تحاول أميمة البحث عن بعد آخر في كلّ عمل تقدّمه: "أصرّ أصدقائي لوقت طويل على أنّه يجب أن أغنّي هذه القصيدة وفعلت".
برأي أميمة جاء العمل مختلفاً، بمساعدة المؤلّف الموسيقي عبد الله المصري: "جاء مناسباً تماماً لنقلة جديدة، سمعته وسمعه صديقي الفنان مارسيل خليفة، قرأته وتدخلت بما يسمح لي". وهي فخورة لأنّ مارسيل كتب عن "مطر" متوجهاً "إليّ وإلى عبد الله وإلى ابنه رامي الذي أبدع في عزفه على البيانو، قائلاً: مهما بلغنا من النظر فهو لا يحيط إلا بالقليل وإلى القليل الذي نصغي إليه ونضيف صوتنا نغماً خفياً في النفس".
عبد الله المصري بحسب أميمة لا يفرض معياراً للأداء ولا للموسيقى: "كان بالنسبة لي تحدّياً شخصياً لأنّ القصيدة تضمّ تعابير دراماتيكية نسمعها جميعاً أو نردّدها باستمرار، لكنني لم أذهب إليها مرّة أو إلى هذا الاتجاه خلال مسيرتي الفنية، بل كان خطي ثابتاً قريباً من الرومانسي الحالم".
"كان عبد الله مشغولاً بكيفية الغناء وإلى أيّ مدى سيكون أدائي متناغماً مع مساحات الموسيقى، بعيداً عن الأوبرا، فأنا لست مغنية أوبرا، وهو لم يطلب منّي ذلك، كان يؤلّف لصوتي الحقيقي فقط، وهدفه الأوحد أن يبيّن انسجاماً بين صوت الرأس وصوت الصدر"، تقول.
وتنفي الخليل أن يكون "مطر" عملاً نخبوياً: "هناك نزعة عند كلّ فنان لأن يقوم بأشياء لم يقم بها من قبل، لكن في الموسيقى هناك نوعان: الاختلاف والتنوّع. وهذه القصيدة مختلفة بطبيعتها. ولا أريد أن أسميه عملاً نخبوياً بل هو لكلّ الناس، فالموسيقى تنحو في "مطر" باتجاه العراق ولبنان وفلسطين والحجاز(الخليجي) وحتّى الإيقاع، في كل تفاصيلها تحمل بعداً شرقياً، في النصّ والنغم. لكن ليس هناك في الموسيقى ما يسمى نخبوياً. فالموسيقى يجب أن تكون لكلّ الناس رغم اختلافهم".
وبرأيها أنّ "مضمون القصيدة إنساني عميق، فيه الكثير من التراجيديا الجامعة، وعلى الناس أن تألفه بسرعة وفقاً لمكنوناته".
"لم أعد أتابع"، تقول حين نسألها عن الخطّ الغنائي الاستهلاكي الذي نشهده حالياً: "ولم أتابع يوماً ما يتناوله الناس". تضحك وتكمل: "قبل 3 سنوات كنت وزوجي مسافرَين، وعندما عدنا إلى المنزل وجدنا جهاز التلفزيون معطلاً، فلم نهتمّ". ثم تعوّدنا. مضت علينا 3 سنوات من دون جهاز تلفزيون في المنزل، لكنّني أتابع ما يهمني عبر صفحات الميديا البديلة والانترنت".
ثم تقول في موقف حاسم: "المرحلة في هذا الوقت الراهن هي مرحلة انكسار وهبوط، والإعلام لا بدّ أن يروّج لهذه المرحلة في كلّ شيء، حتّى في الفنون".
تختتم أميمة الخليل حديثها لـ"العربي الجديد" بالقول إنّها تستعدّ للوقوف على مسرح قصر اليونيسكو في 30 مايو / أيار. وقبلها سترافق الفنان مارسيل خليفة إلى الدوحة في 18 مايو / أيّار لتقديم أمسية غنائية بعنوان "أحمر بالعربي"، مع الفرقة الهارمونية ومغنية سوبرانو ألمانية، على أن تستكمل صيفها في تونس لإحياء سلسلة حفلات لم يحدّد تاريخها بعد، وجولة مع الفنان القدير مارسيل خليفة إلى تونس أيضاً.