أنبوب نفط كندي يوقع ترودو في أزمة غير مسبوقة

14 ابريل 2018
يهدد المتعهد الأميركي للمشروع بالانسحاب (Getty)
+ الخط -
اضطر رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، في الدقيقة الأخيرة، إلى تعديل جدول زمني يتضمن مواعيد دولية مكثفة، للانصراف إلى حل أزمة سياسية نجمت من زيادة الطاقة الاستيعابية ثلاث مرات لأنبوب نفطي يمتد من ولاية الرمال النفطية في ولاية البرتا إلى مرفأ فانكوفر على المحيط الهادئ.

وسيضطر للعودة الأحد إلى أوتاوا من قمة الأميركتين التي تنتهي السبت في بيرو، وجولة في فرنسا وبريطانيا تبدأ الإثنين.

ويهدد المتعهد الأميركي للمشروع بالانسحاب، بسبب المعارضة الحادة لمقاطعة كولومبيا البريطانية؛ كبرى مدنها فانكوفر.

وهذه ضربة موجعة لرئيس الوزراء المتمسك بأنبوب "ترانس ماونتن" الذي من المتوقع أن ينقل 890 ألف برميل يومياً، بدلاً من 300 ألف حالياً.

والمشروع البالغة تكلفته 7.4 مليارات دولار كندي (4.8 مليارات يورو) وتنفذه مجموعة "كيندر مورغن" الأميركية هو في الوقت الراهن الوحيد القادر، على المدى القصير، أن يتيح للصناعة النفطية في البرتا، ثالث احتياط للنفط في العالم، بيع إنتاجها المتزايد، فيما تعمل شبكة الأنابيب الكندية بأقصى طاقتها.

لذا، فإن مقاطعة كولومبيا البريطانية التي من المفترض تحميل النفط في مرفئها على متن سفن لنقله إلى آسيا، تعارض المشروع بشدة وتنوي من جديد رفع القضية أمام القضاء، يؤازرها تحالف من خبراء البيئة ومجموعات من السكان الأصليين.

في المقابل، تهدد البرتا هذه المقاطعة المجاورة بتدابير اقتصادية انتقامية "عدائية". وسيستقبل ترودو الأحد في أوتاوا رئيسي وزراء المقاطعتين "لمناقشة المراحل المقبلة لدفع مشروع الأنبوب"، كما غرد الناطق باسمه كاميرون أحمد في "تويتر".

وعلّقت مجموعة "كيندر مورغن" التي تتخوف من تأخير جديد في المشروع الذي أُقر عام 2016، أعمال التوسيع، مطالبة بـ"الوضوح" على صعيد الأحداث اللاحقة، خصوصاً "حول إمكانية القيام بأعمال في كولومبيا البريطانية".

وأمهلت المجموعة الأميركية نفسها حتى 31 مايو/ أيار للاتفاق مع "مختلف الأطراف" في هذا الملف و"السماح للمشروع بالمضي قدماً".

وأثار رفض كولومبيا البريطانية التي تتخوّف من أن يؤدي حادث إلى تلويث سواحلها غضب حكومة البرتا التي تعتمد على استغلال النفط وتفتقر إلى الأنابيب لإرسال إنتاجها الذي يشهد ازدياداً مطرداً.

وتسعى الصناعة النفطية الكندية إلى بناء أنابيب جديدة، خصوصاً في اتجاه المقاطعات الشرقية (اونتاريو وكيبك والمقاطعات البحرية).

وإذا لم يتحقق ذلك، تجد كندا، سابع منتج للنفط في العالم من خلال 3.9 ملايين برميل يومياً، نفسها مضطرة إلى أن تستورد من الخارج 670 ألف برميل يومياً لتأمين الخدمات لهذه المناطق، كما كشف هذا الأسبوع المكتب الوطني للطاقة.

وبعدما قاطعت هذا الشتاء نبيذ كولومبيا البريطانية وتوقفت عن شراء الكهرباء منها، هددت ولاية البرتا بأن تقدم الإثنين مشروع قانون لوقف شحناتها من البنزين.

ولأن الحكومة الاتحادية هي المخولة وحدها السماح بتشييد أنبوب بين المقاطعتين، دعا ترودو كولومبيا البريطانية إلى "وقف عرقلتها" هذا "المشروع الذي ينطوي على منفعة وطنية".

وتنوي أوتاوا والبرتا أيضاً المشاركة في الأنبوب لطمأنة المستثمرين في كيندر مورغن.

وبعدما رفض، قبل سنة ونصف السنة، أنبوباً آخر كان من شأنه أن يربط البرتا بساحل كولومبيا البريطانية، يدافع ترودو هذه المرة عن توسيع ترانس ماونتن، ويؤكد أن الاقتصاد وحماية البيئة يمكن أن يسيرا جنباً إلى جنب.


(فرانس برس)

دلالات