قالت مصادر في الحكومة اليمنية، إن رئيس فريق المراقبين الدوليين التابع للأمم المتحدة في مدينة الحديدة غربي اليمن، الجنرال باتريك كاميرت، استقال من منصبه، في تطور يمثل بحال تأكيده، انتكاسة في طريق اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في السويد الشهر الماضي، إن لم يكن مقدمة لانهيار الاتفاق.
وفي الوقت الذي لا تزال فيه الأمم المتحدة تتحفظ عن تأكيد استقالة كاميرت، ونفت أمس التقارير الإعلامية بهذا الشأن، أفادت مصادر في الحكومة اليمنية "العربي الجديد"، بأن الجنرال الهولندي المتقاعد، اعتذر الأربعاء، رسمياً عن استكمال مهمته، وسط أنباء عن تسمية بديل له، يحمل الجنسية الدنماركية.
وتأتي أنباء استقالة كاميرت، عقب ساعات من مغادرته العاصمة اليمنية صنعاء، برفقة المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، حيث توجه الاثنان صوب العاصمة السعودية الرياض.
وكان غريفيث وصل إلى صنعاء منذ يومين، وعقد مباحثات مع قيادات في جماعة أنصار الله (الحوثيين)، إلا أنه لم يدلِ بأي تصريحات حول نتائج الزيارة، التي ترافقت مع الأزمة التي تواجه تنفيذ اتفاق الحديدة المبرم بالسويد الشهر الماضي.
وقال موقع الأمم المتحدة الأربعاء، إن كاميرت وغريفيث يجريان مناقشات بشأن اقتراح متعلق بإعادة انتشار القوات وفق اتفاق استوكهولم.
Twitter Post
|
وكان كاميرت الذي سبق وقاد بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام في أكثر من دولة، دشن عمله في اليمن، عقب أيام من اتفاق استوكهولم، الذي أعلن في 13 ديسمبر/كانون الأول المنصرم، ونص على تشكيل لجنة التنسيق وإعادة الانتشار في الحديدة، وهي اللجنة التي ترأسها كاميرت.
وخلال عمله في الأسابيع الماضية، اصطدم كاميرت بتفسيرات الطرفين المتباينة لمقتضى اتفاق السويد، وموقف الحوثيين على نحو خاص، والذين شنوا حملة إعلامية ضد باتريك كاميرت، وطالبوا بتغييره.
وتعرضت منذ أيام سيارة في موكب كاميرت لإطلاق نار عقب خروجه من اجتماع مع الوفد الحكومي في الحديدة، بعد أن تعذر اجتماع ممثلي الحكومة والحوثيين بلجنة إعادة الانتشار، على طاولة واحدة.
وفي 13 من الشهر الجاري، قال المتحدث باسم الحوثيين وكبير مفاوضي الجماعة، محمد عبدالسلام، إن "عدم إحراز أي تقدم في الحديدة على صعيد تنفيذ اتفاق استوكهولم يعود بالأساس إلى خروج رئيس لجنة التنسيق الأممية عن مسار الاتفاق بتنفيذ أجندة أخرى"، وأضاف "يبدو أن المهمة أكبر من قدراته، وما لم يتدارك غريفيث الأمر فمن الصعب البحث في أي شأن آخر".