وأفادت وكالة الأنباء القطرية "قنا"، بأنّ أمير قطر "تبادل مع حسن روحاني رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التهاني بمناسبة عيد الفطر المبارك، في اتصال هاتفي أجراه اليوم".
من جهته نقل موقع الرئاسة الإيرانية، عن أمير قطر قوله، خلال الاتصال الهاتفي مع روحاني، أنّ الدوحة تعتبر أنّ "الحوار يمثل السبيل الوحيد لتخفيف التوترات"، مرحّباً بمبادرة أمير الكويت الشيخ صباح جابر الصباح؛ الرامية إلى وضع حد للتوترات الإقليمية.
كما شكر أمير قطر إيران على موقفها تجاه الحصار المفروض على بلاده، قائلاً إنّ "الاتصالات بين البلدين مستمرة حول القضايا الإقليمية"، داعياً إلى تعزيز العلاقات الإيرانية القطرية.
وتدخل الأزمة الخليجية، اليوم الأربعاء، عامها الثالث، بعدما أقدمت السعودية والإمارات والبحرين ومصر، في 5 يونيو/ حزيران 2017، على قطع علاقاتها مع قطر، وفرض حصار بري وجوي وبحري على الدوحة، إثر حملة افتراءات واسعة، قبل أن تقدّم الكويت وساطة للحل، رفضتها دول الحصار.
Twitter Post
|
ويأتي اتصال أمير قطر بروحاني، بينما تتصاعد التوترات بين واشنطن وطهران، التي بدأت أخيراً تعيد النظر في التزاماتها تجاه الاتفاق النووي الموقّع في عام 2015، بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحاب بلاده منه، منذ عام.
وفي الأسابيع الأخيرة، كثّفت واشنطن من حملتها "الضغط الأقصى" من خلال نشر مجموعة حاملة طائرات "يو إس إس أبراهام لينكولن" في المنطقة، رداً على مزاعم بأنّ إيران وحلفاءها يهددون بمهاجمة المصالح الأميركية.
بدوره، شدد الرئيس الإيراني لأمير قطر، على أنّ بلاده "لا ترغب في خوض أي مواجهة، وتريد تعزيز الأمن الإقليمي".
وقال روحاني خلال الاتصال، بحسب ما ذكر موقع الرئاسة الإيرانية، إنّ بلاده "بصدد تنمية العلاقات مع الدوحة أكثر من قبل"، مشيراً إلى أنّ مواقف دولة قطر، خلال القمتين الأخيرتين الخليجية والعربية في مكة بالسعودية، "كانت نابعة عن سياسة حسن الجوار والسعي لتخفيف التوتر في المنطقة".
وقال روحاني إنّ "أي قمة أو مؤتمر لا يؤدي إلى تقارب بين دول المنطقة، فهي غير بنّاءة ومضرة"، داعياً دول المنطقة إلى عدم الخضوع للقوى الأجنبية و"سلوك طريق مصالح شعوبها".
وأوضح روحاني أنّه "ليس لدى إيران أي رغبة بالمواجهة مع الدول والقوى العظمى، لكن إذا بدأت هذه أي تحرك عسكري أحمق فسوف تواجَه برد صارم يبعث على الندم".
واتهم روحاني كلاً من السعودية والإمارات بـ"الإضرار بكل المنطقة"، من خلال الحرب ضد اليمن وحصار قطر والعمل ضد إيران.
ورفض روحاني حصار دولة قطر، مشدداً على أنّ إيران "تعارض ممارسة سياسة فرض الحصار والعقوبات والضغوط"، لافتاً إلى أنّ هذه السياسة تمثل "مساراً خاطئاً في العلاقات بين الدول".
من جانب آخر، قال روحاني، خلال كلمة له في اجتماع لكبار المسؤولين مع المرشد الإيراني علي خامنئي، إنّ "الصبر الاستراتيجي" لبلاده "أحبط المؤامرات الأميركية".
وأضاف روحاني، أنّ "هذا الصبر أجبر واشنطن على أن تدفع سياسياً أثمان الانسحاب من الاتفاق النووي، وهذا يعود إلى الخطأ الذي ارتكبته في حساباتها"، لافتاً إلى أنّ "أحداً لا يمكنه أن يلوم إيران بعد أن قررت تقليص تعهداتها بعد عام من التمسك بالصبر الاستراتيجي".
ورأى روحاني أنّ الولايات المتحدة "اضطرت إلى تغيير برنامجها في المنطقة ولهجتها تجاه إيران، لكن تصريحاتها لن تؤثر على مسيرتنا وإرادتنا"، معتبراً في الوقت نفسه أنّ "تغيير اللهجة والكلام لن يحل المشكلة".
وربط روحاني تغيير موقف بلاده الرافض للتفاوض مع الإدارة الأميركية، بعودة الأخيرة عن ضغوطها ضد إيران و"التعويض عن الخسائر التي تسببت بها".
واليوم الأربعاء، أعرب ترامب، عن استعداده للحديث مع روحاني، ملوحاً في الوقت عينه بالخيار العسكري ضد طهران.
وقال ترامب، لتلفزيون "آي تي في" البريطاني، رداً على سؤال عما إذا كان يعتقد أنّه بحاجة لاتخاذ عمل عسكري ضد إيران، بحسب ما أوردت "رويترز"، "الاحتمال وارد دائماً. هل أريد ذلك؟ لا. أفضل ألا يحدث ذلك ولكن هناك احتمالاً وارداً دائماً".
وقال عندما سُئل عما إذا كان مستعداً للحديث مع روحاني "نعم بالطبع. أفضل التحاور دائماً".