أميركا: الركض بدل السياسة.. لدعم أطفال فلسطين والعرب

07 يوليو 2015
يركضون من أجل الأطفال (العربي الجديد)
+ الخط -

بدأت فكرة تأسيس فريق للمشاركة بمسابقات الجري لهدف خيري، تلوح في رأس الأميركي من أصل فلسطيني، رشاد درويش، منذ العام 2009. العام الذي شارك خلاله ببطولة "الرجل الحديدي" الرياضية في ولاية أريزونا، وكانت تتضمّن السباحة وسباق الدراجات، بالإضافة إلى الجري مسافة 26 ميلاً.

"فكرتُ لم لا نركض من أجل هدف؟ لماذا لا نركض لسبب إنساني وليس لأجل أنفسنا فقط. ورأيت أنّ هناك مجموعة من الأقارب والأصدقاء من حولي يحبون المشاركة في ماراثون شيكاغو السنوي. لذا تواصلت مع رئيس منظمة صندوق إغاثة أطفال فلسطين PCRF، الدكتور خالد أبو غزالة، وعرضت عليه الفكرة، فرحّب بها. بعد ذلك، بدأ تشكيل "Team Palestine for PCRF" الذي كانت أول مشاركة له في ماراثون شيكاغو العام 2010". يقول رشاد في حديث لـ"العربي الجديد".

فكرة "Team Palestine" تقوم على مشاركة أعضاء الفريق بمسابقات الجري المختلفة، وجمع التبرعات الخيرية لتصبّ في مصلحة "صندوق إغاثة أطفال فلسطين". وهي منظمة إنسانية غير ربحية، تأسّست العام 1991، بالولايات المتحدة، للمساعدة الطبية والإنسانية لأطفال في فلسطين والبلدان العربية.

اقرأ أيضاً: أميركي يلتهم 52 شطيرة نقانق في عشر دقائق

أخذت فكرة الفريق بالانتشار بين العرب الأميركيين الموجودين في شيكاغو، فتناقلوها بين بعضهم البعض، وشاركوها مع المجتمعات المحيطة بهم. كذلك ساهم موقع الفريق الإلكتروني وصفحات التواصل الاجتماعي، بجذب المزيد من المهتمين والداعمين للفكرة.

"واصل حجم الفريق الازيداد. ولأنّ البداية كانت من شيكاغو، ففيها الفريق الأضخم، الذي يتكوّن من 100 شخص تقريباً يشاركون في مختلف مسابقات الجري بما فيها ماراثون شيكاغو. فلسطينيون، وأردنيون، ومصريون، وعرب من جنسيات أخرى. كذلك أميركيون وغيرهم. الفريق عبارة عن خليط من الأفراد الذين يؤمنون بقضية إنسانية، ويريدون الجري من أجل جمع الأموال لمساعدة الأطفال".



الفريق الذي بدأ من شيكاغو، تطوّر وأخذ بالاتساع، إذ تم تشكيل فرق في عدد من الولايات الأميركية من بينها ميزوري، ونورث كارولينا، وتكساس، كذلك في عدد من مناطق العالم من بينها جنوب أفريقيا، ودبي. وهناك جهود حالية لتشكيل المزيد من الفرق.

الأميركية آرين التي انضمت إلى الفريق بعد انتقالها من ولاية منيسوتا إلى شيكاغو، تقول "سجّلت للانضمام لفريق فلسطين لأنني أهتم لأمر هذه القضية. أعتقد أن أهم ما في مشاركتنا في ماراثون شيكاغو كفريق هو رفع الوعي حول الهدف الذي نركض لأجله. بالطبع نجمع التبرّعات أيضاً، لكنّ الجري بقمصاننا التي كتب عليها "فريق فلسطين"، والحديث مع الناس حول هدفنا، يساعد كثيرا في نشر المعرفة حول مشروعنا".

فتاة أخرى في الفريق تقول لـ"العربي الجديد" "قرّرت المشاركة بالجري في المارثون من خلال فريق فلسطين، بعدما ذهبت الصيف الماضي مع أبي في مهمة طبية إلى مدينة نابلس في فلسطين. ملهم جداً أن يركض الإنسان من أجل هدف ما، خصوصاً أنّني أهتم كثيرا لأمر هذه القضية".

ويعتبر ماراثون شيكاغو من أهم الأحداث الرياضية التي يشارك بها الفريق سنويا. كما أن هناك مشروعاً آخر يفخر رشاد به وهو "الركض من أجل السلام"، الذي يصار من خلاله إلى دعوة أبناء المجتمع وعائلاتهم للمشاركة في الركض مسافة ثلاثة أميال "السنة الماضية شارك بالركض والمشي نحو 1000 شخص، وهذه السنة هناك المزيد. يشارك بهذا الحدث أناس عاديون، وليس بالضرورة أن يكونوا رياضيين أو عدّائين محترفين".

اقرأ أيضاً: العلماء يحسمون الجدل:(إنسان كينويك) يمت بصلة قرابة للهنود الحمر

وأضاف رشاد أن حدثاً آخر يشارك به الفريق، ويتطلب الركض مسافة 200 ميل، يتشارك بقطعها 12 عضواً من الفريق خلال يومين. كما يدعو "أيّ شخص يرغب بالانضمام إلى الفريق أن يقوم بالتسجيل من خلال الموقع الإلكتروني http://teampalestine.com/. لاختيار الماراثون أو السباق الذي يناسبه، وتأسيس صفحة خاصة به لجمع التبرعات، ومشاركتها مع معارفه وأصدقائه".

حالياً، يعمل الفريق على جمع 100 ألف دولار من أجل مستشفى الأطفال مرضى السرطان في غزّة، الذي ينفّذه "صندوق إغاثة أطفال فلسطين" "هذا المشروع هو الأول من نوعه. سيساهم بمساعدة آلاف الأطفال المرضى في غزّة، والذين ليس لديهم أيّ مصادر طبية أخرى لعلاج الأمراض السرطانية المختلفة"، يقول رشاد.

وتساهم الأموال التي يجمعها الفريق والتي تذهب لمصلحة صندوق الإغاثة، في تأمين سفر الفرق الطبية من الولايات المتحدة إلى فلسطين وبلدان الشرق الأوسط، لتقديم المساعدة إلى الأطفال الذين هم بأمس الحاجة لها. كذلك تأمين سفر الأطفال المرضى من بلدانهم إلى الولايات المتحدة، لإجراء عمليات جراحية متطوّرة، منها عمليات القلب والدماغ.

ويؤمن رشاد بحب الناس لفعل الخير، ورغبتهم بأن يكونوا جزءاً من أمر إيجابي، ويقول "كعرب أميركيين نريد إحداث تغيير، لكننا أحيانا لا نعرف كيف. أرى أن جهود فريقنا ستساعد بشكل حقيقي في إحداث هذا التغيير". ويضيف "علينا أن نعي أن ليس كل منّا يرغب بأن ينخرط في المسألة السياسية عندما يتعلق الأمر بفلسطين والشرق الأوسط. البعض يريد المساعدة فقط. وفي وضعنا، هذه هي الطريقة المثلى لمساعدة الآخرين... من خلال الركض وليس السياسة".

ويعمل رشاد ورفاقه حالياً على تنظيم مشاركة كلّ الفرق في ماراثون فلسطين داخل مدينة بيت لحم نهاية مارس/آذار المقبل 2016. 

اقرأ أيضاً: وفاة أسطورة موسيقى "البلوز" الأميركي بي. بي. كينغ

المساهمون