لا يجد الأطباء في مناطق الصراع العربية المستلزمات الطبية، ويعانون مثل مرضاهم شحّ الدواء، لكنهم يواصلون العمل بدأب، أملاً في إنقاذ حياة إنسان، كجزء من رسالتهم الإنسانية والمهنية.
في حلب التي تقبع تحت حصار خانق ويعيش أهلها تحت قصف شبه متواصل، لم يعد الأطباء يتنصّلون من قيامهم بفصل أجهزة التنفس الاصطناعي عن المرضى الميؤوس من شفائهم، هم أنفسهم باتوا في أعقاب كل قصف يقرّرون معالجة من يأملون إمكانية نجاتهم، وليس كل المصابين، وهكذا الأمر تقريباً في باقي المناطق الساخنة في سورية.
في اليمن لا تجد المستشفيات المحدودة العدد والإمكانيات المستلزمات الأولية للعلاج، ويموت المرضى والمصابون لعدم توفر الأدوية الأساسية، كما يتعرّض الأطباء ومرضاهم بشكل متكرّر للقتل والاعتقال والتنكيل.
كل تلك الفواجع التي لا يمكن تقبلها باتت روتيناً يومياً في تلك المناطق العربية المنكوبة، لكن الأدهى أن يتكرّر قصف المستشفيات، وأن يقتل المرضى بقذائف تطلقها جهات الصراع ومن يدعمها بلا سبب ودون تحذير، وأن تقتل تلك القذائف الكادر الطبي أيضاً، أو تُحوّل الأطباء إلى مصابين.
كانت مديرة منظمة "أطباء بلا حدود" غاية في الصراحة في كلمتها أمام مجلس الأمن، أمس الأول، حين اتهمت 4 أعضاء من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن بالمشاركة أو على الأقل المسؤولية عن الهجمات التي تطاول المستشفيات في مناطق الصراع.
قالت الطبيبة جوان ليو: "إن مهاجمة المستشفيات والعاملين الطبيين هو خط أحمر غير قابل للمناقشة. يجب وضع القواعد لهذا الأمر بشروط واضحة وبسيطة في كافة الكتيبات الإرشادية العسكرية، وقواعد الاشتباك والإجراءات التشغيلية الموحدة".
تعرف الطبيبة المتطوعة تمام العلم أن كلامها لن يغير من الواقع شيئاً، وأن جرائم الحرب التي تدمّر المستشفيات وتقتل العاملين فيها والمرضى المترددين عليها لن تتوقف، هي نفسها ذكّرت من حضروا كلمتها بقصف قوات أميركية قبل عام لمستشفى أطباء بلا حدود في أفغانستان، والتي قتل فيها 42 مريضاً ومعالجاً، كما ذكّرتهم بالقصف الأخير لقافلة الأمم المتحدة الإنسانية في سورية، وغيرها، وهي جرائم لم يتم معاقبة أحد عليها.
يزعم هؤلاء أنهم ينتمون إلى العالم المتحضّر، وتزعم الأمم المتحدة أنها لكل البشر، بينما الواقع أن عدداً محدوداً من الدول المتورطة، تتحكم في كل القرارات؛ يمكنها وحدها أن توقف القصف أو تسمح بتواصله، أن توقف الصراع أو تمدده.
يبقى أن البشر يموتون يومياً تحت سمع وبصر العالم؛ حتى أن من يحاولون إنقاذ حياتهم من الأطباء يموتون معهم.
اقــرأ أيضاً
في حلب التي تقبع تحت حصار خانق ويعيش أهلها تحت قصف شبه متواصل، لم يعد الأطباء يتنصّلون من قيامهم بفصل أجهزة التنفس الاصطناعي عن المرضى الميؤوس من شفائهم، هم أنفسهم باتوا في أعقاب كل قصف يقرّرون معالجة من يأملون إمكانية نجاتهم، وليس كل المصابين، وهكذا الأمر تقريباً في باقي المناطق الساخنة في سورية.
في اليمن لا تجد المستشفيات المحدودة العدد والإمكانيات المستلزمات الأولية للعلاج، ويموت المرضى والمصابون لعدم توفر الأدوية الأساسية، كما يتعرّض الأطباء ومرضاهم بشكل متكرّر للقتل والاعتقال والتنكيل.
كل تلك الفواجع التي لا يمكن تقبلها باتت روتيناً يومياً في تلك المناطق العربية المنكوبة، لكن الأدهى أن يتكرّر قصف المستشفيات، وأن يقتل المرضى بقذائف تطلقها جهات الصراع ومن يدعمها بلا سبب ودون تحذير، وأن تقتل تلك القذائف الكادر الطبي أيضاً، أو تُحوّل الأطباء إلى مصابين.
كانت مديرة منظمة "أطباء بلا حدود" غاية في الصراحة في كلمتها أمام مجلس الأمن، أمس الأول، حين اتهمت 4 أعضاء من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن بالمشاركة أو على الأقل المسؤولية عن الهجمات التي تطاول المستشفيات في مناطق الصراع.
قالت الطبيبة جوان ليو: "إن مهاجمة المستشفيات والعاملين الطبيين هو خط أحمر غير قابل للمناقشة. يجب وضع القواعد لهذا الأمر بشروط واضحة وبسيطة في كافة الكتيبات الإرشادية العسكرية، وقواعد الاشتباك والإجراءات التشغيلية الموحدة".
تعرف الطبيبة المتطوعة تمام العلم أن كلامها لن يغير من الواقع شيئاً، وأن جرائم الحرب التي تدمّر المستشفيات وتقتل العاملين فيها والمرضى المترددين عليها لن تتوقف، هي نفسها ذكّرت من حضروا كلمتها بقصف قوات أميركية قبل عام لمستشفى أطباء بلا حدود في أفغانستان، والتي قتل فيها 42 مريضاً ومعالجاً، كما ذكّرتهم بالقصف الأخير لقافلة الأمم المتحدة الإنسانية في سورية، وغيرها، وهي جرائم لم يتم معاقبة أحد عليها.
يزعم هؤلاء أنهم ينتمون إلى العالم المتحضّر، وتزعم الأمم المتحدة أنها لكل البشر، بينما الواقع أن عدداً محدوداً من الدول المتورطة، تتحكم في كل القرارات؛ يمكنها وحدها أن توقف القصف أو تسمح بتواصله، أن توقف الصراع أو تمدده.
يبقى أن البشر يموتون يومياً تحت سمع وبصر العالم؛ حتى أن من يحاولون إنقاذ حياتهم من الأطباء يموتون معهم.