قبل نحو عامين، نزحت أم صهيب إلى مخيمات بغداد هرباً من معارك قتلت زوجها. اليوم تصنع الخبز لتعيل أطفالها
يوميّاً، يُصارع النازحون العراقيون في المخيمات للاستمرار. ينتظرون حلاً بعد مرور نحو ثلاثة أعوام من النزوح والتشرّد في المخيمات، حتى أصبحوا غرباء في بلادهم. نزحت أم صهيب (41 عاماً) وأسرتها من محافظة صلاح الدين إلى مخيمات العاصمة بغداد، مع بدء المعارك بين القوات العراقية وتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" قبل عامين ونصف العام، لتستقر مع آلاف العائلات. كانت قد فقدت زوجها خلال القصف، ولم يبق لأطفالها من معيل سواها.
تقع خيمتها على مقربة من مصفاة للنفط. تشير بيدها إليه وتقول: "هذا ما يجعلني أضحك وأبكي في آن. هذا نفطنا وهذا حالنا. لا أدري لمن يبيعونه ومن يقبض ثمنه". بعدما لاقى زوجها حتفه، شعرت بالخوف وتوجهت إلى مخيمات النازحين في العاصمة بغداد. لكنّها لم تكن تملك سوى القليل من المال لتعيل أطفالها. في البداية، اعتمدت على المساعدات الإنسانية والمنظّمات المدنية، إلا أن ذلك لم يكن كافياً.
كانت حياة أم صهيب صعبة. يكفي أنها رأت زوجها يقع أمامها أرضاً، من دون أن تكون قادرة على فعل شيء لإنقاذه. في النهاية، نزحت وآلاف الأسر. وكان عليها أن تفكّر في طريقة لتأمين المال. "اشتريت تنوراً من حديد وصرت أصنع الخبز وأبيعه للنازحين. تمكنت من إعالة أطفالي ومساعدة بعض النازحين، من خلال إعطائهم الخبز مجاناً".
تقول إن الحياة في مخيمات النزوح قاسية. "أصعب ما يمر به النازح هو محاولة الحصول على لقمة العيش في ظل البطالة والإهمال الحكومي والاعتماد على الناشطين ومنظمات المجتمع المدني، للحصول على مساعدات إنسانية من أغذية وأدوية وغيرها". وتلفت إلى أن نساء كثيرات تكفّلن بإعالة أبنائهن بعدما فقدن أزواجهن خلال الحرب. منهن من عملن في مجال الخياطة أو إعداد الخبز أو تعليم الأطفال النازحين.
عادة ما تضع أم صهيب الخبز في أكياس بلاستيكية قبل بيعه. صار يقصدها زبائن كثر يشترون منها أو يساعدونها. بعد الانتهاء من العمل، تهتم بأبنائها الأربعة وتعليمهم، لافتة إلى أن التعليم هو السبيل الوحيد لبناء المستقبل. هذا ما تقوله لأبنائها دائماً. تضيف لـ "العربي الجديد": "للأسف، لم نر من السياسيين غير الكذب. تركونا نواجه مصيرنا القاسي لوحدنا، وهم يكتفون بزيارة المخيمات كلما اقترب موعد الانتخابات لالتقاط الصور فقط، من دون تقديم أية مساعدات لنا". تضيف: "لسنا في حاجة إليهم. باتت النساء يعرفن كيفية تدبير شؤون أسرهن".
اقــرأ أيضاً
يوميّاً، يُصارع النازحون العراقيون في المخيمات للاستمرار. ينتظرون حلاً بعد مرور نحو ثلاثة أعوام من النزوح والتشرّد في المخيمات، حتى أصبحوا غرباء في بلادهم. نزحت أم صهيب (41 عاماً) وأسرتها من محافظة صلاح الدين إلى مخيمات العاصمة بغداد، مع بدء المعارك بين القوات العراقية وتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" قبل عامين ونصف العام، لتستقر مع آلاف العائلات. كانت قد فقدت زوجها خلال القصف، ولم يبق لأطفالها من معيل سواها.
تقع خيمتها على مقربة من مصفاة للنفط. تشير بيدها إليه وتقول: "هذا ما يجعلني أضحك وأبكي في آن. هذا نفطنا وهذا حالنا. لا أدري لمن يبيعونه ومن يقبض ثمنه". بعدما لاقى زوجها حتفه، شعرت بالخوف وتوجهت إلى مخيمات النازحين في العاصمة بغداد. لكنّها لم تكن تملك سوى القليل من المال لتعيل أطفالها. في البداية، اعتمدت على المساعدات الإنسانية والمنظّمات المدنية، إلا أن ذلك لم يكن كافياً.
كانت حياة أم صهيب صعبة. يكفي أنها رأت زوجها يقع أمامها أرضاً، من دون أن تكون قادرة على فعل شيء لإنقاذه. في النهاية، نزحت وآلاف الأسر. وكان عليها أن تفكّر في طريقة لتأمين المال. "اشتريت تنوراً من حديد وصرت أصنع الخبز وأبيعه للنازحين. تمكنت من إعالة أطفالي ومساعدة بعض النازحين، من خلال إعطائهم الخبز مجاناً".
تقول إن الحياة في مخيمات النزوح قاسية. "أصعب ما يمر به النازح هو محاولة الحصول على لقمة العيش في ظل البطالة والإهمال الحكومي والاعتماد على الناشطين ومنظمات المجتمع المدني، للحصول على مساعدات إنسانية من أغذية وأدوية وغيرها". وتلفت إلى أن نساء كثيرات تكفّلن بإعالة أبنائهن بعدما فقدن أزواجهن خلال الحرب. منهن من عملن في مجال الخياطة أو إعداد الخبز أو تعليم الأطفال النازحين.
عادة ما تضع أم صهيب الخبز في أكياس بلاستيكية قبل بيعه. صار يقصدها زبائن كثر يشترون منها أو يساعدونها. بعد الانتهاء من العمل، تهتم بأبنائها الأربعة وتعليمهم، لافتة إلى أن التعليم هو السبيل الوحيد لبناء المستقبل. هذا ما تقوله لأبنائها دائماً. تضيف لـ "العربي الجديد": "للأسف، لم نر من السياسيين غير الكذب. تركونا نواجه مصيرنا القاسي لوحدنا، وهم يكتفون بزيارة المخيمات كلما اقترب موعد الانتخابات لالتقاط الصور فقط، من دون تقديم أية مساعدات لنا". تضيف: "لسنا في حاجة إليهم. باتت النساء يعرفن كيفية تدبير شؤون أسرهن".