أنسنة في اتجاه واحد

15 مارس 2015
نور الدين ضيف الله / المغرب
+ الخط -

في أحد لقاءاته، قال منير بشير مرّة: يستطيع عازف العود أن يُقدِّم على آلته موسيقى غربية، لكن هل عليّ أن أبرهن للآخر قدرات آلتي في عزف موسيقاه؟ هل عليّ أن أعرّفه إلى نفسه أم إلى موسيقاي وهويتي؟

نتذكر كلام الموسيقار العراقي الراحل كلّما اصطدمنا بعبارة نسمعها تردّد كثيراً، باتت من الكليشيهات التي ترد في سياق ادّعاءات الأنسنة: "الموسيقى لغة إنسانية يفهمها الجميع بغضّ النظر عن أصلِها".

قد نتلمّس في هذه العبارة شيئاً من الصحة، لكن معظم السياقات التي ترد فيها غالباً هي سياقات ادّعاء. الموسيقى تصبح لغة إنسانيّة حين تكون فعلاً ثقافيّاً يعبّر عن هُويّة مجتمع وتاريخه وراهنه، ليس من خلال استيرادها أو تصديرها.

ثمّ إن كانت حقّاً هي لغة إنسانية وفق تلك المزاعم، فلماذا يلجأ أغلب الموسيقيين الآن إلى أنماط غربية في معظمها؟ ولعلّ انتشار الرّوك في عالمنا العربي خير مثال.

لماذا لا نلجأ إلى الـ"راغا" الهندية مثلاً ونستثمرها في قوالبنا الموسيقية؟ ماذا نعرف عن الموسيقى اليابانية؟ هكذا، لم تعُد المسألة تتعلّق بـ"إنسانية" الموسيقى، بل يبدو أنّها مُرتبطة بهيمنة العولمة والوجبات سريعة الاستهلاك.

دلالات
المساهمون