وفي المكان عينه، حمل جرار زراعي، مجسمًا كبيرًا لـ13 عامًا مرت على انطلاق المقاومة الشعبية في بلعين ضد جدار الفصل العنصري، ومصادرة أراضي القرية لصالح الاستيطان، وانطلق باتجاه الجدار، في رسالة باستمرار فعاليات المقاومة الشعبية حتى زوال الجدار والاحتلال.
وحمل مجسم السنوات الثلاث عشرة في مقاومة بلعين، سياجًا فاصلًا ليعبر عن جدار الفصل، وقنابل الغاز التي يطلقها جنود الاحتلال باتجاه المتظاهرين، بينما حملت تلك القنابل ورودًا، في رسالة للعالم بأن الشعب الذي يقبع تحت الاحتلال يستحق أن ينعم بالحياة.
وشارك في مسيرة بلعين المركزية، في الذكرى الثالثة عشرة لانطلاقتها، قادة من فصائل العمل الوطني الفلسطيني، ونشطاء من مختلف قرى وبلدات الضفة المحتلة، في الوقت الذي أطلق فيه أطفال بالونات خلف الجدار، تحمل صور شهداء وأسرى المقاومة الشعبية على مدار سنوات مضت.
وهاجم جنود الاحتلال الإسرائيلي المشاركين في المسيرة بقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة أربعة شبان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، إضافة إلى عدد من الإصابات بحالات الاختناق، كما أضيب آخرون بقنابل الغاز بشكل مباشر في أجسادهم، من بينهم المصور الصحافي عصام الريماوي، ومتضامن أجنبي أصيب في رأسه، إضافة إلى اعتقال متضامن آخر.
وقدمت بلعين، خلال سنواتها الثلاث عشرة في مقاومة الجدار، شهيدين، وأكثر من ألف جريح، وأكثر من 300 معتقل، إضافة إلى أنها استطاعت استعادة نحو 1200 دونم من أراضيها التي صودرت لصالح بناء الجدار والاستيطان من أصل 2300 دونم، في الوقت الذي منعت فيه إقامة أكثر من 1500 وحدة استيطانية على أراضيها.
وأكد أهالي بلعين، في مسيرتهم اليوم، إصرارهم على الاستمرار في مقاومتهم الشعبية ضد الاحتلال حتى دحره عن أراضيهم، واستعادة ما تبقى تحت سيطرته، وتعميم تلك التجربة، كون قريتهم أصبحت رمزًا من رموز المقاومة الشعبية في الضفة الغربية المحتلة.
المسيرات الأسبوعية
وخلال المسيرات التي تنطلق بشكل أسبوعي في مناطق مختلفة من الضفة، رفضًا للجدار والاستيطان، أصيب العشرات من الفلسطينيين، بحالات الاختناق، ظهر اليوم، بعد قمع جنود الاحتلال لها.
وفي قرية كفر قدوم، شرقي مدينة قلقيلية، شمالي الضفة، أصيب العشرات بحالات الاختناق، خلال مهاجمة جنود الاحتلال لأهالي القرية، الذين خرجوا في مسيرتهم الأسبوعية احتجاجًا على استمرار قوات الاحتلال بإغلاق مدخل قريتهم الرئيسي منذ اندلاع أحداث الانتفاضة الفلسطينية الثانية مطلع عام 2000.
بينما أصيب العشرات من أهالي قرية الولجة، غربي مدينة القدس المحتلة، بحالات الاختناق، إثر المواجهات التي اندلعت بعد خروج الأهالي في مسيرة احتجاجية على إطلاق مستوطنة "هارغيلو"، المقامة على أراضي القرية، مياه الصرف الصحي باتجاه الشارع الرئيسي والمنازل المحاذية له.
وفي القدس أيضًا، واصل أهالي بلدة العيساوية، شمالي المدينة، إقامة صلاة الجمعة على المدخل الرئيسي للبلدة، احتجاجًا على اعتداءات جيش الاحتلال المتواصلة بحقهم.
وفي سياق استمرار التظاهرات الشعبية الرافضة لقرار ترامب، اندلعت مواجهات عند مدخل مدينة رام الله الشمالي، بالقرب من حاجز "بيت ايل" العسكري، أصيب خلالها العشرات من الشبان بحالات الاختناق، جراء استنشاقهم للغاز المسيل للدموع.
كما اندلعت مواجهات مماثلة عند فترق بلدة بيتا، جنوبي مدينة نابلس، لحظة إعلانها منطقة عسكرية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي. كذلك اندلعت المواجهات في بلدة تقوع، شرقي مدينة بيت لحم، وفي منطقة باب الزاوية، وسط مدينة الخليل، وعند المدخل الشمالي لمدينة أريحا.