أهالي القائم غرب الأنبار ينزحون باتجاه سورية

02 اغسطس 2015
دمار هائل وعشرات الضحايا في الأنبار(فرانس برس)
+ الخط -
بدأت عائلات عراقية من مدينة القائم الحدودية غرب الأنبار (450 كلم شمال غرب العاصمة بغداد) بالنزوح إلى داخل الأراضي السورية المحاذية، هرباً من كثافة القصف الجوي للطيران العراقي على المدينة، والذي راح ضحيته عشرات القتلى والجرحى من المدنيين.


وبحكم محاذاة مدينة القائم للحدود السورية، والأراضي التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة، وجدوا وجهةً جديدة لإنقاذ أطفالهم من القصف الكثيف للطيران العراقي على المدينة، في مدن سورية تشهد قصفاً أقل كثافة من قبل الطيران السوري، بحسبهم.

ويكشف عادل الكربولي، أحد وجهاء القائم الحدودية، لـ"العربي الجديد" عن "إبادة عائلات بأكملها من قبل الطيران العراقي خلال الأسبوع الماضي، نتيجة القصف المكثف للطائرات العراقية والإيرانية على أحياء المدينة بشكل عنيف جداً، أسفر عن مقتل وجرح العشرات، فيما يصارع أهالي المدينة الوقت لانتشال الجثث من تحت أنقاض المنازل المهدمة، خشية قصفهم من قبل الطائرات العراقية التي لا تفرق بين مسلح أو مدني".

ويتابع الكربولي "بدأت العديد من العائلات في القائم بالنزوح إلى داخل الأراضي السورية، التي تشهد قصفاً أقل كثافة من الطيران السوري مقارنة بحال مدينة القائم التي تقصفها الطائرات العراقية وحتى السورية أحياناً بشكل مستمر ليلاً ونهاراً، ومن المعروف أنَّ الأراضي التي توجهوا إليها لا تقع تحت سيطرة النظام السوري".


وشهدت القائم نزوح عشرات العائلات إليها من مدن الفلوجة والرمادي والبلدات التابعة لهما مع بداية العمليات العسكرية على محافظة الأنبار قبل عام ونصف العام، كونها كانت مستقرة نسبياً. لكن القصف الكثيف للطيران العراقي أجبر تلك العائلات على البحث عن بلدات أكثر أمناً داخل الأراضي السورية لصعوبة الوصول إلى مدن خارج المحافظة.

وقال مصطفى العبيدي من أهالي القائم لـ"العربي الجديد" إنَّ كثافة القصف الجوي للطيران العراقي على الأحياء السكنية أجبر الكثير من العائلات على النزوح مجدداً من المدينة، ولصعوبة الوصول إلى مدن أو بلدات داخل أو خارج الأنبار ضمن حدود العراق لبعد المسافة ومخاطر الطريق واستمرار القصف، وجدت تلك العائلات في الأراضي السورية القريبة جداً ملاذاً لها".

وتقع بلدة القائم أقصى غرب العراق على الحدود السورية، وتضم أكثر من 50 قرية، وتعتبر من المدن التجارية بحجم محاذاتها للحدود السورية، ويقع فيها أحد أهم المعابر الحدودية مع سورية، وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" عليها قبل أكثر من عام.

ويوضح المحلل الأمني عبد السميع الدليمي أنَّ "لجوء أهالي القائم إلى الأراضي السورية التي تشهد قصفاً أقل كثافة من القائم، يفسّر حجم الكارثة الإنسانية التي يمر بها أهالي الأنبار عموماً، فالطيران الحربي العراقي يقصف كل شيء ولا يفرق بين مواقع المسلحين ومنازل المواطنين العزّل، فالصواريخ والبراميل المتفجرة تنهال على الأحياء السكنية بلا رحمه وتقتل العشرات من المدنيين، ليخرج علينا متحدث باسم الحكومة العراقية ويقول أن طائراتهم قتلت عشرات الدواعش وهم في الحقيقة عشرات النساء والأطفال العزل".

ويتابع "تنظيم "الدولة" أزال الحدود وفتح الطرق أمام المسافرين بين العراق وسورية، فوجد أهالي القائم في الأراضي السورية مناطق آمنة نسبياً، إذا ما علمنا أنّ غارات الطيران السوري أقل كثافة على تلك المناطق. ولا ننسى أنَّ الأراضي السورية أقرب بكثير لهم من مدن عراقية أخرى داخل أو خارج الأنبار".

ويتهم مراقبون الحكومة العراقية بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية بحق المدنيين في الأنبار عبر قصف البلدات والأحياء السكنية بالبراميل المتفجرة والصواريخ والمدفعية الثقيلة وصواريخ أرض أرض متوسطة المدى، ما يفسر عدم اهتمام الحكومة العراقية بالنازحين، وتركهم في العراق يواجهون الموت.

اقرأ أيضاً:تفاقم أزمة نازحي الأنبار في العاصمة العراقية

المساهمون