فقدت أم صابر زوجها ثم والدتها وطفلتها الرضيعة، فلم يبق لها إلاّ ابنها بسنواته العشر، في رحلة نزوح مستمرة
يمثل جسر بزيبز، لأم صابر رحلة معاناة وألم ما زالت مستمرة بالنسبة لآلاف النازحين الآخرين. هي تحملت لحظات صعبة على هذا المعبر الوحيد الذي يربط الأنبار ببغداد. فقدت طفلتها ووالدتها المسنة على أعتاب هذا الجسر الحزين خلال توجههم إلى العاصمة العراقية هرباً من المعارك الطاحنة في الأنبار.
تقول: "منعتنا الحكومة العراقية من عبوره نحو بغداد، وكنا مكدسين بعشرات الآلاف رجالاً ونساء وأطفالاً. مات العديد من كبار السن والأطفال أمام أعيننا. ولم يكن بإمكان أحد أن يفعل شيئاً لهم".
تضيف أم صابر لـ"العربي الجديد": "قتل زوجي بقصف جوي استهدف بلدتنا في الرمادي، فبقيت مع والدتي الستينية وطفلتي الرضيعة وولدي ذي العشر سنوات. توجهنا إلى الجسر وكانت والدتي بالكاد تستطيع السير على قدميها. أصابنا العطش الشديد بينما كانت القوات الحكومية تتمركز عند الجسر وتمنع مرور أي شخص".
تتابع: "كان يوم قيامة حقيقياً. الجميع منشغل بالأطفال وكبار السن والمرضى الذين بدأوا بالتساقط على أعتاب الجسر المشؤوم من شدة الجوع والعطش والتعب. سقطت والدتي قرب مدخل الجسر وناشدت مراراً القوات الحكومية السماح لها بالمرور لمعالجتها، فقد كانت مصابة بذبحة قلبية، لكنهم رفضوا. ماتت والدتي، وكنت أكافح لأبقي طفلتي على قيد الحياة".
احتارت أم صابر أين تأخذ والدتها الميتة في هذا الزحام الشديد، وكيف تبقي طفلتها الرضيعة على قيد الحياة. تقول: "كانت لحظات مرعبة.. أمي مسجاة أمامي فتكفل الناس من حولي بغسلها ودفنها في ساحة قرب الجسر إذ كان مستحيلاً نقل الموتى إلى المقابر البعيدة بسبب الوضع الأمني. أما طفلتي فكانت تصارع العطش والجوع للبقاء، بينما كان طفلي يبكي من الخوف والجوع والعطش بدوره".
تمسح أم صابر دموعها وتقول: "كنت أنظر إلى تساقط الأطفال أمامي موتى. فجميعنا قطع مسافات طويلة جداً عبر الصحراء لنصل إلى جسر بزيبز. وفي لحظات حزن جديدة بعد دفن والدتي، دخلت طفلتي الصغيرة في غيبوبة وحاول من هم حولي إنقاذها، فحملوها وتوجهوا بها إلى القوات الحكومية طالبين منهم سيارة إسعاف أو حملها إلى مستشفيات بغداد فرفضوا كلّ هذا".
تقول أم صابر: "لم تتحمل الصغيرة كل هذا التعب في الشمس الحارقة وماتت هي الأخرى بين ذراعيّ. دفنتها مع عدد آخر من الأطفال النازحين قرب الجسر. لم يبق لي إلاّ ولدي عمر ينتقل معي من مخيم إلى آخر، بعدما غرق مخيم بزيبز بسبب الأمطار الأخيرة".
إقرأ أيضاً: صلاح علي.. "عفية وليدي الله يساعدك"
يمثل جسر بزيبز، لأم صابر رحلة معاناة وألم ما زالت مستمرة بالنسبة لآلاف النازحين الآخرين. هي تحملت لحظات صعبة على هذا المعبر الوحيد الذي يربط الأنبار ببغداد. فقدت طفلتها ووالدتها المسنة على أعتاب هذا الجسر الحزين خلال توجههم إلى العاصمة العراقية هرباً من المعارك الطاحنة في الأنبار.
تقول: "منعتنا الحكومة العراقية من عبوره نحو بغداد، وكنا مكدسين بعشرات الآلاف رجالاً ونساء وأطفالاً. مات العديد من كبار السن والأطفال أمام أعيننا. ولم يكن بإمكان أحد أن يفعل شيئاً لهم".
تضيف أم صابر لـ"العربي الجديد": "قتل زوجي بقصف جوي استهدف بلدتنا في الرمادي، فبقيت مع والدتي الستينية وطفلتي الرضيعة وولدي ذي العشر سنوات. توجهنا إلى الجسر وكانت والدتي بالكاد تستطيع السير على قدميها. أصابنا العطش الشديد بينما كانت القوات الحكومية تتمركز عند الجسر وتمنع مرور أي شخص".
تتابع: "كان يوم قيامة حقيقياً. الجميع منشغل بالأطفال وكبار السن والمرضى الذين بدأوا بالتساقط على أعتاب الجسر المشؤوم من شدة الجوع والعطش والتعب. سقطت والدتي قرب مدخل الجسر وناشدت مراراً القوات الحكومية السماح لها بالمرور لمعالجتها، فقد كانت مصابة بذبحة قلبية، لكنهم رفضوا. ماتت والدتي، وكنت أكافح لأبقي طفلتي على قيد الحياة".
احتارت أم صابر أين تأخذ والدتها الميتة في هذا الزحام الشديد، وكيف تبقي طفلتها الرضيعة على قيد الحياة. تقول: "كانت لحظات مرعبة.. أمي مسجاة أمامي فتكفل الناس من حولي بغسلها ودفنها في ساحة قرب الجسر إذ كان مستحيلاً نقل الموتى إلى المقابر البعيدة بسبب الوضع الأمني. أما طفلتي فكانت تصارع العطش والجوع للبقاء، بينما كان طفلي يبكي من الخوف والجوع والعطش بدوره".
تمسح أم صابر دموعها وتقول: "كنت أنظر إلى تساقط الأطفال أمامي موتى. فجميعنا قطع مسافات طويلة جداً عبر الصحراء لنصل إلى جسر بزيبز. وفي لحظات حزن جديدة بعد دفن والدتي، دخلت طفلتي الصغيرة في غيبوبة وحاول من هم حولي إنقاذها، فحملوها وتوجهوا بها إلى القوات الحكومية طالبين منهم سيارة إسعاف أو حملها إلى مستشفيات بغداد فرفضوا كلّ هذا".
تقول أم صابر: "لم تتحمل الصغيرة كل هذا التعب في الشمس الحارقة وماتت هي الأخرى بين ذراعيّ. دفنتها مع عدد آخر من الأطفال النازحين قرب الجسر. لم يبق لي إلاّ ولدي عمر ينتقل معي من مخيم إلى آخر، بعدما غرق مخيم بزيبز بسبب الأمطار الأخيرة".
إقرأ أيضاً: صلاح علي.. "عفية وليدي الله يساعدك"