دعا أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، اليوم الثلاثاء، الحكومة والبرلمان إلى الحفاظ على موارد البلاد وترشيد الإنفاق من أجل مواجهة موجة انخفاض أسعار النفط في الأسواق العالمية.
وقال أمير الكويت، في كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية للانعقاد التشريعي الجديد في مجلس الأمة (البرلمان): "ها نحن نشهد دورة أخرى من انخفاض أسعار النفط نتيجة لعوامل اقتصادية وسياسية تعصف بالاقتصاد العالمي، مما يلقي بظلاله السلبية على اقتصادنا الوطني".
وأضاف: "عليكم مسؤولية منع الهدر في الموارد وترشيد الإنفاق وتوجيه الدعم لمستحقيه" من دون التأثير على مستوى المعيشة.
وتابع قائلاً: "إنني أدعوكم، حكومة ومجلساً، لتحمّل مسؤولياتكم الوطنية لإصدار التشريعات واتخاذ القرارات اللازمة التي تحمي ثروتنا النفطية والمالية".
وخسرت أسعار النفط أكثر من ربع قيمتها منذ حزيران/يونيو ما يؤثر على مالية دولة نفطية مثل الكويت، التي تضخ يوميا 3.2 مليون برميل نفط.
وتشكل عائدات النفط 94% من الإيرادات العامة للكويت، غير أن الدولة الغنية جمعت احتياطات مالية ضخمة تتجاوز 500 مليار دولار خلال السنوات الـ15 الماضية بفضل ارتفاع أسعار الخام.
كما دعا أمير الكويت أيضا إلى اعتماد خطط تنموية لتنويع مصادر الدخل والحد من الاعتماد على النفط.
من جهته، حث رئيس الوزراء على إعادة نظر جدية في السياسات الاقتصادية، بما في ذلك الإنفاق لمواجهة تداعيات انخفاض أسعار الخام.
ووافقت الحكومة الكويتية، في وقت سابق من هذا الشهر، على مقترح لرفع أسعار الديزل والفيول بمقدار ثلاثة أضعاف في إطار مساعي الحد من الإنفاق.
وكانت الكويت قد شكلت العام الماضي لجنة لدراسة موضوع رفع الدعم، الذي يكلف ميزانية الدولة 18 مليار دولار سنويا.
وكان وزير المالية الكويتي، أنس الصالح، قال، في تصريحات سابقة من العام الجاري، إنه إذا كانت أسعار النفط بحدود مائة دولار للبرميل، فإن بلاده ستسجل عجزا في الميزانية قدره 2.3 مليار دولار في السنة المالية 2017-2018.
كما نبه أنس الصالح، السبت الماضي، إلى أن تهاوي أسعار النفط أضحى يهدد النمو الاقتصادي في دول الخليج، مؤكدا أن التعامل مع هذا التراجع يستلزم تغيير الأولويات.