تقدمت سيدة أميركية من ولاية تينيسي بدعوى قضائية ضد وكالة الملاحة الجوية والفضاء (ناسا) لتثبيت ملكيتها لأنبوب يحوي حفنة من غبار القمر، تدعي أنه هدية من رائد الفضاء الأميركي الشهير نيل أرمسترونغ أعطاها إياها قبل نحو 50 عامًا.
ورفعت لورا موراي سيكو، الدعوى الفديرالية الأسبوع الماضي بموجب قانون الولايات المتحدة البياني الذي يتيح للمحكمة أن تحدد بشكل قانوني المالك الشرعي لأشياء متنازع عليها، خصوصا أن امتلاك الأشخاص العاديين للمواد الفضائية ما زال يشكل جدلًا قانونياً في الولايات المتحدة، وفقًا لموقع "بي بي سي".
وتقول سيكو أنها كانت في الـ 10 من عمرها عام 1972 عندما عاد والدها توم موراي من العمل في أحد الأيام، وأعطاها أنبوباً مليئاً بالغبار ومعه ورقة موقعة من أرمسترونغ، أول رجل سار على القمر، والذي كان صديقه الحميم، وكتب فيها: "إلى لورا آن موراي، حظًا سعيدًا، نيل أرمسترونغ من رحلة أبولو 11".
ولم تحاول ناسا المطالبة بملكية أنبوب الغبار القمري التي بحوزة سيكو، إلا أن محاميها كريستوفر مكهوغ، نصحها بتقديم طلب استباقي لأن لوكالة الفضاء تاريخا حافلا بالاستيلاء على المواد الفضائية، وقال: "لم تتوان الوكالة عن مداهمة منازل أناس يملكون مثل هذه الأشياء، حتى أنها تعاملهم معاملة المجرمين، وأنا أود حماية موكلتي من موقف كهذا".
وأصدر الكونغرس عام 2012 قانونًا ينص على أن التذكارات التي يأخذها رجال الفضاء من رحلاتهم إلى منازلهم، مثل قطع من المركبات الفضائية، والسجلات الشخصية وما إلى ذلك، تعتبر ملكهم قانونيًا ولا يحق للحكومة الفدرالية المطالبة بإعادتها، إلا أن هذا القانون لم يشمل الصخور وغيرها من المواد القمرية.
وتعتمد الدعوى القضائية التي رفعتها موراي على وجود ثغرة قانونية تتعلق بغياب قانون يحظر أو يتيح بشكل صريح امتلاك العامة للمواد القمرية، وورد فيها: "لا يوجد قانون يمنع الأشخاص العاديين من امتلاك غبار القمر، المواد القمرية ليست بضاعة مهربة، لذا لا يعتبر امتلاكها أمرًا غير قانوني" كما أضاف المحامي: "يعتبر خلاف ناسا مع هذا الأمر تصريحًا ضمنيًا بأن أرمسترونغ، أحد أعظم أبطال أميركا، هو لص!".
ولا تتفق ناسا مع وجهة نظر مكهوغ القانونية، حيث يقول جوزيف غوثينز، العميل الخاص السابق في الوكالة: "يعتبر الغبار والصخور القمرية التي جلبتها مهمة أبولو ملكًا للولايات المتحدة ما لم تمنحها لحكومة أجنبية، وليس لأرمسترونغ أي سلطة قانونية لإهدائها لأي شخص".
ولم تتردد ناسا عبر السنوات بأخذ إجراءات ضد الناس العاديين الذين وقعت مواد قمرية بين أيديهم، وتعتبر أكثر الحالات جدلًا قصة وقعت عام 2012، عندما حاولت جوان ديفز، أرملة مهندس كان يعمل سابقًا لدى ناسا، بيع صخور قمرية أهداها لها زوجها، قبل أن تفاجأ بأن المشتري المزعوم ليس سوى أحد مفتشي الوكالة.
وادعى المحققون الفدراليون أن المرأة التي كانت تبلغ من العمر 74 عامًا سرقت الصخور القمرية، إلا أنها لم تدن بل كسبت دعوى جديدة رفعتها ضدهم.