الأمير البريطاني أندرو يلجأ للتبريرات لنفي اتهامه بإقامة علاقة جنسية مع قاصر

17 نوفمبر 2019
تبريرات الأمير أندرو لم تكن مقنعة (دان كيتوود/Getty)
+ الخط -

لا تزال قضية اتّهام الأمير أندرو، الابن الثاني لملكة بريطانيا، مثار جدل في البلاد التي تفرض قوانين صارمة على الجرائم الجنسية، وتعاقب مرتكبيها أحيانا من دون الحاجة إلى أدلّة دامغة تثبت تورّطهم.

وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية أذيعت مساء السبت، تعرّض الأمير أندرو لانتقادات حول علاقته المثيرة للجدل مع الأميركي جيفري إبستين المدان بارتكاب جرائم جنسية مع قاصرين؛ الأمر الذي اضطره إلى دفاع متعثر ومتناقض في كثير من الأحيان، عن هذه الصداقة التي اعترف بأنها أصبحت "قرحة مستمرة" لعائلته.

وفي ما بدا كأنه استجواب من قبل مذيعة "بي بي سي"، إميلي مايتليس، اعترف أندرو أن الفضيحة أصبحت "مشكلة صحة عقلية تقريبًا"، مشيرا إلى أنها تزعجه منذ سنوات.

وعلقت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية بأنّ الأمير أصرّ طوال الوقت أثناء المقابلة، على أنه لم يكن جزءًا من أية "أنشطة غريبة"، وسعى إلى إقناع المشاهدين بأنّه لم يكن هناك أي سبب يدفعه للاشتباه بأن إبستين كان يفعل أي شيء خاطئ.

واعترف الأمير في نهاية المقابلة بأن حكمه أو رؤيته للأمور آنذاك كانت خاطئة، ولكنه أصرّ على أن الملكة إليزابيث لم تتضرّر من سلوكه، وأوضح أنه ليس لديه أي رسالة يبعثها إلى فرجينيا جيوفري، المعروفة باسم فرجينيا روبرتس سابقًا، وهي المرأة الأميركية التي تدّعي أنها تلقّت أوامر من إبستاين لممارسة الجنس مع أندرو، عندما كانت تبلغ من العمر 17 سنة فقط.

ووصفت الصحيفة حالة الأمير خلال المقابلة، بأنّ "الابن الثاني لملكة بريطانيا كان يجلس بعصبية على كرسي بذراعين في قصر باكنغهام، ليناقش الحالة الطبية الخاصة التي منعته، على ما يبدو، من التعرق"، وكيف أنه دعا إبستين إلى قلعة وندسور لحضور حفل عيد ميلاد ابنته، الأميرة بياتريس، الثامن عشر.

وأشارت إلى أنّ الأمير أكّد مرارًا وتكرارًا، أنّه لا يتذكر أنه قابل السيدة جيوفري على الإطلاق، لكنّه بعد عدد من الأسئلة أجاب "لا أعرف إذا كنت قد قابلتها. لكن لا أتذكّر أنّني قابلتها".

وعندما سألته مايتليس عن الصورة التي يظهر فيها وذراعه تحيط بجيوفري، أجاب الأمير: "لا أتذكر تلك الصورة على الإطلاق"، ولدى سؤاله عن آراء روجها أصدقاؤه بأن الصورة ربما تكون مزيفة، قال: "من الصعب للغاية إثبات ذلك، لكنني لا أتذكر الصورة".

وبعد محاولات الضغط من مايتليس حول الصورة، قال الأمير إنّه لا يعتقد أنها صورة له في لندن، لأنّه عندما يخرج في لندن يرتدي بدلة وربطة عنق. ثم كرر: "لا يمكن لأحد أن يثبت ما إذا كان قد تمّ التلاعب بتلك الصورة أم لا، لكنني لا أتذكرها على الإطلاق".


وعندما انتقلت مايتليس إلى مزاعم جيوفري، التي تقول إن أندرو كان "يتعرق بغزارة" بعد رقصه في ملهى ترامب في لندن، أجاب الأمير: "لم أكن قادراً على التعرّق في ذلك الوقت لأنني كنت أعاني من جرعة زائدة من الأدرينالين حقنت بها بعد حرب فوكلاند، بعد أن تم إطلاق النار علي. كان من المستحيل بالنسبة لي أن أتعرّق".

كما أنكر أندرو أنّه رقص مع جيوفري في ملهى ترامب، أو أنّه مارس الجنس معها بعد ذلك، وشكّك في ادعائها بأنه اشترى لها مشروبات.

وأشارت "ذا تايمز" إلى أنّه ربما كان أحد أصعب الأسئلة التي واجهها أندرو، يتعلق بقراره زيارة إبستين في نيويورك في ديسمبر/كانون الأول 2010، بعد أن قضى الأخير عقوبة السجن بتهمة التحرّش بقاصر، ولماذا يريد الأمير قضاء الوقت مع مجرم جنسي مدان؟

واعترف أندرو بأنه تساءل ضمنياً حول هذا الموضوع، لكنه أصر على أن "هدفه الوحيد" كان إخبار إبستين بأن إدانته بهذه التهمة جعلت رؤيتهما معاً غير مناسبة، وقال إنّه شعر بأنّ إبلاغ إبستين بذلك عبر الهاتف عمل جبان. لذلك اضطر إلى الذهاب لرؤيته.

وأوضح أنّه قابله في "سنترال بارك"، حيث تم تصويرهما معا، وقال إنّه، بالاتفاق المتبادل وأثناء المشي في الحديقة، قررا أن ينهيا صداقتهما. إلا أنه لم يغادر على الفور، وقضى أربعة أيام في منزل إبستين، لكنّه أوضح أنّه كان يقوم بعدد من الأمور الأخرى أثناء وجوده هناك.

وردا على سؤال ما إذا كان يندم على صداقته مع إبستين، قال الأمير البريطاني إنّ الفرص التي أتيحت له جرّاء هذه الصداقة، والأشخاص الذين قابلهم كانوا بالفعل مفيدين له، وقالت الصحيفة إنه كان أحرى به أن يجيب بأنه نادم على تلك الصداقة.

وفي كثير من الأحيان، تكفي كلمة الضحية في بريطانيا لتودي بشخص إلى السجن، خاصّة حين يتعلّق الأمر بجرائم الجنس التي مضى عليها سنوات طويلة، لكن على ما يبدو، أنّ الأمور تأخذ منحىً آخر حين توجّه التهمة إلى الأمراء.

دلالات