بدأت إدارة المرور السعودية في تطبيق قانون السير الجديد لا سيما البنود الخاصة بمخالفات السير، قبل شهر من الموعد الرسمي لتطبيق الأنظمة الجديدة المحدّد في مطلع ديسمبر/ كانون الأول المقبل. في القانون المعدّ، رُفعت غرامة تجاوز الإشارة الحمراء إلى 1600 دولار أميركي، ومثلها غرامة تجاوز حافلات نقل تلاميذ المدارس. كذلك، أصبح لزاماً على ركاب السيارة ربط حزام الأمان وإلا نظم في بحقّهم محضر ضبط. أمّا غرامة استخدام الهاتف الجوال أثناء القيادة، فوصل إلى 400 دولار في حين لم يكن يتجاوز 40 دولاراً.
ويبقى الأهمّ تطبيق القوانين والأنظمة الجديدة الخاصة بـ"التفحيط". فالمفحّط تُحجز مركبته عند المخالفة الثالثة، مع غرامة مالية تقدر بنحو 16 ألف دولار، بالإضافة إلى إحالته إلى المحكمة المختصة للنظر في مصادرة المركبة أو تغريمه بقيمة المثل للمركبة المستأجرة أو المسروقة وسجنه.
تجدر الإشارة إلى أنّ إدارة المرور السعودية كانت قد بدأت بتطبيق الحزمة الأولى من القوانين الجديدة التي تشمل مخالفات من قبيل التجاوز من جهة اليمين والوقوف الخاطئ والقيادة المتهوّرة، في مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وتأتي الحملة المرورية الجديدة ورفع قيمة المخالفات بهدف وضع حدّ لتزايد الحوادث المرورية الكبير في السنوات الماضية. وقد أعاد خبراء ذلك التزايد، إلى التهاون الشديد في تطبيق الأنظمة المرورية، خصوصاً تجاوز الإشارة الحمراء، والسرعة الجنونية، وعدم ربط حزام الأمان. وبحسب تقارير مرورية رسمية، وقع في العام الماضي 518 ألفاً و795 حادث مرور، وقد تسبب ذلك في وفاة ثمانية آلاف و63 شخصاً وجرح 36 ألفاً و303 أشخاص آخرين. وقد سجّلت الرياض أكبر عدد من الحوادث المرورية، تليها مكّة، ثم المنطقة الشرقية. أمّا مكّة، فقد سجّلت أكبر عدد من الجرحى والمتوفين بسبب تلك الحوادث، على الرغم من أنّها تحل ثانية لجهة عدد الحوادث.
في هذا السياق، يتوقّع الخبير في السلامة المرورية محمد العسيري أن "تجبر هذه المخالفات الجديدة السائقين المتهوّرين على الالتزام بالقواعد المرورية". ويقول لـ "العربي الجديد" إنّ "الأهم هو وجود رجال المرور في الميدان. فهذه التعديلات سوف تبقى حبراً على ورق إن كنّا نكتفي بتطبيقها عبر كاميرات الرصد الآلي ونتجاهل أهمية رجال المرور على الأرض". يضيف أنّ "الهدف هو تقليل الحوادث من خلال تحذير السائقين، وليس التربّص بهم لتنظيم محاضر ضبط بحقهم بعد وقوع المخالفة". ويشدّد العسيري على "ضرورة ألا يكون الهدف مادياً فقط، من خلال رفع قيمة تلك الغرامات، من دون الحرص على أن تأتي رادعة. فقد وصل معدّل الحوادث المرورية إلى 60 حادثاً خطيراً في الساعة الواحدة، فيما يتضرر أكثر من 44 ألف سنوياً بين قتيل ومصاب". ويوضح أنّ "هذا المعدّل مرتفع جداً على المستوى العالمي، إذ أخذنا في الاعتبار عدد السيارات في البلاد الذي لا يتجاوز 18 مليون سيارة فقط. إلى ذلك، تبيّن الأرقام أنّ ثلاثة في المائة من السائقين في السعودية يرتكبون الحوادث التي تتسبب في إصابات ووفيات".