يتخوف جزء من أهالي منطقة تل أبيض بريف محافظة الرقة، من العملية العسكرية التركية المرتقبة شمالي سورية. وينقسم رأي الشارع بين مؤيد للعملية ومعارض لها، لكن الحرب بالنسبة لكثير منهم تعني النزوح، وتبقيهم بحالة خوف مهما بلغت التطمينات.
الناشط مهنا المحمد (42 عاماً) أوضح، لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، أنّ المنطقة شهدت بالفعل حركة نزوح، خصوصاً العوائل التي لديها أبناء يقاتلون في صفوف مليشيا قوات سورية الديمقراطية (قسد)، فغادروا المنطقة خوفاً من البقاء، أما بالنسبة للمدنيين فقسم منهم لا يرى في العملية العسكرية خطرا عليهم، وقرروا البقاء".
وتابع المحمد أنّ "هناك مدنيين في تل أبيض متخوفون من العمل العسكري، فالأهالي بالمجمل سئموا الحرب والمعارك وما إلى هناك، وهم يتطلعون لعيش حياتهم بعيداً عن تلك الأجواء".
وفي المقابل تشجع ممارسات مليشيا "قسد" ضد المدنيين، على مطالبة بعضهم بدخول "الجيش الوطني" والجيش التركي للمنطقة، كون الاعتقالات وحملات التجنيد الإجباري أنهكت الأهالي وأتعبتهم، على مدار الأعوام الماضية.
ويتخوف بعض أهالي المنطقة من تجاوزات بحقهم قد يرتكبها مقاتلو "الجيش الوطني"، كما حدث في عفرين بمحافظة حلب شمالي سورية، خلال عملية "درع الفرات".
وأوضح جابر أبو أحمد، لـ"العربي الجديد" أنّ "هناك تجاوزات ارتكبت بحق المدنيين في عفرين، ونخاف أن تتكرر هنا في تل أبيض، ومن ناحيتي أنا وأقاربي نفضّل البقاء في المدينة على مغادرتها، حفاظاً على ممتلكاتنا".
وأضاف أبو أحمد، "من سيغادر تل أبيض سيعود لها، وفي الوقت الحالي غادرت بعض العوائل الكردية المنطقة، ولا يتجاوز عددها المائة عائلة، وسبب مغادرة جزء منهم أن لديهم أبناء منتسبين لميليشيا قسد. أما البقية هم متخوفون من معاملتهم بعنصرية، وبالنسبة لأهالي تل أبيض من العرب فالعدد قليل جدا ممن غادر المدينة".
وبدأت مليشيا "قسد" بمضايقة الأهالي الراغبين بمغادرة مدينة تل أبيض، وحاولت منعهم من الخروج، وكان ذلك على الحواجز المحيطة بالمدينة، وهي حاجز الجلاب وعين العروس الغربي والجنوبي.
في المقابل، أوضح مصدر محلي في مدينة الرقة، رفض الكشف عن هويته لـ"العربي الجديد"، أنّ عدد الأهالي الوافدين من مدينة تل أبيض، أمس الإثنين، إلى مدينة الرقة، وصل لنحو ألفي شخص، مع توقع بارتفاع عدد النازحين، خلال الأيام المقبلة، خاصة بحال بدء العمل العسكري.
ووصل عدد سكان تل أبيض، إلى نحو 120 ألفاً قبل انطلاق الثورة السورية عام 2011، بعدما بلغ عدد السكان فيها 52 ألفاً قبل الثورة. وسقطت بيد تنظيم "داعش" في يونيو/ حزيران عام 2014، لتسيطر عليها مليشيا "قوات سورية الديمقراطية" في منتصف يونيو/ حزيران من عام 2015.