أندريا بيرلو..مايسترو أوركسترا الوسط

في مثل هذا اليوم من عام 1979 ولد أندريا بيرلو، في مدينة فليرو، وهناك بدأت مسيرته مع فريق المدينة، لكنه لم يُطل البقاء فغادر موسم 1994-1995 إلى نادي بريشيا، وشارك في أول مباراة رسمية له ضد ريجينا، وحينها لم يكن عمره يتجاوز الـ16 عاماً، فقرر نادي إنتر التعاقد معه، لكن الأمور لم تسر على ما يرام. 

لازم بيرلو مقاعد البدلاء، وأعير بعدها إلى فريقي ريجينا وبريشيا، لكن في ليلة تاريخية انتقل إلى القطب الآخر في المدينة "ميلان"، ليكتب أندريا فصول قصة ملحمية في عام 2001، تحت قيادة المدرب الإيطالي، كارلو أنشيلوتي، فوظّف بيرلو بأفضل طريقة ممكنة، وصنع منه نجماً لا يمكن أن يتكرر، لا سيما في صناعة اللعب والتمريرات الحاسمة والطويلة لزملائه.

في تلك الحقبة التي تواجد فيها المايسترو الإيطالي في الروسونيري توّج بالكثير من الألقاب.

فاز أفضل لاعبي الوسط خلال تلك الفترة ببطولة الدوري الإيطالي مرتين، الأولى عند وصوله والثانية قبل رحيله في 2011، كما توّج بلقب دوري الأبطال مرتين، إلى جانب العملاق، باولو مالديني، ففي المرة الأولى كان الفوز على حساب يوفنتوس، وبعدها عاش بيرلو خيبة أمل إسطنبول، عندما تجرّع مرارة الهزيمة من ليفربول في النهائي التاريخي في 2005، لكنه عاد وردّ الدين لجيرارد وزملائه، في نهائي 2006-2007، عندما كان سبباً رئيسياً في تحقيق اللقب، كما فاز بلقب كأس العالم للأندية مرة واحدة، وكأس السوبر الأوروبية مرتين، بالإضافة إلى كأس إيطاليا.

قرر ميلان بعدها التفريط في بيرلو حين انتقل إلى نادي يوفنتوس، فعاد وتوهج ثانية، وبات ركيزة في خط الوسط، ففاز بأربعة ألقاب متتالية في الكالتشو منذ وصوله حتى رحيله، وكذلك فاز بالكأس الإيطالية مرة واحدة، والسوبر الإيطالي في مناسبتين، وكان قريباً من تحقيق إنجاز كبير، يضاف إلى مسيرته الزاخرة بالألقاب، لكنه سقط أمام برشلونة في نهائي دوري الأبطال في الموسم الماضي.

على الصعيد الدولي مع منتخب بلاده إيطاليا، بدأ بيرلو المشاركة في التشكيلة الأساسية عام 2004، وأطلق عليه لقب المهندس، وفي عام 2006 وبعد فضيحة كالتشو بولي، الشهيرة في الدوري الإيطالي، دخل بيرلو برفقة زملائه المونديال في ألمانيا بحالة صعبة، لكنهم قلبوا التوقعات، ووصلوا إلى النهائي وهزموا فرنسا، وقد نرى بيرلو في المنتخب الذي سيشارك في يورو 2016 بعد إصابة كلاوديو ماركيزيو وماركو فيراتي.