وفور استعادتها وعيها بعد يومين من الحادث، دشنت المليجي حملة على "فيسبوك" تطالب فيها بتخصيص أوقات معينة لسير عربات النقل، وتجنب سيرها أوقات الذروة حتى لا يتكرر مثل ذلك الحادث المفجع.
وقالت المليجي في منشور على "فيسبوك" "بنتي راحت بسبب سواق نقل فرمني على الدائري، وسواق تريلا راكن بعرض الطريق، ولولا ستر ربنا كان يبقى فيه 10 عربيات وأرواح كتير في نفس الحادثة".
Facebook Post |
لكنها أسهبت في اللقاء التلفزيوني الوحيد الذي أجرته من داخل المستشفى، وتحدثت الأم التي كانت تعاني من الرضوض والالتواءات في جسدها جراء الحادث، كيف مرت عليها الدقائق بطيئة ثقيلة وهي تشاهد الموت يقترب منها، وينتزع إحدى طفلتيها التوأم أمام عينيها بسبب تهور سائق مقطورة، عندما دخل سائق سيارتها إلى "شارع الخدمات" أمام "البنزينة" على الطريق الدائري كان وراءهما مقطورة كبيرة تمشي بسرعة بالغة لا تتناسب مع حجمها، وفوجئت بـ"تريلا" كبيرة الحجم تقف بالعرض في منتصف الطريق ولا متسع لمرور سيارتها، وعندما حاول سائقها أن يبطئ، تلقى صدمة من سائق المقطورة خلفه فصدم السيارة الملاكي في "التريلا" التي تقف بعرض الطريق.
حينها، استيقظت دانيا وهيا طفلتاها التوأم. كانت الأخيرة تنام في حضن أمها، أما دانيا فكانت تنام بجوارها، وعندما شعرت بالخبطة استيقظت ونظرت من زجاج السيارة، كان سائق المقطورة يحاول الهرب ويتراجع لكن السيارة الملاكي "شبكت" في مقدمة المقطورة، فلم يجد أمامه حلا سوى السير بأقصى سرعة دافعا السيارة الملاكي أمامه ليفرمها في جانب "التريلا" ويهرب، وتُنقل الأم ووطفلتاها إلى المستشفى لتموت "دانيا".
Facebook Post |
تفاعل الكثيرون مع حملة "المليجي"، وخرجت حكايات وتجارب مشابهة لما مرت به الأم، لأناس عاشوها في حوادث شخصية والبعض الآخر كشاهد لوقوع حوادث أكثر مأساوية.
في عام 2008، كانت هناك مبادرة حكومية بحظر سير سيارات النقل الثقيل داخل المدن نهاراً، لكنها لم تطبق بسبب تهديدات سائقي سيارات النقل بالإضراب وشل حركة التجارة ونقل البضائع بين المحافظات، وفي عام 2014، بدأت وزارة الداخلية تطبيق قرار منع سير سيارات النقل نهارا داخل المدن من 11 صباحا حتى 6 مساء، وبعد أقل من عام واحد قامت الحكومة بتعديل بعض أحكام قانون المرور بما يسمح بإلغاء حظر تسيير المقطورات مع وضع القواعد والاشتراطات التي تضمن الحفاظ على الأرواح.
انعدام الرقابة على الطرق فضلا عن عدم وجود قوانين محددة وصارمة يتم تطبيقها بكل دقة على المخالفين، يؤدي إلى تكرار مثل تلك الحادثة يوميا تحت مرأى ومسمع الحكومة التي لا تتحرك إلا بحدوث فاجعة كبرى.
وبالفعل تحدث الكارثة يوميا، بسبب الإهمال والتقصير الحكومي في ظل غياب تفعيل قوانين المرور وتغليظ العقوبات على المقصرين، حتى أنه في تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية عام 2014 أكد أن أكثر من 15 ألف شخص يموتون سنويا، في مصر، جراء حوادث الطرق، فيما يصل عدد المصابين في حوادث الطرق إلى 50 ألف شخص سنويا، مشيرا إلى أن حوادث الطرق في مصر أعلى بكثير منها في دول أخرى شبكة طرقها أكثر سوءاً.