القيامة".
وتابع في تدوينة أخرى "نحن أهل حلب، تفرجنا على العالم يدير ظهره لنا، كأننا لم نكن جزءاً من هذا العام ولا نستحق حياة الحريّة والكرامة. هل يجب أن نندم على طموحنا لهذه المساواة؟"، مضيفاً "هذه آخر لحظاتنا على ما يبدو، أنظر حولي ولا أرى غير الوجع والأمهات يصرخنَ في الخلفية للبحث عن أطفالهنّ... يبدو أنّه حان وقت الوداع".
Facebook Post |
وغرّدت الطفلة السورية بانا العبد، مشيرةً إلى أنّ والدها أصيب بسبب القصف. وقالت: "رسالة أخيرة: أنا حزينة لأن العالم لا يريد مساعدتنا وإجلاءنا. أغرّد وأنا مذهولة بأنني لا زلت على قيد الحياة". وأضافت في تغريدة أخرى "أنا بانا. عمري 7 سنوات. أكلّم العالم الآن من شرق حلب. هذه لحظاتي الأخيرة لأموت أو أعيش".
Twitter Post
|
وغرّد الناشط شريف الحلبي "شكرا لكل من تخاذل مع المحاصرين في حلب تذكروا أننا لن نسامحكم وأن الله سوف يكون معنا في هذه المحنة الصعبة. أنا ابن #حلب الشهباء بقيت فيها ولم أخرج منها في الحصار الأول والثاني، واليوم أرى أبناء مدينتي شهداء على الطرقات ولا أستطيع أن أفعل شيئاً". وأضاف في تغريدة صباح اليوم "يسعد صباحكم من #حلب المحاصرة والحمد لله رب العالمين لسه عايشين. أكثروا من الدعاء لنا والله يفرج عنا".
Twitter Post
|
وكتب المعلّم والناشط عبدالكافي الحمدو "هذا نداء وقد يكون الأخير: أنقذوا أهل حلب. أنقذوا ابنتي والأطفال الآخرين".
Twitter Post
|
وقالت الناشطة لينا الشامي في فيديو رسالتها الأخيرة "لكلّ من يسمعني، نحن نتعرّض لمذبحة في شرق حلب. هذه قد تكون رسالتي الأخيرة. أكثر من 50 ألف مدني ثاروا ضدّ الديكتاتور بشار الأسد مهدّدون بالإعدام أو الموت تحت القصف. لا يوجد منطقة أمان. لا حياة. أنقذوا حلب".
Twitter Post
|
وغرّد الناشط منذر إتاكي "أودّ أن أشكر كلّ من وقفوا من أجل الإنسانيّة مع قضيّتنا. لن أنساكم إذا انتقلنا للحياة الأخرى".
وقال الناشط الإعلامي عمر العرب في مقطع فيديو يُسمع فيه صوت الرصاص والقصف المدفعي حوله، "أنا لست بخير وكل من حولي مثلي".
Facebook Post |
وكتب الطبيب سالم أبوالنصر: "إلى كل الأصدقاء، لا تختصروا معاناتنا فقط بأننا في حالة حصار، الوضع في حلب، قصف وتدمير وقذائف تتساقط فوق رؤوسنا ليل نهار، نعم عندما يقول أحدنا أنا تعبان صدقوه، واعملوا من أجل إنقاذه. نحن نحتاج أكثر من الدعاء"، وأضاف "الشيء الوحيد الذي يشعرني بأني ما زلت حياً هو إحساسي بالخوف".
Facebook Post |
وتوجه الناشط جود الخطيب، بالحديث إلى العالم كله، عبر تسجيل مصوّر من أحياء حلب المحاصرة، وقال "لا حياة لمن تنادي، أكثر من 20 عائلة تحت الأنقاض، المدينة تمرّ بأقسى حالاتها، لم يهدأ القصف على حي بستان القصر الذي يضم آلاف المدنيين، أكثر من 200 قذيفة سقطت بساعة واحدة، إننا هنا 150 ألف مدني في 11 كلم مربع، تحت القصف، ما يعرض في الإعلام جزء صغير مما يحدث على الأرض، كل ما نريده إيقاف شلال الدم".
Facebook Post |
(العربي الجديد)