وعلّق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على عملية "غصن الزيتون" في عفرين، قائلاً إن "العمليات العسكرية تتواصل بنجاح والجيش التركي والجيش السوري الحر يسيطران على منطقة عفرين بشكل تدريجي".
وقال أردوغان، خلال كلمة ألقاها في القصر الرئاسي بأنقرة، اليوم الأربعاء، إن الإدارة الأميركية السابقة بقيادة باراك أوباما خدعت بلاده خلال عملية مدينة منبج، إذ إنها لم تلتزم بسحب مليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي(الجناح السوري للعمال الكردستاني) لشرق الفرات، مشدداً في الوقت نفسه، على مواصلة "إفساد كافة المؤامرات على طول حدودنا بدءاً من منبج".
وأوضح، في هذا السياق، أن "لا أطماع لنا في الأراضي السورية، ما يهمنا هو تأسيس العدالة وضمان عودة 3.5 ملايين سوري يعيشون في تركيا إلى أراضيهم".
من جهة ثانية، أشار أردوغان إلى أن خسائر الجيش السوري الحر والقوات التركية المشاركة في العملية لم تتجاوز الثمانية، بينما قتل من مليشيات الاتحاد الديمقراطي 268 مقاتلا.
تركيا تحارب "الإرهاب"
بدوره، قال متحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن، في تصريح إعلامي أمس الثلاثاء، إنه لا يمكن لأحد أن يعارض حجة القضاء على العناصر الإرهابية، في الأراضي السورية.
وحول تصريحات وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس التي قال فيها إن عملية "غصن الزيتون" أثرت سلباً على الحرب ضد "داعش"، أكد قالن أن تلك التصريحات لا تعكس الحقائق على الأرض، مضيفاً أنها "حجة مبنية لإقناع الرأي العام الأميركي والغربي، ولا تمت للحقائق الميدانية بصلة".
وفي رد على سؤال حول كيفية دعم روسيا للعملية، أشار قالن إلى أنه "لا توجد هناك أجندة سرية، ولا يوجد هناك شيء من قبيل "خذوا عفرين واعطوا إدلب".
كما أكد أن إدلب تم الاتفاق حولها في محادثات أستانة، وكذلك الاتفاق على تشكيل 12 نقطة مراقبة تركية فيها، تم تشكيل 3 منها إلى الآن.
من جهةٍ أخرى، أكد المتحدث الرئاسي أن "تواصل بلاده مع نظام الأسد أمر غير وارد"، مشدداً على أنه "لا يمكن لظالم أراق دماء شعبه أن يساهم في إنشاء مستقبلٍ لسورية". وأضاف "عندما نتحدث عن مرحلة انتقال سياسي، تبقى مسألة بقاء الأسد خارج هذا المشهد، وقد أكّد ذلك الرئيس أردوغان عدّة مرات".إلى ذلك، أشار إلى أن اختلاف تركيا مع روسيا وإيران حول مستقبل الأسد، لا يعني عدم وجود إمكانية للعمل في القضايا الأخرى التي تم التفاهم عليها خلال الآونة الأخيرة.
ولفت إلى أن إيران جارة مهمة بالنسبة لتركيا، ولكن هذا الأمر لا يعني أن تتوافق معها في جميع القضايا، وكذلك الأمر بالنسبة إلى روسيا التي تعد جارة وشريكة هامة في التجارة والطاقة.
من جهته، قال، نائب رئيس الوزراء التركي، حقان جاويش أوغلو، في تصريح تلفزيوني، مساء الثلاثاء، إن عملية "غصن الزيتون"، "تسير حاليًا بالشكل المخطط له، وناجحة للغاية في تحقيق أهدافها".
وشدد على أن العملية "الهدف الرئيس منها محاربة الإرهاب، الذي يهدد الحدود الجنوبية التركية، والحيلولة دون تشكيل ممر إرهابي هناك".
تصريحات روسيا "ليست مفيدة"
وفي السياق، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، خلال الموجز الصحافي، أمس الثلاثاء، من واشنطن، إنّ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يعتزم الاتصال هاتفياً بنظيره التركي، رجب طيب أردوغان؛ لتناول آخر تطورات الأوضاع بسورية.
وأعربت المسؤولة الأميركية عن أملها في "خفض التوتر في سورية"، وذلك في معرض ردّها على سؤال حول عملية "غصن الزيتون".
إلى ذلك، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، هيذر ناورت إن تصريحات روسيا بشأن عملية "غصن الزيتون"، "ليست مفيدة فحسب، بل تمثل نوعاً من الدعاية، فهي تهدف لتوسيع الفرقة بين عضوين (تركيا وأميركا) بحلف شمال الأطلسي(ناتو)".
وكانت روسيا قد صرّحت في وقت سابق، أن "شحنات أسلحة أميركية حديثة (وجهت إلى سورية) هي التي دفعت تركيا لإطلاق عملية غصن الزيتون" يوم السبت الماضي.
ولفتت ناورت إلى أنّ وزيري خارجية الولايات المتحدة الأميركية، ريكس تيلرسون، وتركيا مولود جاووش أوغلو، أجريا مباحثات "جدية للغاية وصريحة" حول العملية المذكورة.
وأضافت "لدينا مخاوف جدية للغاية، وخير دليل على ذلك أنه أُجريت حتى الآن 3 اتصالات هاتفية (بين مسؤولين أميركيين ونظراء أتراك)".
كما لفتت المتحدثة الأميركية إلى أن "عفرين كانت في السابق تعتبر منطقة مستقرة، أما الآن فهي ليست كذلك. لدينا مخاوف جدية للغاية. وعلى الجميع أن يتوجه لمحاربة داعش".
وشددت على أن مسألة "عفرين باتت تمثل واحدة من أهم القضايا الرئيسية المدرجة على أجندة اهتمامات وزير الخارجية تيلرسون".
(الأناضول، العربي الجديد)