قالت الشرطة إن رجلا أميركيا من فلوريدا، ألقي القبض عليه بعدما هبط بطائرة هليكوبتر صغيرة في الحديقة الغربية لمبنى الكونجرس يوم الأربعاء، مخترقا المجال الجوي المحظور.
وقالت شرطة الكونجرس الأميركي في بيان إن دوج هيوز (61 عاما)، وهو ساعي بريد من روسكين بولاية فلوريدا، يواجه اتهامات لم يكشف عنها لتحليقه بطائرته الهليكوبتر الصغيرة فوق واشنطن وهبوطه في حديقة الكونجرس بعد ظهر الأربعاء بالتوقيت المحلي.
وأوقف الرجل الذي كان يحتج على فساد النظام السياسي الأميركي الأربعاء، بعد أن هبط بالمروحية، ما أدى إلى اطلاق إنذار أمني في المنطقة الحساسة للغاية.
وأوضحت الشرطة أن فريقا لإزالة المتفجرات تفحص بجهاز روبوت لفترة وجيزة المروحية التي كانت بمقعد واحد لكنه "لم يجد أي شيء خطر".
والتحليق فوق العاصمة الفدرالية يخضع لقيود شديدة، إذ يتوجب على أي مركبة جوية الحصول على إذن مسبق للدخول في مجال جوي حول واشنطن. ويبدو أن الحادث كان اختراقا لمنطقة محظورة على الطيران.
وأقفلت المنطقة موقتا. وكان من المقرر مجيء رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى الكابيتول للقاء أعضاء مجلس الشيوخ.
لكن الوكالة الفدرالية للطيران المدني اعترفت ضمنا بأن الطائرة العمودية أفلتت الأربعاء، من دائرة انتباهها. وأقرت في بيان أن المراقبة الجوية لم تكن على اتصال مع الطيار وأن الأخير لم يحصل على الإذن اللازم. وقد فتح تحقيق في الأمر.
وقالت القيادة العسكرية المكلفة الدفاع عن المجال الجوي الأميركي والتي تقضي مهمتها خصوصا رصد عمليات التحليق غير المرخص لها على موقع "تويتر" إنها غير معنية بالحادث.
ويبدو أنه الإنذار "الجوي" الثاني الذي فاجأ قوات الأمن في خلال ثلاثة أشهر في العاصمة الأميركية.
وأكدت متحدثة باسم هيئة البريد الأميركية أن الرجل المحتجز ساعي بريد ريفي لكنها لم تفصح عن اسمه.
وأقلع هيوز بالطائرة صباح الأربعاء من مكان قريب من جيتيسبرج بولاية بنسلفانيا على بعد حوالي 110 كيلومترات شمالي واشنطن وتوجه بها إلى الكونجرس.
وجاء الحادث بعد أيام على إطلاق رجل النار على نفسه أمام الكونجرس يوم السبت، مما تسبب في إغلاق مؤقت للموقع.
وفي يناير/كانون الثاني تحطمت طائرة صغيرة بدون طيار في حديقة البيت الأبيض. ولم توجه تهم جنائية للرجل الذي كان يتحكم فيها عن بعد.
وتفصل بين مبنى الكابيتول والبيت الأبيض مسافة كيلومترين تقريبا.
وأفادت صحيفة فلوريدا تامبا باي تايمز، التي أجرت مقابلة مع الطيار قبل تحليقه وصوّرته، بأن دوغلاس مارك هيوز مقيم في فلوريدا وهو في الحادية والستين من عمره. وقد تحدث بالتفصيل عن مشروعه للصحيفة في حال مقتله في الحادث.
لكن لم تأت أي مروحية عسكرية لتعترض الطائرة الصغيرة التي حلّقت في وقت كان هدفه القيام بعمل عصيان مدني للاحتجاج على تنامي الفساد في منظومة التمويل الانتخابي.
وقال مايكل شاناهان، الذي قدم على أنه صديق لهيوز، لشبكة سي إن إن "إن الهدف الرئيسي هو بالأحرى إخطار الكونغرس الذي هو أصلا على علم بذلك، وجذب انتباه الأميركيين كي يفكروا بما يتوجب فعله".
وكتب الرجل في رسائل قال إنه يريد تسليمها إلى البرلمانيين الأميركيين بحسب "تامبا باي تايمز": "أطالب بإصلاح وأعلن تمرد ناخب بطريقة مماثلة لوصف جفرسون للحقوق في إعلان الاستقلال".
وعلى موقع قدم على أنه خاص به، أعلن هيوز نواياه وقال "ليس لدي أي نزعة أو نية عنيفة. إن طائرة خفيفة للغاية لا تطرح أي تهديد جسدي كبير".
وأوضح الرجل أيضا للصحيفة المحلية أنه ينوي إخطار السلطات مسبقا بتحليقه. وعلى موقعه أكد أنه أرسل رسالة إلى موقع إلكتروني، لا يديره البيت الأبيض، بل المنظمة الموروثة من حملة باراك أوباما.
ويبدو أن المروحية هي من نوع بنسن وهي طائرة خفيفة جدا لا تتطلب تسجيلها لدى الوكالة الفدرالية للطيران المدني، وبإمكانها أن تحلق 105 كلم بالساعة لكن استقلاليتها بالطيران محدودة بـ90 دقيقة.
وأوضح ديك كنابينسكي المتحدث باسم رابطة المركبات الجوية التجريبية في ويسكونسن "إنها صنعت بالتحديد لرحلات ترفيهية على علو منخفض".