بكلّ واحدة من يدَيها الصغيرتَين، تمسك الفتاة بشمعة أضاءها لها والدها. تمسك بشمعتَيها وقد ارتدت فستاناً ومعطفاً جديدَين واعتمرت قبّعة خاصة بالعيد. هي كانت تشارك مع عائلتها في احتفال بمناسبة حلول رأس سنة 2017 في العاصمة العراقيّة بغداد، حين التقط مراسل "وكالة فرانس برس" صباح أرار صورتها.
على وجهها، رسمت إحدى المشاركات في تنظيم الحفل وجنتَين حمراوَين وشوارب قطّة سوداء، ودائرة على أنفها لوّنتها كذلك بالأحمر. كلّ الأطفال الذين كانوا يشاركون في ذلك الحفل لوداع سنة 2016، لُوّنت وجوههم وإن اختلفت الأشكال. الرسم على الوجوه من آخر الصرعات. قليل فقط يفرح قلوب الصغار. يشعرون بأنّهم مختلفون ومتميّزون.
الرسم على الوجوه لم يُحصَر بالأطفال العراقيّين المحتفلين في بغداد، في وداع 2016. صغار عراقيّون نزحوا من شمال الموصل، حاول بعض المتطوّعين التخفيف عنهم من خلال الألوان. هؤلاء لم يعرفوا أنّ ثمّة عيداً في الأجواء، إلا أنّهم ظهروا مع دوائر حمراء على أنوفهم. هذا ما وثّقته صور مراسل وكالة "فرانس برس" صافين حامد. هو التقط صوراً لعدد من هؤلاء الأطفال في مخيّم حسن شام للنازحين، شرقيّ إربيل. لم يشأ أن يوثّق بؤسهم في وحول المخيّم هذه المرّة، بل ابتساماتهم وفرحتهم بالألوان على وجوههم.
أربعمائة وعشرة كيلومترات تقريباً تفصل ما بين بغداد والموصل. أربعمائة وعشرة كيلومترات تقريباً تفصل ما بين أطفال عراقيّين اختلفت ظروفهم، فيما تجمع بينهم الأنوف الحمراء.