تبدأ أمّ سالم، صباح كل يوم، رحلة إعداد الخبز في تنورها الطيني الذي بنته من بعض الحجارة والطين والتبن في المخيم الذي نزحت إليه جنوب شرق الموصل.
تبدأ أمّ سالم، صباح كل يوم، رحلة إعداد الخبز في تنورها الطيني الذي بنته من بعض الحجارة والطين والتبن في المخيم الذي نزحت إليه جنوب شرق الموصل. يعود ذلك لعدم توفر مشتقات الوقود الأخرى في المخيم. تشعل التنور بما جمعه أطفالها من بقايا الكرتون والحطب وبعض الأشواك، قبل تقطيع العجين.
تقول أم سالم لـ"العربي الجديد": "بعد مقتل زوجي في معارك الموصل أصبحت وأطفالي بلا معيل ففكرت في عمل أحصل منه على لقمة العيش وأساعد من خلاله جيراني النازحين في المخيم، فقمت ببناء تنور من الطين نستخدمه في إعداد الخبز لعدم توفر مشتقات الوقود". تضيف: "أقوم بإعداد العجين مساء استعداداً لصباح اليوم التالي ويعينني في ذلك عدد من نساء المخيم".
تعتبر أمّ سالم أن "ما يعيشه النازحون في المخيمات حياة بدائية تفتقر لأبسط مقومات العيش. كثير من النازحين فقدوا معيلهم الوحيد ولولا المساعدات الإنسانية البسيطة التي تقدمها بعض المنظمات المحلية لهلك النازحون من الجوع". وتلفت إلى أنه "لعدم اهتمام الحكومة بنا اضطررنا إلى أن نعتمد على أنفسنا في كل شيء وعدنا إلى الحياة البدائية في معيشتنا".
تتابع: "ربما حالفنا الحظ في الحصول على خيمة في هذه المنطقة الصحراوية، فآلاف آخرون لم يجدوا مكاناً لهم فافترشوا الصحراء والتحفوا السماء. حالنا أفضل من حالهم نسبياً ولا بد أن نواجه مصيرنا بعد أن تركتنا الحكومة العراقية من دون أي اهتمام".
تستخدم نساء المخيم تنور أم سالم وينتظر كثير منهن دورهن في الوصول إلى التنور لإعداد الخبز لأسرهن. لكن أسراً أخرى تعتمد على أم سالم في إعداد الخبز مقابل بعض منه أو مقابل بعض المال.
ليست أم سالم الوحيدة التي حاولت تحدي الظروف القاسية للنزوح، فكثير من النساء يعملن في الخياطة وتعليم الأطفال لتعويض الخدمات الإنسانية التي افتقدوها بعد تركهم لمدنهم بسبب الحرب. ويعينها في عملها بإعداد العجين ابنتها الصغيرة ذات الأعوام الاثني عشر، وتساعدها الطفلة في جمع الحطب والأشواك لإشعال النار في التنور.
تجدر الإشارة إلى أن النازحين يحصلون على الدقيق وبعض الغذاء من المنظمات الإنسانية المحلية التي تعتمد في دعمها لهم على الميسورين والمتبرعين. تقول أم سالم إن ما يصلهم من مساعدات غذائية "لا يكفي أبداً لسد حاجة النازحين في المخيمات بل هو لسد الرمق، فالجوع يفتك بالنازحين فضلاً عن البرد الشديد والأمراض التي انتشرت بشكل كبير".
اقــرأ أيضاً
تبدأ أمّ سالم، صباح كل يوم، رحلة إعداد الخبز في تنورها الطيني الذي بنته من بعض الحجارة والطين والتبن في المخيم الذي نزحت إليه جنوب شرق الموصل. يعود ذلك لعدم توفر مشتقات الوقود الأخرى في المخيم. تشعل التنور بما جمعه أطفالها من بقايا الكرتون والحطب وبعض الأشواك، قبل تقطيع العجين.
تقول أم سالم لـ"العربي الجديد": "بعد مقتل زوجي في معارك الموصل أصبحت وأطفالي بلا معيل ففكرت في عمل أحصل منه على لقمة العيش وأساعد من خلاله جيراني النازحين في المخيم، فقمت ببناء تنور من الطين نستخدمه في إعداد الخبز لعدم توفر مشتقات الوقود". تضيف: "أقوم بإعداد العجين مساء استعداداً لصباح اليوم التالي ويعينني في ذلك عدد من نساء المخيم".
تعتبر أمّ سالم أن "ما يعيشه النازحون في المخيمات حياة بدائية تفتقر لأبسط مقومات العيش. كثير من النازحين فقدوا معيلهم الوحيد ولولا المساعدات الإنسانية البسيطة التي تقدمها بعض المنظمات المحلية لهلك النازحون من الجوع". وتلفت إلى أنه "لعدم اهتمام الحكومة بنا اضطررنا إلى أن نعتمد على أنفسنا في كل شيء وعدنا إلى الحياة البدائية في معيشتنا".
تتابع: "ربما حالفنا الحظ في الحصول على خيمة في هذه المنطقة الصحراوية، فآلاف آخرون لم يجدوا مكاناً لهم فافترشوا الصحراء والتحفوا السماء. حالنا أفضل من حالهم نسبياً ولا بد أن نواجه مصيرنا بعد أن تركتنا الحكومة العراقية من دون أي اهتمام".
تستخدم نساء المخيم تنور أم سالم وينتظر كثير منهن دورهن في الوصول إلى التنور لإعداد الخبز لأسرهن. لكن أسراً أخرى تعتمد على أم سالم في إعداد الخبز مقابل بعض منه أو مقابل بعض المال.
ليست أم سالم الوحيدة التي حاولت تحدي الظروف القاسية للنزوح، فكثير من النساء يعملن في الخياطة وتعليم الأطفال لتعويض الخدمات الإنسانية التي افتقدوها بعد تركهم لمدنهم بسبب الحرب. ويعينها في عملها بإعداد العجين ابنتها الصغيرة ذات الأعوام الاثني عشر، وتساعدها الطفلة في جمع الحطب والأشواك لإشعال النار في التنور.
تجدر الإشارة إلى أن النازحين يحصلون على الدقيق وبعض الغذاء من المنظمات الإنسانية المحلية التي تعتمد في دعمها لهم على الميسورين والمتبرعين. تقول أم سالم إن ما يصلهم من مساعدات غذائية "لا يكفي أبداً لسد حاجة النازحين في المخيمات بل هو لسد الرمق، فالجوع يفتك بالنازحين فضلاً عن البرد الشديد والأمراض التي انتشرت بشكل كبير".