في 13 من الشهر الجاري، بدأ عرض البرنامج الأسبوعي "في أمل"، الذي تقدمه أمل عرفة على قناة "لنا" السورية، واستضاف في الحلقة الأولى الفنانة السورية منى واصف. على شاشة الإسقاط الموجودة في الاستوديو، لم يعرض في برنامج "في أمل" سوى مشهد واحد لضيفة الحلقة الأولى، وهو مشهد من مسلسل "أسعد الوراق"، الذي قامت واصف بأداء دور البطولة فيه أواخر السبعينيات. ولعبت مقدمة البرنامج، أمل عرفة، الدور ذاته، عندما أعيد إنتاج المسلسل قبل عشرة أعوام؛ ليشكل هذا المشهد مدخلاً لحوار كان عنوانه: "أنا خليفة منى واصف"، حيث إن عرفة لم تبدُ مهتمة بتقديم واصف بقدر تركيزها على إثبات وجودها في حضرة الفنانة القديرة.
في معظم مفاصل الحوار، تحاول عرفة أن تصدر نفسها باعتبارها الشخص الأهم، وتتعامل مع تجربتها الفنية بوصفها المركز الذي تدور حوله الدراما السورية؛ فتبدأ أسئلتها من خلال التجارب المشتركة بينها وبين واصف، وعندما تقوم واصف بسرد تفاصيل مهمة عن تجربتها الفنية، بعد أن تنحرف عن المسار الذي رسمته لها عرفة، تقاطعها سريعاً لتعيدنا إلى قوقعتها، وتبدأ بالمقارنة بين مسيرة واصف ومسيرتها؛ وحتى في اللحظات التي غاصت فيها واصف بذاكرتها بعيداً، لتتحدث عن بدايتها الفنية، فإن عرفة لم تلتزم الصمت، وبدت عاجزة تماماً عن الدخول بلعبة تبادل الأدوار، وتأدية دور مقدمة البرامج بدلاً من تأدية دور النجمة.
ومن خلال ظهورها في هذا البرنامج، تثبت أمل عرفة مرة أخرى أنها ليست فنانة شاملة، ومن غير الممكن أن تحقق النجاح في أي نطاق آخر، بعيداً عن التمثيل؛ فنحن لا يمكننا أن ننكر أهمية تجربة عرفة في التمثيل في التسعينيات وبداية الألفية الثالثة، ولكن كل ما قدمته في مجال الغناء أو الكتابة لم تنجح فيه؛ فخلال مسيرتها الفنية حاولت أن تفرض نفسها مغنيةً مراراً وسجلت ألبومين وأغان منفردة عدة، ولكن الجمهور لم يتقبلها؛ كما أنها لم تتمكن من إثبات نفسها كاتبةً، ففشلت كل المسلسلات التي قامت بكتابتها، باستثناء الجزء الأول من مسلسل "دنيا"، بل إن نجوميتها في التمثيل لم تشفع لها في تسويق مسلسل "سايكو"، آخر مسلسل كتبته، ولا يزال حبيس الأدراج على الرغم من مرور أكثر من عامين على إنتاجه. ومع ذلك، فإن تجربة عرفة في تقديم البرامج هي الأسوأ، فقد بدت كأنها تستثمر هذا الظهور لتسويق نفسها مجدداً، لكن من دون جدوى.
لا يقتصر سوء البرنامج على مشاكل مقدمته، فالبرنامج يفتقر إلى الهوية، ويبدو في معظم الوقت كحوار يسير بخطى غير مدروسة؛ إذ يقوم الحوار على أسئلة مكرّرة (كليشيهات)، ولا يحتوي البرنامج إلا على فقرة وحيدة خارج إطار الحوار، وهي الفقرة الأخيرة التي تقوم بها الضيفة بسحب بطاقة تحتوي سؤالاً، عليها أن تجيب عنه، والأسوأ أن البطاقة التي سحبتها واصف تحتوي على سؤال كانت عرفة قد سألتها إياه ضمن الحوار. وكذلك يعاني البرنامج من سوء التنسيق بين فريق العمل؛ فالفرقة الموسيقية لم تتجاوب مع متطلبات عرفة كما ينبغي، بل إنها تجاهلت أوامرها بالعزف عندما طلبت من أعضائها ذلك؛ والأسوأ أن الاستوديو الذي صوّر فيه البرنامج لا يلائم الحدث؛ فتبدو ألوان الإضاءة فيه فاقعة وغير متناسبة مع الحديث عن الذكريات، الذي يشكل الحصة الكبرى من الحوار.
اقــرأ أيضاً
وفي نهاية البرنامج، حاولت عرفة أن تحصل على شهادة من واصف لتؤكد من خلالها نجوميتها وشعبيتها، فشكرت موافقتها على الظهور ببرنامجها، وتكهنت بأن واصف ما كانت لتطل بهذه الإطلالة الإعلامية لولا اسم أمل عرفة، والعلاقة التي تجمعها بها؛ لكن واصف رفضت أن تقدم لها هذه التزكية، وأكدت أن سبب موافقتها على الظهور في البرنامج هو إعجابها بقناة "لنا" الجديدة، التي عرضت في الأشهر الثلاثة الأخيرة باقة من أجمل المسلسلات السورية القديمة. بدأ الأمر، فعلياً، كأنّ أمل عرفة هي الضيفة، وجاءت بمنى واصف فقط لكي تستولي، بأي شكل، على شهادة منها.
في معظم مفاصل الحوار، تحاول عرفة أن تصدر نفسها باعتبارها الشخص الأهم، وتتعامل مع تجربتها الفنية بوصفها المركز الذي تدور حوله الدراما السورية؛ فتبدأ أسئلتها من خلال التجارب المشتركة بينها وبين واصف، وعندما تقوم واصف بسرد تفاصيل مهمة عن تجربتها الفنية، بعد أن تنحرف عن المسار الذي رسمته لها عرفة، تقاطعها سريعاً لتعيدنا إلى قوقعتها، وتبدأ بالمقارنة بين مسيرة واصف ومسيرتها؛ وحتى في اللحظات التي غاصت فيها واصف بذاكرتها بعيداً، لتتحدث عن بدايتها الفنية، فإن عرفة لم تلتزم الصمت، وبدت عاجزة تماماً عن الدخول بلعبة تبادل الأدوار، وتأدية دور مقدمة البرامج بدلاً من تأدية دور النجمة.
ومن خلال ظهورها في هذا البرنامج، تثبت أمل عرفة مرة أخرى أنها ليست فنانة شاملة، ومن غير الممكن أن تحقق النجاح في أي نطاق آخر، بعيداً عن التمثيل؛ فنحن لا يمكننا أن ننكر أهمية تجربة عرفة في التمثيل في التسعينيات وبداية الألفية الثالثة، ولكن كل ما قدمته في مجال الغناء أو الكتابة لم تنجح فيه؛ فخلال مسيرتها الفنية حاولت أن تفرض نفسها مغنيةً مراراً وسجلت ألبومين وأغان منفردة عدة، ولكن الجمهور لم يتقبلها؛ كما أنها لم تتمكن من إثبات نفسها كاتبةً، ففشلت كل المسلسلات التي قامت بكتابتها، باستثناء الجزء الأول من مسلسل "دنيا"، بل إن نجوميتها في التمثيل لم تشفع لها في تسويق مسلسل "سايكو"، آخر مسلسل كتبته، ولا يزال حبيس الأدراج على الرغم من مرور أكثر من عامين على إنتاجه. ومع ذلك، فإن تجربة عرفة في تقديم البرامج هي الأسوأ، فقد بدت كأنها تستثمر هذا الظهور لتسويق نفسها مجدداً، لكن من دون جدوى.
لا يقتصر سوء البرنامج على مشاكل مقدمته، فالبرنامج يفتقر إلى الهوية، ويبدو في معظم الوقت كحوار يسير بخطى غير مدروسة؛ إذ يقوم الحوار على أسئلة مكرّرة (كليشيهات)، ولا يحتوي البرنامج إلا على فقرة وحيدة خارج إطار الحوار، وهي الفقرة الأخيرة التي تقوم بها الضيفة بسحب بطاقة تحتوي سؤالاً، عليها أن تجيب عنه، والأسوأ أن البطاقة التي سحبتها واصف تحتوي على سؤال كانت عرفة قد سألتها إياه ضمن الحوار. وكذلك يعاني البرنامج من سوء التنسيق بين فريق العمل؛ فالفرقة الموسيقية لم تتجاوب مع متطلبات عرفة كما ينبغي، بل إنها تجاهلت أوامرها بالعزف عندما طلبت من أعضائها ذلك؛ والأسوأ أن الاستوديو الذي صوّر فيه البرنامج لا يلائم الحدث؛ فتبدو ألوان الإضاءة فيه فاقعة وغير متناسبة مع الحديث عن الذكريات، الذي يشكل الحصة الكبرى من الحوار.