وقالت الخارجية، وفق ما أوردته وكالة "رويترز"، إن تركيا شددت على ضرورة خفض التوتر في محافظة إدلب، موضحة أن المسؤولين الأتراك والروس ناقشوا الاحتياطات التي يمكن اتخاذها من أجل تنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل إليها في وقت سابق بشكل كامل ووقف الانتهاكات في إدلب.
وأفادت المصادر المطلعة لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق بأن "مشروع وقف إطلاق النار الشامل، هو فرصة التفاوض الأخيرة على طاولة المفاوضات بين تركيا وروسيا، على خلفية تدهور الأوضاع في منطقة خفض التصعيد بإدلب"، دون الكشف عن تفاصيل أخرى ضمن الخطة.
وأوضحت أن تركيا "أوضحت مطالبها للجانب الروسي، وهي ابتعاد قوات النظام السوري إلى خارج حدود منطقة خفض التصعيد، وفتح الطرق الدولية بصيغة مشتركة"، مؤكدة أنه "إذا فشلت الجهود للتوافق على الخطة، فإن البديل سيكون حرباً من تركيا على النظام، وهي آخر الخيارات لدى تركيا، ولم تكن لتلجأ إليها لولا الموقف الروسي، وهو ما يضع عدة مخاطر أمام تركيا".
وحول هذه المخاطر، قالت مصادر تركية ميدانية أخرى إن "تغليب تركيا للتوافق مع روسيا يأتي بعد أن باتت نقاط المراقبة التركية محاصرة، وإجلاؤها ليس بالأمر السهل، ما يضع حياة مئات الجنود الأتراك في خطر كبير، فالتوافق مع روسيا يجنب المنطقة مواجهات أكبر".
وتواصل قوات النظام تقدمها، مدعومة بروسيا والمليشيات الإيرانية، في ريف حلب الغربي بعد تقدم كبير بريف إدلب في الأيام السابقة، مقابل مواصلة القوات التركية إنشاء نقاط عسكرية واستقدام تعزيزات للمنطقة، تحضيراً للتطورات المقبلة.
دورية تركية روسية مشتركة
إلى ذلك، سيّر الجيش التركي، اليوم الإثنين، دورية مشتركة مع القوات الروسية في ريف الحسكة، وذلك بعد قرابة شهر من توقف الدوريات المشتركة، في ظل عدم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين حول هجوم النظام على ريفَي إدلب وحلب.
وتحدثت مصادر مقربة من مليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) عن تسيير دورية روسية تركية مشتركة في منطقة الدرباسية بريف الحسكة الشمالي.
وسيّر الطرفان في وقت سابق دوريات عدة بالمنطقة، بناء على تفاهمات تمّت بين الطرفين العام الماضي، عقب هجوم تركي على مليشيا "قوات سورية الديمقراطية".
وتحدثت المصادر ذاتها عن وقوع قصف متبادل بين القوات الروسية و"الجيش الوطني السوري" في محور ناحية شيراوا بريف حلب الشمالي. وأضافت أن قصفاً روسياً طاول قرية كباشين التابعة لعفرين في ريف حلب، والتي تخضع لسيطرة "الجيش الوطني السوري" والجيش التركي، قابلها "الجيش الوطني السوري" بقصف على مصادر النيران وعلى قوات النظام في قريتي كالوتة وباشمرة.
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، اليوم الاثنين، إن موسكو ستواصل دعمها لعمليات قوات النظام السوري في منطقة إدلب، شمال غربي سورية.
وجاء ذلك، وفق موقع "روسيا اليوم"، رداً على ما قاله الرئيس الأميركي دونالد ترامب في محادثته الهاتفية الأخيرة مع الرئيس التركي رجب أردوغان، وتعبيره عن رغبته في رؤية وقف دعم روسيا لـ"نظام الأسد" في سورية.
وأوضح المتحدث باسم البيت الأبيض جود دير، تعقيباً على الاتصال الهاتفي بين الرئيسين، أن "ترامب قال لنظيره التركي إن الولايات المتحدة ترغب في أن تتوقف روسيا عن دعم الفظائع التي يرتكبها نظام الأسد في إدلب".